أيها الحكام : دماء الشعوب هي الخط الأحمر

mainThumb

03-05-2011 12:09 AM

يا سادة يا كرام يروق للبعض الزعم بين الفينة والأخرى أن الحاكم العربي الفلاني أو العلاني أصابه الإلهام فجأة، وصار عطوفا وحنونا مع أبناء شعبه وأنه يود بهم خيرا وبحالهم إصلاحا، ولكن الشعوب تقول عكس ذلك، وتوضح أنه إذا ما وجد من مثل أولئك الحكام، فهم يكونون فعلوا ما فعلوا أو يفعلون ما يفعلون من إصلاحات مفاجئة تحت ضغط الشعوب وتحت ضغط مطالب الشعوب، ليس إلا.



 فعندما بدأت الثورة الشعبية التونسية واتخذت طابعا جديا وتخلص الناس من هول المفاجأة، وكسروا حاجز الخوف، تحرك إثر ذلك بعض الحكام العرب وبدؤوا يغدقون على شعوبهم من العطايا والهدايا والميزات المالية وغير المالية، وذلك مما كانوا يخفونه عن شعوبهم في ما مضى، ومن أمثلة ذلك الإغراءات التي حاول حكام كل من ليبيا والكويت والبحرين وعُمان والسعودية وحتى سوريا وغيرها من الدول تقديمها للشعوب، بعضهاعلى شكل زيادات بالرواتب وبعضها على شكل إغراءات أخرى.




لكن مراد الشعوب وغايتهم وضالتهم تكمن في الحرية، وفي حكم الشعوب لأنفسها، وهذا ما لم يستجب له الحكام في اللحظة المناسبة، ومن هنا كان كل تأخير أومطمطة من جانب الحكام في تلبية مطالب الشعوب، يقابله تصعيد في المطالب الشعبية. وأما الخطوط الحمر فلم تعد تلك السابقة المعروفة أو ما يتعلق منها بالحكام، ولكن الخطوط الحمر الجديدة اليوم تتمثل في دماء الشعوب ودماء أبناء وبنات وأطفال الشعوب، فعندما يفكر حاكم في سفك دماء الشعب، فهذا يعني أن ذلك الحاكم تجاوز الخط الأحمر إلى غير رجعة، وساعتها لا تنفع كل الأحاييل ولا كل الذرائع في إقناع الشعوب بأن ثمة مندسين من هنا أو "إسلاميين" من هناك، وأنهم هم السبب، فهذه حيل ما عادت تنطلي على أحد، وحيث يتولد نوع من عدم الثقة بين الشعوب والحكام.




 ومن هنا، فليحذر الحكام محاولة استخدام العنف ضد الشعوب الثائرة المطالبة بالحرية، فالشعوب هي المنتصرة في نهاية المطاف، والعنف من طرف الحكام يعني في النهاية رحيل الحكام وزوالهم، لا بل ومحاكمتهم بوصفه مجرمين وسفاحين. وأما غير ذلك من تبريرات بأن الحكام لديهم رؤى أوتطلعات وما إلى ذلك من سواليف، فهذه سواليف قديمة، فحكام اليوم كلهم يتأثرون بما يجري في الساحة العربية من ثورات شعبية ملتهبة، وإذا فكر بعضهم بالإصلاح، فذلك لكي يلحق بنفسه قبل أن "تشب النار في طرف ثوبه أو بنطاله"، ولكي يحاول أن ينجو بريشه من الثورات الشعبية العربية غير مشعوط أو ممعوط.




 كما أن حاجز الخوف عند الشعوب الثائرة من الحكام أو من أجهزة مخابراتهم أو من سلطانهم أو كتائبهم الأمنية أو بلطيجيتهم أو بلاطجتهم أو شبيحتهم انكسر وانتهى وإلى غير رجعة، فصارت الشعوب تحمل أكفانها على أكفها دون خوف أو وجل أو مواربة، وهنا صار ينبغي للحكام عدم محاولة تجاوز الخطوط الحمر المتمثلة في دماء الشعوبذلك أن دماء الشعوب هي خط أحمر مكهرب، فاحذروا أيها الحكام الاقتراب منه! 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد