الظلم مؤذن بخراب العمران

mainThumb

03-05-2011 12:13 PM

حين تشرع بقراءة تلك التحفة النادرة مقدمة ابن خلدون لكتابه العبر تذهلك قدرة هذا الكاتب على التحليل والنقد دون الاتكاء على التأثير العاطفي ، والميل نحو النزعة الفكرية التي تقنعك بالبرهان والحجة بمنطقه وسلامة رأيه .



وحين تقرأ عن الظلم ونهايته  وسوء عاقبة الظالم قبل المظلوم تتفكر قليلاَ وتتريث عند شعورك بالظلم ،فالكاتب يظهر أن ( الظلم ذاهب بآمال الناس في تحصيل المعاش ) ولكن عائدته على الظالم بالخراب لأنه قطع أوصال الإفادة من المظلوم الذي هو رافده ومعينه .



وأجمل ما استوقفني كلامه عن (أن الظلم محرم لأنه ذاهب بالمقاصد الشرعية في حفظ النوع البشري وهي حفظ المال والنفس والدين والعرض ) والقضاء عليها يعني انقطاع النوع البشري وهذا ما نرى نتائجه اليوم في عالمنا فالظلم ذاهب بآمال الناس وقاتل لأرواحهم قبل أجسادهم ومبعثر لهممهم وغاياتهم .



ويؤكد ابن خلدون أن الظلم مؤذن بخراب العمران به تضعف الأمم ويتشرد الناس ةتتبعثر الهمم والصناعات وبه تكسد الأسواق وأهم أضراره قتل النفس البشرية  .

 

 نجول في عالم أصبح الظلم فيه فن يدرس وتنشأ له الجامعات والمنتديات وتؤلف فيه الكتب ..أصبح تدمير البشر وسلب آمالهم وغصب أحلامهم سنة تتبعها الأمم الراقية لتسمو بأرواحها .هل الحق والعدل غدا ثوباَ باليا لا يلبسه إلا السفهاءالحمقى والأغبياء الذين يضيعون ما حصلوا عليه بالحيل .. هل الغش والتحايل على الشرع والقيم أمسى بضاعتنا التي تباع دون كساد..رفقا بنا لقد  أٌُدميت قلوبنا وما عاد في القلب مكان للاحتمال .. إلا سهام الليل التي ندفع بها دعاءنا لله العادل ليكفينا شر ظلم الأخ والزوج والابن والأحباب .. وأصحاب السبت الجدد



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد