سيناريو الثورة الليبية

سيناريو الثورة الليبية

03-03-2011 01:53 AM

الثورة الليبية التي قامت قبل اسبوعين وتحديداً في 1722011 هي ثورة تختلف عن مثيلاتها التي حدثت في تونس ومصر ، ذلك لأنها قامت لإسقاط أكبر طاغية في التاريخ المعاصر ،بل هو زعيم الطغاة وجنكيز خان العرب ، حاكم أحمق أرعن متخلف ، مزاجي ، متقلب ، دموي ، سفاح لا يرحم أحداً ، يبطش بلا هوادة ، ويقتل بدم بارد دون أن يرف له جفن  ، ولا يقيم وزناً لمبدأ أو قانون أو عرف ، أو قيم أو خلق أو ذمة أو ضمير ، ببساطة متناهية هو مجرم حرب خطير على شعبه وعلى الآخرين ، وقاتل لا يتورع عن فعل أي شيء في سبيل مصلحته وبقاء حكمه وتوريثه لأولاده من بعده ، مخادع كذاب ، يعد فلا يوفي بأي وعد ، طاغية فاسد غدار ماكر لئيم  مراوغ ، جنونه ليس له حدود ، وحماقته ورعونته ظاهرة للعيان .وإذا كان كذلك فسيكون الثمن الذي يدفعه الشعب الليبي باهظا، وسيراق الدم الليبي بكثافة ليتساوى مع ثورة المختار ضد الاستعمار الإيطالي بل وربما يفوقها ليكون ثمن الحرية مكلفاً وطريقاً معبداً بجثث الشهداء .  

 

 وصل القذافي الى الحكم بعد انقلاب على الملك الراحل إدريس السنوسي في 191969 ، كان يومها برتبة ملازم أول وعمره 26سنة ، وكان في الجيش الليبي حينها عشرات الرتب الكبيرة من رتبة لواء وعميد وعقيد ، ولعل هذه مفارقة تستحق النظر والوقوف عندها طويلاً ، فكيف يستطيع ملازم أن يقود انقلابا بينما هو أصغر رتبة بين الضباط ؟ وأين كانت ردة فعل كبار الضباط في القيادة العامة الليبية وبقية أسلحة الجيش وكتائبه ؟؟ ، لا شك بأن وراء الأكمة ما وراءها ، وهذا يفسر لنا بوضوح تام كيف وصل واستبد بالسلطة لمدة  42 سنة دون حسيب أو رقيب ، حكم خلالها شعبه بالحديد والنار وسامه أشد صنوف القهر والإذلال والمهانة ، ونهب بتروله وموارده كافة ،وأصدر كتابه الأخضر فيما يتعلق بالنظرية الكونية الاقتصادية الثالثة ،ذلك الكتاب المهزلة ، وقتل في يوم واحد 1200 سجين سياسي في سجن بو سليم في طرابلس .

 

اليوم ظهر القذافي على حقيقته وصورته الواقعية ... يقف وراءه الاستكبار العالمي لتحقيق مصالحه ، وحشيته العلنية فاقت التصور فهو يضرب الثوار بكافة صنوف الأسلحة ويحاول إبادتهم ، لان الطغاة عادة يحاولون التغطية على جرائمهم بدلا من الإشارة إليها!وهذا قمة الحماقة والغباء وسوء التخطيط والتدبير . هو الآن رمزا للغباء والحماقة والسفاهة...والأمل في الشعب الليبي الجريح أن يسحقه إلى الأبد مع زمرة الممسوخين التابعين له وان يضعونهم في المكان المثالي لأمثالهم وهو مزبلة التاريخ!... يتفنن الطغاة في استخدام مختلف أنواع الأدوات والطرق والأسلحة للسيطرة على شعوبهم وإذلالها كي تصبح مطيعة لهم ولا تقوى على القيام بأي إشارة تدل على رفض الأوامر الصادرة...

 

 إذا لم يتم الوقوف بحزم أمام هؤلاء الطغاة من الحكام العرب وعلى رأسهم المجرم القذافي ، فأنهم سوف لن يترددوا لحظة في استخدام آخر سلاح لديهم عندما يشعرون بأن الخطر قد وصل إلى أعلى درجاته وعليه فأن السيطرة الشعبية سوف تنتهي بصورة شبه مؤكدة مما يعني أن الضرورة ومنطق الطغاة المجرمين ، الانتقام من خلال إبادة الثائرين بصورة جماعية دون أدنى تفريق وحتى يمكن فرض الأمر الواقع على البقية وزرع الرعب في نفوسها مما يؤدي إلى هزيمتها الفعلية...وقد استخدم أسلوب الإبادة عدد كبير من الطغاة ومنهم جنكيزخان وحفيده هولاكو اللذان قتلا ملايين البشر أثناء حروبهم،وكذلك استخدمه معلم الطواغيت وكبيرهم في كل العصور (ستالين) حتى أدى به إلى قتل عشرات الملايين دون أن يقف بوجهه احد حتى لو كان متأكدا من انه سوف يموت عاجلا أم آجلا على يديه!...كما أن نظام بول بوت في كمبوديا يعتبر مثالا نموذجيا فقد أباد ثلث الشعب وخلال ثلاثة أعوام (1975-1978) دون أن يعير العالم أهمية لذلك الحدث الرهيب! وهذا القذافي يسير على نهج أسلافه الطغاة الفاسدين ،  ويطبق أحكام التوراة والتلمود والطغيان على شعبه ، ولا يتورع عن القيام بالمجازر والمذابح في سبيل الحكم
 

وبعد مرور حوالي اسبوعين على قيام الثورة الليبية المجيدة ، وخروج ليبيا من تحت قبضته باستثناء منطقة باب العزيزية في العاصمة وبعض القرى في الوسط والجنوب،  نحن أمام أربع احتمالات أو سيناريوهات :

 

أولاً : : بقاءه في العزيزية ( القلعة المحصنة والتي تتحمل الضربات النووية ) واستمرار معركته مع الثوار من أبناء شعبه بين كر وفر رغم علمه بعدم جدواها بعد أن تم حصره في العزيزية وبدأت الدائرة تضيق عليه ، وعندما تصل الأمور إلى نهايتها وتطبق عليه الثورة ، سيقوم باستخدام أسلحة غير تقليدية ضد شعبه ليقتله ، وكما فعل الكثير من الطغاة على مر التاريخ ، وعلى مبدأ علي وعلى أعدائي يا رب وكما فعل نيرون روما عندما حرقها ، وان حصل هذا ستكون نهاية ليبيا وإعادتها إلى عصر ما قبل التاريخ .

 

ثانياً : التدخل العسكري الغربي تحت مبرر قتل القذافي لشعبه وعليهم حماية هذا الشعب من القتل ، وتحت ستار محاربة الإرهاب وعدم السماح بقيام دولة تتبع للقاعدة ،وهذا كله من أجل الحصول على البترول الليبي والعمل على  تقسيم ليبيا الى دول ثلاثة هزيلة، ومحاصرة مصر وزيادة الضغط عليها للتمكن من تنفيذ واستكمال مخطط الشرق الأوسط الجديد فتكون مصر بين دولة جديدة في جنوب السودان ومن الشمال إسرائيل ومن الغرب قوات حفظ السلام العالمية ..



وذلك بالقيام بضربات جوية وبحرية  مدمرة لمقر القذافي في العزيزية وكتائبه الأمنية ، يتبعها إنزال بحري وجوي لقوات مدرعة تجتاح العاصمة طرابلس وتقوم بالقبض على القذافي وأولاده وأعوان النظام هذا إن بقوا أحياء ، وتقوم بتسليمهم للمجلس الوطني الإنتقالي التي تم تشكيله في بنغازي ، ليتم إعدامهم بعد محاكمة سريعة ، إحتلال جديد تماماً وكما فعلت أمريكا بالعراق ، وتكون ليبيا في قبضة الغرب لأجل غير مسمى .

 

ثالثاً : قيام مجموعة عسكرية ليبية من القوات التي انضمت للثوار، بقصف مقر القذافي واقتحامه وتطهيره وإلقاء القبض على القذافي وأولاده وحاشيته وكتائبه الأمنية ،  وتقديمهم للمحكمة العسكرية بتهمة جرائم الحرب والإبادة التي شنها القذافي على شعبه .

 

رابعاً :  تدخل الجيش المصري واجتياح ليبيا بذريعة حفظ الأمن القومي المصري وبذريعة الحفاظ على أرواح المصريين لينهي الأمر ويساعد في قيام دولة حليفة يمكن التعاون معها لا عدو يخشاه المصريين .. ولو كنت مكان المشير الطنطاوي لاتخذت هذا القرار حفظا وصوناً للأمن القومي المصري، وأراحت البلاد والعباد من شرور القذافي .  

وختاماً أستبعد احتمال فراره لأنه صرح بأنه لن يخرج من ليبيا ، بقي أن يقتل وتتعرض عائلته لنهاية مأساوية ليكون عبرة للطغاة  ، ليبدأ فجراً جديداً على ليبيا وشعب ليبيا العظيم .
 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد