الأردنيون كسروا حاجز الخوف

mainThumb

17-05-2011 01:08 AM

يلاحظ المتابع للصحافة المرئية والمسموعة في الأردن تزايدا كبيرا في الجرأة والشجاعة في تناول موضوعات سياسية واجتماعية حساسة تمس بنيان المجتمع وهيكلية نظامه السياسي ودستوره وقوانينه الناظمة لشتى جوانب العملية السياسية ناهيك عن نقد سياسات الحكومة وقراراتها وشخوصها.




وفي الوقت الذي ندرك فيه حجم تأثير الحركات الشعبية والمد الجماهيري المطالب بالديمقراطية في العديد من البلدان العربية على المشهد السياسي الأردني فإن الأطروحات والحوارات الدائرة وما يشوبها من تشخيص ونقد ونقد مضاد وأحيانا تجني وعنجهية واتهامات تفتقر إلى الحجة والدليل تعكس حقيقية مفادها أن كثيرا من الأردنيين كسروا حاجز الخوف ولم يعودوا يأبهون كثيرا لإمكانية أن يؤخذ كلامهم حجة عليهم لدى الدوائر الأمنية كما أنهم باتوا لا يعترفون بخطوط حمر ولا بمحذورات مقدسة يحرم الخوض فيها.أما بالنسبة للخوف مما أصبح يسمى البلطجية فهو غير مبرر ولا يشكل هاجسا لدى أصحاب الأقلام والنقاد المنافحين عن قضايا الوطن والمجتمع.



يقف الأردنيون اليوم أمام صياغة  مستقبلهم الذي يتطلب الحديث في مشكلاتهم الحقيقية وحقوقهم وواجباتهم وحرياتهم وأحزابهم وبرلمانهم ومؤسساتهم ومديونية بلدهم وهذا كله يتطلب التخلص من هواجس الخوف من سطوة الحكومة وأياديها وأذرعها التي تطول كل شيء، لا بل فإن هذه السطوة إن لم تكن تستند للقانون والشرعية واحترام حقوق وكرامة المواطن فلا بد من أن تكون هي ذاتها هدفا للتغيير.إن ما يتناوله الكتاب والصحافيين والإعلاميين وقادة الرأي في المجتمع يشكل رافد أساسيا للمعلومات المتعلقة بأوجاع المجتمع ومؤشرا هاما لنبض الجماهير على الرغم مما يشوب الموضوعات المطروحة أحيانا من عدم دقة أو مبالغة نتيجة لعدم التمرس في النقد أو لغياب المعلومة التي تمتلكها الحكومة .



تطور العملية السياسية والديمقراطية في الأردن يمر في منعطفات ومخاضات تاريخية من شأنها أن تؤسس لتغير نوعي في مستقبل هذا البلد الأشم وهذا يستأهل الاستماع للحوارات والنقاشات الحرة والجريئة الدائرة عبر وسائل الإعلام المختلفة والإفادة منها لا بل  محاولة دمج وتضمين بعضها لأجندات الحوار السياسي العام التي ترعاه الدولة.الأردنيون كسائر أشقائهم في الدول العربية الأخرى يسعون نحو فجر جديد من الحرية والكرامة الديمقراطية والحياة الأفضل ولكنهم مرة أخرى يختار الأردنيين نهجا فريدا وهادئا وسلميا في تحقيق هذا الهدف النبيل وذلك عبر الحوارات والتوافقات والنقاشات الجريئة متجاوزين حاجز الخوف  و محافظين على مكتسباتهم واستقرارهم ووحدة بلدهم يدعمهم في ذلك قيادة تتجاوب مع تطلعات الشعب ومصالح الأمة.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد