المشيخة والقيادات المهترئة

mainThumb

15-03-2011 10:00 PM

لقد كانت الزعامات في الماضي تحمل النبالة والتضحية في قلوبها وتنكوي بالهم الوطني وجمعت وحملت هموم الوطن من هـَم أبناء العشيرة ومشاكلهم واحتياجاتهم وهـَم البلدة ككل والهم الأردني والوطني وحتى القومي العربي من القضية الفلسطينية وغيرها من القضايا العربية المفصلية، فقد كانت تلك الزعامات تقدم كل الغالي والنفيس من وقت هؤلاء النخب وجهدهم وفكرهم وحتى أموالهم في كثير من الأحيان رغم شحها، وكانوا أحرار أصحاب كلمة وموقف لا ينتظرون منصباً أو أجراً ولا رضى لما يقولون ويفعلون وقد دفع بعضهم حياته ثماً لذلك.

 

فأين (قياداتنا) الآن من تلك الزعامات فمع كل الإحترام ولا أعمم أصبحت المدعوة قياداتنا ومشايخنا يعينون من الديوان الملكي ليحققوا مآربهم ويفرحوا بالمشيخة وبالراتب الزهيد والعزائم والولائم فغالبيتهم مثمن، وقد تفتح لهم أبواب مناصب ومكاسب مقابل تطبيق سياسة الحكومة على أبناء العشيرة والبلدة ويعكسوا الصورة التي تريدها الحكومة من تأييد وولاء وأنتماء أصم لا يعكس نبض الشارع ولا مطالب الأردنيين الحقيقية ولا حتى معانته وليوصلوا الفكرة بأن كل شئ على ما يرام، ويتبعون نفس السياسة مع أبناء عشيرتهم بشراء من له ثمن وبالولائم والمظاهر الخداعة والكذب بقصص تبــْهر الحضور وبشراء حاشية رخيصة وزمرة بلطجية في بعض الأحيان، تلك القيادات التي لا تصلح حتى للعطوات والجاهات والتي أصبحوا لا يخرجون بها إلا لمصالح.



فكم كانت الزيارات الملكية لكل محافظات وأغلب قرى الأردن الحبيب ليستمع جلالته إلى مطالب أهله وعشيرته فيجد تلك القيادات قد أختارت من يكذب وينافق وينشد الشعر والغزل، وتــُنحي وتعزل من يريد أن يوصل الصوت الحقيقي لمليكنا المفدى، وها نحن قد وصلنا إلى ما وصلنا إليه الآن من إحتقان شعبي صاغته تلك (القيادات).

 

 لقد سئمنا من تلك القيادات المهترئة والمتساقطة على الطريق وهي التي أوصلتنا إلى ما وصلنا إليه من ترهل وفساد واحتقان في الشارع الأردني وتفشي البطالة والفقر والفسق والفساد مقابل مكاسب شخصية لهم ولذويهم فهم لا يعانون الفقر من كرم الحكومة عليهم ومن توفر العمل المتميز لأبنائهم وقد يصل الأمر لتسجيل أراضي حكومية لهم وبالطبع ليست دون مقابل، هؤلاء من يجب محاكمتهم محاكمة شعبية يكفينا التغني بهم والتسفيق لهم، أما آن الآوان بأن نصارحهم بالمجالس والمناسبات بحقيقتهم.



كما وأطالب الديوان الملكي إلغاء ما يسمى بكتاب المشيخة وتركها لأبناء العشائر لنختار مشايخنا ومخاتيرنا ولإعادة صناعة قيادات شبابية ومشايخ لا تقوم على مبدأ التوريث (كابر عن كابر) بل على الأجدر والأحرص على مصلحة الوطن وأن يتم ذلك في ديوواين العشائر بتصويت وإنتخابات نزيهة إن صح التعبير فأعتقد بأنه يتحتم علينا بأن نكون نزيهين حتى نطالب الحكومة وأنتخابتها بالنزاهة، أما  آن الآوان يا أبناء عشائر وقبائل الأردن، للإنقلاب على هؤلاء القيادات المهترئة لا أقول في العمر بل في المواقف المخزية ولا أعمم، والذين جلسوا على صدورنا عقوداً من الزمن ويتركوننا لأنجالهم من بعدهم يتبعون نفس النهج المزري


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد