في التنمية المحلية " لواء المزار الشمالي نموذجاً "

في التنمية المحلية " لواء المزار الشمالي نموذجاً "

20-04-2011 01:03 AM

التنمية عملية تدريجية إرتقائية تقوم على العلم والخبرة والدراية الراشدة وإرادة الإنجاز والتميز مع ضرورة توفر الرؤية المحددة والتخطيط الفعّال وحُسن استثمار الطاقات البشرية والمقدرات الكونية والمتاحات الحياتية، وكل ذلك ياتي في تناسق كامل مع سنن الآفاق والأنفس التي أودعها الله تعالى في آفاق الحياة. وفي ضوء هذا التوصيف فإنه يمكن إيراد العناصر التالية لتشكل إطاراً إستراتيجياً لبناء نهج تنموي للبيئات المحلية وفق المعطيات البشرية والواقعية والموارد المادية والخيرات الطبيعية الموجودة والمتاحة في كل بيئة، حيث نوظف هذه الأسس في أقتراح خطة تنموية للواء المزار الشمالي يمكن أن تمتد على مدى إطار زمني يتراوح بين ( 5) إلى (10) سنوات وبأدوار تكاملية بين أهل اللواء والقطاع العام والقطاع الخاص والجهات الداعمة الأخرى، حيث يمكن أستخدام إطارها العام في بيئات محلية أخرى في وطننا العزيز.




 المعطيات العامة تتمتع محافظة إربد بألويتها التسعة بإمتداد جغرافي واسع وجميل ومتميز في مكوناته وعناصره وثرواته وسكانه ويتبوأ لواء المزار الشمالي الزاوية الغربية الجنوبية لمدينة إربد بتعداد سكاني يقارب الستين الف ( 55000) نسمة يتوزعون في عشرة بلدات هي ( المزار الشمالي وهي مركز اللواء، إرحابا، عنبة، دير يوسف، صمد، زوبيا، جحفية، حوفا المزار، حبكا، إسرس والإيراهيمية)، وبمساحة تصل الى تسعين ( 90 ) كم2. ويتمتع اللواء ببيئة جميلة وخلابة حيث تكسو جباله اشجار البلوط والسنديان والبطم والخروب والقيقب والملول، بالإضافة إلى أشجارالتين والزيتون المباركة التي تنتج الزيت المزاري الشهي في طعمه و مذاقه وقيمته الغذائية والعريق في إسمه واصالته ومعناه.




وكذلك أشجارالتفاح والخوخ والعنب والرمان وغيرها، ولكل نوع منها عدة أصناف إضافة إلى إنتاج بعض أنواع الحبوب كالقمح والشعير والعدس. وترتفع المزار في أعلى نقطة لها عن سطح البحر قرابة 1030مترا في منطقة الصافح وابو ريح حيث محطة الطاقة الهوائية (محطة الإبراهيمية)، بينما يرتفع مركز المزار قرابة 900 مترا عن سطح البحر. وتبعد المزار قرابة الثمانين ( 80 ) كم عن العاصمة عمان، بينما تفصلها مسافة (15) كم عن مدينة إربد. الميزات والمعطيات الواقعية للواء يمكن إيراد الميزات والمعطيات الواقعية للواء المزار الشمالي في الإطار البشري والجغرافي والبيئي والعام على النحو التالي:




 1. الطبيعة الجميلة الساحرة والثروة الحرجية الوافرة المعطاءة 2. الطبيعة الطيبة للأهالي والسماحة واللطف وخفة الظل وسرعة البديهة والذكاء الفطري 3. التنوع الجغرافي والطبيعة الزراعية 4. المواقع الأثرية المتنوعة من حيث تاريخها ومجالاتها وأهميتها ورمزيتها ودلالاتها، ومثال ذلك ( مقام النبي داود – شجرة الشيخ جراح – خربة باب المراما – خربة حوفا – سراس والكفير – صمد القديمة – تل جحفية الأثري 5. المواقع السياحية المرتبطة بالطبيعة الجميلة التي حباها الله تعالى للمنطقة ومنها : محمية زوبيا – محمية برقش المحاذية تماماً للحدود الغربية الجنوبية للواء المزار – المستنبت الغربي – المستنبت الشرقي – بركة الإيراهمية – بركة حوفا – الجيزة – الزياتة – عديس – عراق الطبل – الصنوبرالغربي – الفَكرة – الموّاح – منطقة الدبات وغيرها. 6. مشاريع الطاقة البديلة حيث يحوي اللواء محطتين لتوليد الطاقة الكهربائية من خلال طاقة الرياح وهما محطة طاقة الرياح في الإبراهيمية وفي حوفا المزار وكذلك جفت الزيتون (الزيبار) الذي يستخدم في التدفئة المنزلية في فصل الشتاء.



 7. الكفاءات العلمية المتنوعة لأبناء وبنات اللواء وفي مختلف الدرجات العلمية، حيث يحمل درجة الدكتوراة من أبناء وبنات اللواء ما يقارب ال (120 ) بالإضافة إلى الألوف من حملة الدرجات العلمية الأخرى والعديد ممن تبوأوا المواقع المتقدمة في القطاع المدني والعسكري وغير ذلك 8. المشاريع المائية - آبار الجمع – البرك المائية – الوديان والغُدران – خزان حوفا المائي – خزان صمد المائي 9. لا يوجد صناعات مباشرة او غير مباشرة أو منشآت صناعية او تحويلية، سوى بعض المقالع والكسارات ومصانع الحجر والطوب.




 10. يوجد في اللواء العديد من الدوائر والمؤسسات الحكومية والمدارس والمراكز الصحية الأولية وتتفاوت في حجمها ومعدل نشاطاتها وكفاءتها، إلا انه لا يوجد مشاريع حكومية إنتاجية ذات جدوى في اللواء 11. يوجد في اللواء العديد من الجمعيات والأندية والمراكز القرآنية والثقافية. الأهداف العامة للتوجه التنموي 1. تنمية المجتمع المحلي وتحفيز القدرات الأدائية والإنتاجية لموارده البشرية 2. زيادة مدى الإستفادة من الموارد الطبيعية والمزايا الجغرافية الموجودة في اللواء 3. المساهمة في تحسين المستوى المعيشي للأهالي، وتقليل حدة المعاناة لديهم وتسهيل سُبل العيش الكريم 4. السعي لتطوير الأداء الوظيفي لمؤسسات المجتمع الأهلية والخدماتية والحكومية وفق نهج مرحلي ثلاثي (المرحلة الأولية – المرحاة المنتجة – المرحلة التنموية الرشيدة) وسائل وآليات التنمية في ضوء المعطيات الواقعية للواء 1. العودة الجادة الراشدة الواعية إلى الأرض وحسن إستثمارها وتوفير الدعم المادي والعلمي والمعنوي والإرشادي لكل مَن يحيي الأرض ويديم خيرها وعطاءها، ودعم الأعمال والمشاريع الزراعية المنتجة ورعايتها لتحفيز إنتاجها وتحسين كفاءتها.




 2. إقامة المشاريع الصناعية الإنتاجية المتكاملة مع معطيات واقع المنطقة والتي تهدف إلى حُسن إستثمار المتاحات الطبيعية وتوفير فرص العمل لأبناء المنطقة، ويمكن أن يكون ذلك إستثماراً حكومياً او خاصاً. ومثال ذلك مصنعاَ للألبان، معصرة لزيت الزيتون، مصنعاً للعصير مصنعاً للمشغولات التراثية، مصنعاً للمُنظفات والكيماويات.....الخ 3. تركيز وزيادة الإهتمام بالمواقع الأثرية الموجودة في المنطقة ورعايتها الأثرية والعلمية والترويجية وإبرازها في مواقعها وفي الخريطة السياحية الأردنية وفي المتاحف الأثرية. 4. تنفيذ البرامج التنموية المحلية التي تُنفذها المجالس البلدية وفق خطط مرحلية تحكمها الإدارة الواعية والعدالة الإجتماعية والرقابة الضابطة




 5. حُسن الإستفادة من الكفاءات العلمية في المنطقة وذلك من خلال رئاسة وعضوية الهيئات المحلية والتطوعية والمجالس التنفيذية والإستشارية وتنفيذ البرامج التنموية والتوعوية والتأهيلية والتدريبية لأهل المنطقة بالإضافة إلى عقد المحاضرات والدروس وورشات العمل. 6. تطوير آلية تشكيل المجالس الإستشارية وفق الأهلية والجدارة والإختصاص والخبرة والحصيلة العلمية والقبول الإجتماعي وليس وفق المحسوبية والعلاقات الإجتماعية والوجاهة. بالإضافة إلى التجديد والتعديل وفقاً لمعطيات الحال وتغيرات الواقع الإيجابية والعدالة في التمثيل.




 7. توسيع مشاريع طاقة الريح الموجودة في اللواء والتي أسست أصلاً كمشاريع دراسة تقييمية (Pilot Projects ) حيث يوجد محطتين لإنتاج الطاقة الكهربائية في اللواء، الأولـى بقـدرة 320 كيلوواط انشئت في منطقة الإبراهيمية عام 1987 بالتعاون مع إحدى الشركات الدنماركية وتعتبر المشروع الريادي الأول وتتكون من أربع مراوح قدرة كل واحدة منها 80 كليوواط. أما المحطة الثانية فقد أنشئت في منطقـة حوفا عام 1996 بالتعـاون مـع الحكومة الألمانية ضمن برنامج (الدورادو) وتتكون من خمس مراوح قدرة كل واحدة منها 225 كيلوواط.




وإذا ماعلمنا ان منطقة اللواء تبلغ فيها سرعة الرياح 7 متر/ثانية وهي سرعة مناسبة جداً لإنتاج الطاقة الكهربائية باستخدام طاقة الرياح. 8. زيادة مدى الإستفادة من المواقع السياحية الموجودة في اللواء بفتح الطرق الزراعية وإقامة مشاريع الحصاد والرعاية المائية، وكذلك إقامة الحدائق العامة ومراكز الألعاب والترويح للأطفال. 9. تطوير أداء المجالس المحلية بتطوير آليات الإنتخاب وخطط التنمية وبرامج الأداء المجتمعي وعقد البرامج التدريبية والأهلية لأعضائها وإشراك الخبراء من أبناء اللواء في الأداء المجتمعي كمدربين ومستشارين ومرشدين وموجهين علميين لضمان حُسن الأداء وعدالته ودرجة نفعه ومدى الإستفادة منه.




 10. تكثيف وتركيز برامج التوعية والتثقيف الإجتماعي الهادفة الى نشر الوعي والفكر الراشد وأسس المحبة والتعاون والتكافل والتفاهم وخدمة المجتمع وتعزيز معاني الإيجابية والعمل الصالح. وكذلك إعادة الدور الريادي للمسجد في هذا الشأن بعد تراجعه بصورة واضحة منذ عدة سنوات. 11. إقامة مراكز التأهيل والتدريب االمهني والتقني وعقد الدورات التأهيلية الفنية لأهالي اللواء الراغبين في إمتلاك مهارات جديدة لتطوير قدراتهم وتحسين دخولهم. 12. إقامة المشاريع الإسكانية في اللواء والتي لا يوجد منها حتى الآن مشروع واحد بالرغم من الحاجة الماسة لذلك وتوفر البيئة المناسبة لمثل هذه المشاريع بالإضافة الى ندرة بيوت السكن لطالبيها عند الحاجة لها.




13. زيادة المخصصات المالية الحكومية لتطوير وإعادة تأهيل شوارع المزار الشمالي كمركز للواء وعاصمة له، نظراً لتضاريسها الجبلية الصعبة والوضع الخدماتي غير المرضي لشوارعها بسبب الأداء المتواضع للمجالس البلدية المتعاقبة، حيث أن معظم الشوارع الرئيسية في المزار لم يطالها التعبيد منذ أكثر من عقد من الزمان!!! 14. تشجيع ورعاية المشاريع الجماعية الإنتاجية والمبادرات الفردية المتميزة لأهالي اللواء كالجمعيات التعاونية والمشاريع التنموية المنتجة والمشاريع الإسكانية والتجارية والصناعية والتجارية.




 15. زيادة عدد المقاعد الجامعية المخصصة للواء وكذلك البعثات العلمية في مختلف الدرجات الجامعية 16. تشجيع ودعم إقامة مجمع المزار القرآني كمشروع علمي قرآني ريادي كبير في ربوع اللواء تقوم عليه جمعية المحافظة على القرآن الكريم في المزار الشمالي، حيث سيكون المشروع منارة علم وهداية وإرشاد وراحة بال لأهالي اللواء جميعاً وللأجيال القادمة، وسيكون بمشيئة الله مَعلَماً بارزاً في منطقة الشمال. والتكلفة التقديرية للمشروع قرابة ال(250000) دينار أردني ويشتمل على مباني إدارية للجمعية، مدرسة قرآنية، مركز الطفل القرآني، مركز ترويح وألعاب للعائلات والأطفال، مركز تسوق متوسط الحجم، مكتبة عامة ومركز تدريب ويتميز هذا المشروع بأنه سيمول نفسه بنفسه بعد الإنتهاء من إنشائه بمشيئة الله. 17. وتحسين خدمات الطرق والبنية التحتية وتوفير فرص عمل لشباب وشابات اللواء وإقامة مدرسة مهنية للإناث وتأسيس مركز ريادي لرعاية الموهوبين والمتفوقين وإقامة مشروع استثماري يخصص رعيه لصالح جمعيات اللواء الخيرية.




 18. إستكمال إستحداث الدوائر الحكومية التي لازال اللواء بحاجة ماسة إليها وتوسعة القائم منها لكي يلبي حاجة الأهالي المتزايدة وخاصة في مجال الصحة والتربية والتعليم. 19. تنشيط الجمعيات التعاونية وتقديم القروض الحسنة للخريجين التي تمكنهم من إقامة المشروعات الإنتاجية الصغيرة التي تدر دخلاعليهم وعلى أسرهم. 20. تأسيس جائزة تقديرية لأفضل المشاريع الإنتاجية في اللواء وجائزة أخرى لأفضل الإنجازات الفردية لأهالي المنطقة ، بحيث يدير شؤون هاتين الجائزتين مجلس أمناء يتم تشكيله حسب الأصول من أصحاب الأهلية والخبرة والنزاهة . وختاماً ندعو الله تعالى بالتوفيق والسداد والمآل الأحسن في الدنيا والآخرة للجميع والحمد لله رب العالمين.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد

توقّع إنجاز اتفاقيتي امتياز لشركتين نقبتا عن الفوسفات بالريشة

وزيرة التنمية الاجتماعية تزور دار سيدة السلام

مدير الخدمات الطبية الملكية يتفقد مدينة الحسين الطبية

السبت دوام لمديريات الضريبة وتمديد دوام الاربعاء المقبل

أبو علي: صرف رديات ضريبة للمكلفين المستحقين إلكترونيا الأحد

إسرائيل تتوعد بمواصلة العدوان على لبنان وسوريا وغزة واليمن

بدء محادثات بين كمبوديا وتايلاند لإنهاء النزاع الحدودي بينهما

سياحة الأعيان والنواب تبحثان التنسيق المشترك

ماكرون: بحثت الوضع في أوكرانيا مع أمين عام حلف الأطلسي

انخفاض أسعار الذهب في التسعيرة الثانية محليا الأربعاء

فصل مبرمج للتيار الكهربائي عن مناطق في بني كنانة

التعليم العالي: 480 ألف طالب على مقاعد الدراسة في الجامعات الأردنية

تشكيل لجنة في جرش للحد من الإلقاء العشوائي للنفايات

السياحة: ميزات مهمة للمسافر الأردني للولايات المتحدة

تركيا: تحليل الصندوق الأسود لطائرة رئيس الأركان الليبي في دولة محايدة