ارحل .. ارحل

ارحل  ..  ارحل

05-03-2011 03:50 PM

ذات زمان وعلى ارض الاطياب قرر الوالي  تكليف الرئيس الصالح ادارة واصلاح احوال المدينة "المسالمة" بعد احتجاج ابنائها على رئيسها السابق ومع تسلم الرئيس الجديد مهامه اعلمه السكان شروط بقائه في الوفاء بالالتزامات التي امر بها الوالي وحال نقضه للعهود فان عليه الرحيل مجددا والمغادرة والعودة للمكان الذي جاء منه وذكروه بمصير من سبقه وكيفيه سقوطه.

الصالح مع مرور ايامه الاولى سمع عن ظهور احتجاجات هنا وهناك بدات تدب وتتسع في انحاء البلاد والدافع ورائها مبرر والاخر مشابهة بالغير فلا يوجد حدا احسن من حدا وزي ما بقول المثل "فرصة و لاحت"  ومع تقادم الايام ازدادت الضغوط والمطالب وتعالت الأصوات  ... الصالح أدرك انه مثقل بالكثير والكثير ... وظل صامتا لا يعرف من اين يبدا فالكل يعتقد ان قضيته هي الاهم وخلاف ذلك سيتهم بالتلكؤ والتهرب والمماطلة....


استحقاقات كثيرة انطلقت من الشارع و تلك الاستحقاقات هي المقرر الوحيد لبقائه او رحيله والاهم من ذلك كله ان الوالي وثق به وسلمه المهام لانقاذ المدينة ومصيرها المجهول  لكي تبقى مسالمة لا العكس وايقن الصالح ان المرحلة الحالية تختلف عن غيرها وعما عهده سابقا فكل شئ يتغير بين ليلة وضحاها والطريق امامه طويل ووعر وفي نفس الوقت مليء بالصعوبات.


ومع تقادم الايام ومرور الوقت واتضاح الرؤية قليلا امامه  وجد ان لا مجال للاخطاء  فاي تعثر سيحسب عليه وربما يستخدمه الاعداء والمعارضون لوجوده  كسلاح ضده في مرحلة حرجة وهي الاكثر  تعقيدا على تاريخ المدينة  والمخرج  ربما  لايحتاج الى حنكة وذكاء بقدر ما يحتاج الى عمل يراه القريب والبعيد في اتخاذ قرارات مصيرية .

استمرت الاحتجاجات على الرئيس الصالح واتهم من جهات تكن له العداء بالتباطؤ وعدم المقدرة على ادارة المدينة  فالبعض بدا نبش ماضيه القريب ... فالكل ينتظر بدء ساعة الصفر للعمل  ولم يعرف وقتها ماذا سيفعل فليس امامه سوى خياران الاول ان يدافع عن نفسه ويبدا بالاصلاحات المطلوبة منه والثاني التحايل  على المحتجين  ليتقي شرهم  وقد يقوده ذلك للرحيل الا ان الرئيس رفض الخيار الاخير واختار الاول فحبه للوالي ومدينته تحتاج للفعل وغير ذلك فان المحصلة ستكون "ارحل ... ارحل"  .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد