بر الوالدين

mainThumb

28-03-2011 07:58 PM

 إخوة الإيمان......دعوني أتحدث عن حق شرعي , يندر في أيامنا هذه , نضع أيدينا على جرح المشاعر ,وخذلان الأمل في أبناء المستقبل , حديثنا اليوم عن بر الوالدين وعقوقهما ,حيث يقول عز وجل :"قل اتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا و بالوالدين إحسانا " ( الأنعام 151)


إن أعظم حق على العباد بعد حق الله – عز وجل – هو حق الوالدين , فالله تعالى كثيرا ما قرن بين بر الوالدين والتوحيد وخاصة مسألة الشرك , لما لهما من حقوق وواجبات كثيرة وعظيمة .


إخواني في الله... ما أعجب أن يقرن الله تعالى بين بر الوالدين والتوحيد وما أعظم من كلام الله تعالى في الدلالة على ذلك كما جاء في هذه الآية الكريمة , فالله تعالى هو السبب الوحيد لوجود الإنسان وكذلك الوالدين ,..... إلهي ما أعظمك وما أعظم لطفك ......وما أعظم رحمتك ....إلهي ألهمنا شكرك والإعتراف بفضلك ......


إن الوالدين لهما سبب الوجود ..... وهما الأمل في الحياة ....ولنتأمل أحبتي كيف قرن الله تعالى شكرهما بشكره في قوله :- "أن اشكر لي ولوالديك " حيث يقول ابن عباس –رضي الله عنهما – ثلاث آيات نزلت مقرونة بثلاث منها " أن اشكر لي ولوالديك " فمن شكر الله ولم يشكر لوالديه لم يقبل منه .


فلا تعجز أخي المؤمن في المسارعة في طاعة الوالدين وبرهما , وذلك (في أطاعتهما كبيرا كما أطاعاك صغيرا , وأن تنفق عليهما كبيرا كما أنفقا عليك صغيرا , وأن تحبهما كبيرا كما أحباك صغيرا وكبيرا  وأن تحسن صحبتهما كما أحسنا صحبتك , وأمك حقها أكبر من حق والدك , لأنها تعبت أكثر , وحملتك في بطنها , وأرضعتك فلا تقدم عليها زوجا ولا ولدا ولا صديقا ) سعيد حوى .

 

واعلموا أخواتي .... أن بر الوالدين لا يسقط في الكفر فأنت مجبر على برهما وهما على غير دين الإسلام , لقوله تعالى :"وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا " (لقمان 15 ) .



ولا ينقطع البر بعد الموت فمن صورة الدعاء لهما ووصل أصدقائهما والاستغفار و التصدق عنهما لقوله - صلى الله عليه و سلم - : (تعرض الأعمال يوم الاثنين و الخميس على الله تعالى وتعرض على الأنبياء وعلى الآباء و الأمهات يوم الجمعة فيفرحون بحسناتهم وتزداد وجوههم بياضا و إشراقه فاتقوا الله ولا تؤذوا موتاكم ) .



فلنغتنم الفرصة إخواتي ..... ولنسارع في إستثمار طاعة الوالدين , ذلك إن طاعتهما هي التجارة الرابحة – بإذن الله تعالى – حيث إن النتائج قريبة ومحققة في الدنيا والآخرة , فالبر له ثماره التي تأتي أكلها في الحياة الدنيا , فالبر يزيد العمر و يبارك في الرزق و هو مدعاة لإستجابة الدعاء , وسبب من أسباب دخول الجنة , ويمسح الذنوب فتنخفض الخسائر ليزيد الرصيد النهائي للأرباح الكثيرة .



فلنسارع في رفع الأرصدة وهي بالمجان , لنفوز بأعلى الجنان , عند عرش الرحمن و لنعلم جميعا أن العقوق هو أكبر الكبائر  وأعظم الخسائر , إذ يجازى به المرء في الدنيا والآخرة , فلا تسمح بأن تكون سببا في الخسران .



لما توعد الرحمن ..... فالعقوبة هي قلة التوفيق و الخذلان في الدنيا والآخرة ,ومحق البركة من العمر والمال وتعاسة وشقاء في العيش , واعلم إن العقوق هو دين في رقبة العاق وكما تدين تدان.......ولا ننسى انه "سخط الله في سخطهما" وسبب في الطرد من رحمة الله، وهو مانع من دخول الجنة لقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ "لا يدخل حظيرة القدس سكير ، ولا عاق ، ولا منان ".



إخوة الإيمان ...دعونا نفكر قليلاً..... ونتأمل في هذا الواقع المؤلم الذي نعيش ... من انقلاب في الموازين ....دعونا نقف متفكرين في هذه المشاعر الطيبة من الوالدين الكرام... ألا ترون أنها بحق هي من أنبل المشاعر التي خلقت على وجه الأرض؟؟!!!



فلنسارع في إبقائها وعدم التفريط بها ، فالوالدين نعمة من نعم الله علينا ، فلا نسمح في تبذير مشاعرنا التي نملكها لغيرهم ، مهما كانت الظروف ومهما تصلبت أسباب الوصول إليهم ، فأنني أعجب امن ظفر في صحبة والديه ولم يعطيهما حقهما!!! أخواتي فالحياة أقصر من إن نستمر في شيء يجلب المشقة والتعاسة وعدم التوفيق..... فلنسارع في الالتحاق بالركب ، وجعل بر الوالدين هو الغاية التي نسعى لأجلها ، أكرمنا الله جميعاً برضائهما... وأسأل الله العلي العظيم أن يكرمنا بالرضى في الدنيا والآخرة . 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد