رسالة الى الارض الطيبة

رسالة  الى الارض الطيبة

20-03-2011 08:58 PM

جلست عند المساء استرجع افكاري قبل أكثر من أربعين سنة حيث كنت طفلة بالعاشرة من عمري اتذكر أمي رحمها الله
اتذكر جمالها وهدوءها وعملها بالمنزل  حيث ألادوات البدائية القدبمة  (لقن)الغسيل الحديدي و(الصابونة الخضراء) والجلسة لفترات طويلة من أجل الغسيل (والبريموس) لتسخين الماء عدا عن الخوف على أخواني الصغار ان تؤذ يهم ( النار والماء) بالاضافة الى الاهتمام بالصغار فهناك رضيع ينتظر انتهاء شغل امي حتى ترضعة  ,



  ياالله  لا صراخ لا ضرب لا شتم  ولا تذمر ولا شكوى لوالدي الذي كان يدخل علينا بين الحين والاخر حيث يعمل نجار بجانب  المنزل ، وكانت تحلب الابقار  وتغني , ونقف بجانبها لكنها كانت رحيمة ( بالحلال) تطعمة وتسقية ، وكانت أمي (تخض الرايب)بعد وضعة (بالشكوة ) لتخرج منة ( الزبدة) يا الله كم تعسرمرات عليها  وتكون قد خبزت الخبز الذي اعدتة (بالفرن االتي صنعتة أمي  من الطين  المخلوط بقليل من التبن بمساعدة بعض الجارات  ،ونقف انا واخواني حولها لتضع لنا على الرغيف الساخن قطعة من الزبدة  .



وكنا نعيش بغرفة واحدة  من الطين  وسقفها من القصيب وبجانبها مطبخ صغير  اربعة ابناء واربعة بنات بالاضافة لوالدي ووالدتي رحمهما الله ، كانو في ذلك الغرفة  الصغيرة الكبيرة التي فيهاء كل الود والمحبة والطمانينة التى أتحدى ان تكون في أفخم البيوت الحجرية او القرميدية ،وكبرنا  واصبح منا النجار والمعلم والممرض والصيدلي والدكتور والمهندس  .



وكانت أمي حنونة لا اقول ذلك لانها امي ولكنها فعلا حنونة وطيبة  , طيبة الارض التي زرعتها هى ووالدي بالقمح والتين والعنب والزيتون  التي عانوا  من أجلة كثيرا فالارض جبلية لايوجد عليها  حتى طرق زراعية  عانوا من اجل سقايتة وجمعة بايام (افراط الزيتون)  لكن بعد ما كبرنا  وتزوجنا كبرت أمي وكبر حبها لنا وتعلقت بنا اكثر خاصة بعد وفاة الوالد رحمة الله  الذي كان السند والاب والاخ والصديق والانس والقائد الذي احبنا واحببناه و عاشت امي  بعدة عشر سنوات , مرضت امي فترة قصيرة ورحلت في شهر الرحمة في شهر رمضان رحمها الله  ورحم جميع المسلمين وكان ذلك بعد سفري للخليج بشهرين  ,



واتذكريوم سفري بعد ان ودعتها لحقت بي  عندالباب وحدقت بي   وعرفت فيما بعد أنها نظرة الوداع   ,أمي كلمة لايعرفها الامن فقدها هى الارض والحب والحنان والاخ والاخت وكل كلمات الدنيا لا تفئ بجزء من حقها  حتى لفظها وحروفها  هادئ  يخرج من الشفاة (او، مي)


أمي انت الوحيدة التى أعطيتي  بلا  مقابل  وأعطيتي واعطيتي وتعبتي  أيتها االطاهرة العابدة تنتظرين اوقات الصلاة  بلهفة   الضحى , وسنه الوضوء , والصمدية , والمسبحة التى لاتفارق يديك الطاهرة .                

             
فقدت أمي قبل حوالي خمس سنوات , وانا فاقدة للامومة حيث شاء القدر ان لا أصبح اما , ولم أحس بهذا النقص الابعد وفاة     امــــــــــــــــــــي  حيث  كانت حاجبة  عني امور كثيرة لم أحس فيها  ,  وكانت تبدولي طبيعية  وسهلة , ولم أعرف عنائها  ببعض الامور الا عندما فقدتها   ,  وحتى الان لو جمع حنان الدنيا كلهاا لايساوي جزء بسيط من حنان أمي وطيبة أمي  اه اه  اشكو لك ياامي من حالي عن حالي فا نا وحيدة فراغ كبير في غربة ليس فيها صديق (مشافي)    لاابن انادي   لاابنة   اناديها  وزوج منهك بالعمل  واخرين يلحقوني يرموني بالحجارة  حتى تعبت امامهم  التفت اليهم ونظرت بالوجوة سبحان الله االوجة نصفين كل نصف مختلف عن الاخر وفية فمين يتكلمون بان واحد  لا استطيع فهم كلامهم  ويسمع بعضهم بعض غوغاء غوغاء تركتهم وتابعت مسيري   وارهقت حتى  اصابني اخطر الامراض   ولكني شفيت باذن الله لاكمال باقي سنوات عمري  شا كرة ذاكرة  ابناءك ياامي منهم لا اسمع صوتة على الهاتف سنة كاملة وبناتك منها لااستطيع زيارتها حتى ولو مرة بالاجازة الصيفية  كا ني اسمع صوتك الدافئ تعتذرين عنهم لا يا اماة لم ازعل ولن احقد  .
 


ولكني احبهم قسما ( لانهم قطعة منك اريد ان ابرك بهم لانك تحبينهم  واخيرا ارجوا المعذرة ياامي رحمك الله ورحم جميع اموات المسلمين  . انا دي الارض الطيبة(أردنا الحبيب) التي غبت عنها بالغربة ولم تغب عني  اني قادمة  حا ملة الحنان والعطاء قادمة اليك يا د يرتي



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد