الثورة المندسة

mainThumb

28-02-2011 12:51 AM

عظيمة هي ثورة الشعب الليبي الذي أزاح التراب عن كيانه المغتصب واستعاد مجده من (زنقات) القذافي الذي عاش الدور لآخره واستحق أن يضرب بالنعال الليبية، وعظيمة ثورة مصر التي أنهت عصر الطغاة فأنبتت الورد اللي فتح في جنانين مصر، وأنيقة كانت ثورة الياسمين في تونس التي كسرت حاجز الخوف أمام الشعوب العربية لتبدأ الحياة.. ورائعة أنت يا ثورة العراق المنتظرة في وجه أمراء الطوائف في المنطقة الخضراء..

 

ومكشوفة ومندسة تلك الفوضى الشمطاء التي تقمصت شكل الثورة في شوارع المنامة، فالانتفاضة الشعبية تستحق على فوهات الخراب والفساد ورؤوس الطغاة في الساحات واللطاميات.. وحان قطافها من زهدان وقم والضاحية الجنوبية ودمشق وبغداد ولا مانع أن تصل الثورة للبرتغال ولكن.. في البحرين ليس لها سبب ولا مكان فتلك القلعة بنيت من مجد وكيانها قد عانق السحاب استحقاقا بلا جدال..

 

لا عجب من أبواق طهران الإعلامية التي تنعق ودون توقف غزلا في (ثورة) بائعي البحرين وقوات الباسيج في طهران تسحق الثائرين على آيات الله المغموسين بالخراب وبالسراب..

 

ولا عجب من قنوات الفرات الفضائية التي فتحت بثا مباشرة من دوار اللؤلؤة للمجاميع (الثائرة) والتي غلبت على لكنتها الفارسية، وقوات المالكي لأجل التغيير تقتل أهل الاعظمية الثائرين على جسر الجمهورية..

 

ولا عجب من تصريحات حزب اللات والعزة في الضاحية الجنوبية التي أججت وغنت للقطعان الراقصة  بالعمامات السوداء رمز المرحلة .

 

 ولا تدهشنا حركات القابع في المزّة لتركيب غربان الردة على منصات الفوضى وفي زنازينه ألف وألف سجين بتهمة استعمال الزامور عند قصر الرئيس..

 

لا عجب مما ذكر.. فكلهم حملة الأجندات الصفراء الذين نبتوا من رحم المؤامرة وتاريخهم لا يتخطى النضال بالميكرفونات وضحاياهم لا تحصى من شعوب مظلومة خلقت بالصدفة ضمن مناطق سطوتهم الجغرافية..

 

 ولكن لا نفهم الأبواق البلهاء في الوطن العربي التي تطبل ( للثورة) في البحرين وهم لا يتقنون سوى عد الضحايا وتقليب الريموت كنترول طمعا بالإثارة والبدء بالتحضير للعرض القادم بعد ليبيا ولا يهم  أين تكون في البحرين أم في سيئول أم في المريخ.

 

وأعجب من النخب التي لا تعرف الفرق ما بين الثورة والتغرير وما بين الطغاة وبين القابضين على الجمر وحراس التاريخ من طوفان الحاكم بأمر الله وأعوانه ومن غزوات تجار المرحلة والمرجلة.

 

(في هذا الوقت بالذات يجب علينا أن نتوقع أن هناك بعض الغربان السوداء ستحاول لعب دور الحمام الأبيض لتندس بين أسراب الحرية التي ترفرف فوق الوطن العربي لتجعل سمائنا خليطا من الفوضى والخراب لصالح أجندات صنعت في دهاليز الحاكم بأمر الله في قم، وعلى محسني الظن الذين يصفقون للعمائم السود في ميدان اللؤلؤة أن يتذكروا أن الطريق إلى جهنم مفروش بالنوايا الحسنة أيضا، وعلينا أن ندرك أن البحرين اكبر من تسعة آلاف موظفا لدى الحرس الثوري تجمعوا في اللؤلؤة واخذوا على عاتقهم تنفيذ مطلب إيران الدائم بالهيمنة على البحرين كمقاطعة إيرانية وحسب التصريحات الرسمية التي تم تأكيدها عام 2007).

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد