عذرا يا معلمتي

عذرا يا معلمتي

27-03-2011 01:35 AM

بأجازتي الصيفية للعام الماضي،وأنا مُترجلة  بوسط بلدتي الجبلية الجميلة، المعروفة بنسب أهلها العريق  (العمري ) نسبة للخليفة الفاروق رضى الله عنة وقفت أتامل  اطلال مدرستي القديمة فنظرت لجهة الشمال على مدى نظري الذي غشاءة الضعف فلبست نظارتي، فرايت جبل الشيخ ا لبعيد وهضبة الجولان وقرى أردنية كثيرةمنها صما والطيبة وغيرها  شاهدت أطلال مدرستي القديمة التى كانت تقام عليها بالستينات بيوت مستاجرة ،يا الله ما أجمل هذا المكان الذي اعاد لي ذكريات كثيرة ، ذكريات لن تعود مرة اخرى وكيف تعود وأنا بالخمسين من عمري  وغزا الشيب شعري، وغشاني المرض  ما أجملك أيها المكان الذي رسمت فية أحلامي أنا وصديقاتي ،المكان الذي لم أعرف فية ألهم والحزن فهناك فهناك من يحمل همنا وينتظر عودتناأمي رحمها الله   تكون قد اعدت طعام الغداء( صحن رايب وصحن لبن  وبيض بلدي) ونجلس أنا واخواني ناكل ويقص كل واحد منا ماذا حصل معة أما أمي فكانت تسمعنا وهى( بتزيت بالبنورة ) لنجلس ندرس عاى ضوئها باليل هذا المكان الذي كان كخلية النحل ،
 



لا حياة فية اليوم ،سوى أماكن سكينية وضجيج السيارات وأصوات خطوات المارة، أخذتني ذاكرتي للستينات حيث الدرس واللعب مع الرفيقات وكانهنّ أمامي،بالمريول الازرق  المُقلم أصواتهنّ  في أذني تذكرت معلمتي ، جالسة على الكرسي الخشبي  بغرفة صفية مستأجرة  بابها يفتح مباشرة على الشارع بردها قارس ، صاحبة البيت تخبز  وتعطي المعلمة رغيفاً من  ( الخبز الساخن كماج ) فستانها ( البني ) الجميل  وكلامها الدافئ ولهجتها المدنية التى كنا نقلدها  وحنانهاوصبرها  وقسوتها وعصبيتها  ،



أتذكر يديها( الطائلة ) علينا  بالضرب عندما كنا نقصربحفظ  الدرس ألامر الذي جعلني عندما لا اكون حافظة درس القراءة  ان أختبي واقول( بدي اقعد من جوى) جنب الحيط داخل المقعد الخشبي الثلاثي الذي جلس علية معظم طلبة أردنا الحبيب  جلست خائفة منها لعل تكون ضربتهاأخف حدةً علي وأنا (من جوى) أتذكر العصا ( ليتها عصا ناعمة ) وإنما خشبة كانت تحضرها بعض الطالبات بطلبٍ من  المعلمة ، و يتسابقنّ  بإحضارها لعلهنّ يفزنّ برضا المعلمة ( عصا مشعثة) إذا سلمت أيدينا من الضرب لم تسلم من الجروح والخدوش آه آه أتامل الصف (الثاني ألابتدائي) بالستينات أتاملة بجدارنة المتهالكة وبسقفة المصنوع من ( القُصيب) الملئ باعشاش  العصافير( والسنونو )تطير بين الحين والاخرى ونضحك  ونجري خلفهاونفرح ، و(لوح أسود)لم يبقى من لونة سوى أطرافة من شدة مسحنا لة،
 



بعض بقايا من الطباشيرالبيضاء المتأكلة،وهناك تلميذاتٍ منهمكاتٍ بالدروس والكتابة ،المعلمة هدئت أعصابها وتناولت قلمها  تدور بيننا للتصحيح  أتامل حالي وزميلاتي بايدينا الصغيرة ( القلم الصغير المبري من طرفية) ولم نشتري غيرة الاعندما (نبطل نمسكة من صغرة )والله ما فية غيرةُ اليوم مقلمة فيها كل الانواع، فكتبافية أجمل الكلمات فكانت دروس القراءة  معظمها  نسخ،  تلميذات اصررنّ  على الخروج للحياة  بنجاح ،فهناك ما يُرعبنا خارج جدران الغرفة الصفية  فهناك (حرب 1967)  عاصرنها بالصف الاول العام السابق كانت أمي تاخذنا وقت الغارة على مغارة  بالقريةيختبي  بها النساء وألاطفال بالبلد   ونعرف ذلك عندما كان جيشنا الحبيب يعطي ( تنوير) ،
 



اما الرجال يبقون بالبيوت يُتابعون  ألاخبار على الراديو الصغير لة بطاريات وضوء صغير نستعملة لانة خافت لا تكشفة الطائرات  كان  يذيع ألاغاني   الوطنية الحماسية التي تبكي جدتي  رحمها الله ( يا ابا الخير شد المهرة العصية المعناقية الملك حسين ناولني البندقية البدقية  وكانت جدتي  تنهمر عينها بالدموع  عند مقطع  يا عربان قولوا ديرة أهلنا  والبدوان احنا تنمردنا ورحلنا ) ياالله تنذكر ولا تنعاد الله يحفظ بلدنا وملكنا وشبابنا  يارب  ،



كان أخي ايمن يحبو على ضوء الراديو وعمرة لم يتجاوز السنة  وكانت أمي وقت الغارة تقول لا تنسوا ايمن وتحملو ا مخدة مكانة الحمد لله دكتوربالجامعة الآن ، وكنا نسمع  صوت الطائرات ودوي الصواريخ  الاسرائيلية تضرب مواقع من وطننا  الحبيب  ، حيث فقدنّ بعض زميلاتنا أغلى مايملكنّ اليد الحانية والقلب الروؤف ( أبائهن) حيث قضوا شهداء دفاعاً عن الوطن والكرامة وبيوم معركة الكرامة  21/3/1968 م قدمت بلدتي دير يوسف شهيداً جديداً  لحق بكوكبة الشهداء   (بيوم الكرامة شدوا الايدي وقفوا النشامى على حدود بلادي  وعن غور الاردن ردوا الاعادي  ومنعوا الغاصب يدخل أر ضنا )  وعودة للصف  ودرسٍ جديد عن سنابل القمح وكان من ضمن الدرس ان هناك سنبلة ( رافعة رأسها ) عن باقي السنابل  لأنها فارغة من الداخل ، وتحركت بعفوية الاطفال ، ملتفتة للخلف فهناك من تناديني بصوتٍ خافت لم تسمعة المعلمة ،



ياالله   ولكن المعلمة راتني وعاقبتني وشبهت رأسي بتلك السنبلة الفارغة فبكيت بحرقة وكأن دموعي نبع  ( عين القنطرة  بعجلون)  وصمتُ بعدها عن الكلام فنحنُ رُبينا على الطاعة والاحترام للمعلمات ،عفواً معلمتي  والله لن انسى فضلك علي لو قطعتيني ( محايات  للصفوف)  على رأي أحد الأقارب الذي إستدعاة  مدير مدرسة أبنة وقال لة( أن أبنك  مش نافع بالمدرسة ولا يمكن الاستفادة منه بشئ) فرد ألاب وقال قطعوة محايات لوح يمكن ينفع ، ولكن صبرك عليّ،لعلك تصغي لي  الآن  بعد أن دارت ألايام  وشاءت الأقدار ان ألتقي  بمعلمتي الجميلة،أنت المربية  الفاضلة وأنا الزميلة لك بالمهنة المقدسة ، فصرت أقص عليها وهى صاغية لي تنظر لي بابتسامة الفرح  تعلمت وأصبحت المديرة والمعلمة  .. الخ  ولكنها نظرت ليدي بأعجاب حيث القلم الجميل  فقلت لها والله   لن يُسيني (علبةالواني البلاستكية) التي اشتريتُها  بقرش من الدكان المجاور للمدرسة ومن فرحتي بها كنت ألعب بها بين الحين والاخروكانت المصيبة عندما أخذيتها مني وقمتي بتوزيعها على زميلاتي  عقاباً لي  ( والله حرقتي قلبي)




عذراً زميلتي ومربيتي  لستي  الوحيدة التي قست علينا  فهناك من استخدمت(الفرجار) الخشبي تسندة على اللوح  واي خطأ تضربنا بلا رحمة   ياالله  كل ضربة على اليد يتبعها إختلال وميلان  باجسامنا( نفخة على اليد وضمة للاصابع ونظرة بوجهه المعلمة ِليرقَ قلبها ولكن بلا فائدة فهناك عصا ثانية وطالبات (يُعدنّ العصي ) أنت ونصيبك  العدد حسب المزاج  معلمتي زعلنّ وغضبنا ولم نكرة المدرسة ولا  هذة المعلمة ولا تلك لأن في حقائبنا  ( المصنوعة من بقايا ملابس قديمة (خلقة) خيطتها أمي رحمها الله بيدها الطاهرة .




    وضعنا كتبنا ودفاترنا وأمالنا في مستقبلٍ زاهر ( كأزهار الدحنون الذي كنا نهديها اليك أيام الربيع ، أجيالنا غابت عنهم كل وسائل الترفية واساسيات الحياة وكماليتها  لا كهرباء ولا تلفازولا حتى لعبة  الا لعبة من ( الشرايط)  كانت تصنعها أمي رحمها الله بالبيت ، فطلبة اليوم يعيشون في بحبوحةٍ من العيش ورفاهية ، وهم الاقرب فكرياً  للواقع  المعاصر من السابق،فدرس البتراء ليس صعباً ان لم يكن زارها  شاهدها بالتلفاز حتى صارت مألوفة لدية، فعمان لم أزرها الاعندما كان عمري 13 سنة برحلة مدرسية   طبعاً( بدون جواز سفر)وبقيت جالسة بجانب بنت عمي داخل الباص  طوال الرحلة لتعطي والديي فكرة جميلة عني استعداداً لرحلة قادمة، الحمد لله اليوم مدارس ومعاهد وجامعات ومعلم مؤهل لدية القدرة والخبرة بالتعامل مع الطلبة في مختلف المراحل والبيئات  فالمعلم الاردني يشار الية بالبنان بعطاءة وقدرتة وامانتة والتزامة ، فهو يستحق التقدير من الجميع ، الامين على فلذات اكبادنا( زينه حياتنا ) ليهذبها  قال تعالى في كتابة العزيز (إن خيرمن استأجرت القوي الامين ) صدق الله العظيم  ،والله قُسي علينا وقسونا أحيانا وندِمنا  ونعتذر لكل من يقرأ هذاالمقال وكنا قد قسونا علية ، ولكن سنة نبينا محمد اً( صلى الله علية وسلم )علمتنا كما قال علية السلام  ( ماكان ألرفق في شئ الازانة وما نزع من شئ الا شانة) ,المعذرة أنا لاأريد  تجريد او تجريح أحد فأنا واحدة منكم ( معلمة متقاعدة ) أعمل خارج اأردناالحبيب  فهى رسالتي للزملاء الإعزاء  حتى يخرجوا أجيالاً بارة بنا فهم ابناؤنا لعلهم ٍ يذكرونا بالخير ويترحموا علينا بعد عمرٍ  مديدٍ باذن الله  .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد