زلة قدم أم هو الانحراف؟

زلة قدم أم هو الانحراف؟

22-05-2011 07:00 PM

الناظر إلى هذا الدم المسفوك في سوريا من قبل العصابات الإجرامية ؛ولا نقول من قبل الأجهزة الأمنية بل عصابات الإجرام والشبيحة هذه الجريمة الإنسانية بحق الشعب السوري العربي المسلم من قبل هذا النظام المجرم الذي له اليد الطولى في الإجرام وسفك الدماء وتاريخه مسوّد بالمجازر والمذابح بحق شعبه وأبناء بلده الأبرياء  نقول  الناظر إلى هذه المجازر البشعة وإلى تعاطي الحركة الإسلامية بشأنها يصاب بالصداع والدوران والغثيان ،يصاب بالذهول وهو يستمع إلى التصريحات والبيانات الصحفية وهو يسائل نفسه هل هو أمام الحركة الإسلامية نفسها التي طالما وقفت إلى جانب المظلومين والمضطهدين هل هي الحركة ذاتها التي لها الثار القديم مع هذا النظام المجرم في سوريا  وهي أكثر من اكتوى بنيران هذا النظام المجرم في سوريا

 

هل قيادات الحركة الإسلامية  التي تشجب وتدين العنف في سوريا هي ذاتها التي طالما سمعناها تتندر وتستهزئ في خطبها ومقالاتها بالشجب والتنديد والاستنكار من قبل القوى الغربية  ؟ هل هي ذات القيادات ؟  بل ذات الحركة التي طالما تندرت واستهجنت مواقف الأنظمة والهيئات الدولية وهي تساوي القاتل بالمقتول  تقع اليوم بما استنكرته وتساوي بين الجلاد والضحية في بياناتها


واقرؤوا  إن شئتم بيان حزب الجبهة  "ندين العنف والعنف المضاد"  هل أصبح من يخرج عاري الصدر واليدين مطالبا بالإصلاح والحرية  ويقابل بالرصاص والقنابل عنفا وعنفا مضادا  .. هل سقوط مئات القتلى إن لم يكن الآلاف عداك عن ألاف الجرحى والمعتقلين يوسم بالعنف والعنف المضاد..



في حين يوصف ما حصل على دوار الداخلية بالجريمة الدموية وبالجريمة ضد الإنسانية  المذابح التي تتم الآن في سوريا يعبر عنها مشعل بالوضع الراهن  أما لو حدث في الصومال عشر ما يحدث ألآن في سوريا لأصمت أذاننا التصريحات الملتهبة والبيانات النارية ! لماذا هذا التغير في اللهجة ولغة الخطاب ؟ لماذا الكيل بمكيالين  ؟ ولماذا هذه الازدواجية في المعايير يا دعاة الإسلام،  ويا دعاة الحق والحرية، يا دعاة الإصلاح؟



نحن نفهم الوضع الخاص لحركة حماس والذي قد يبرر صمتها وسكوتها  ويا ليتها صمتت  وسكتت كنا أعذرناها أما أن تنطق ، فلا نقبل إلا أن تقول حقا أو لتصمت ، لكنها لما نطقت وضعت النظام المجرم والشعب الأعزل في خانة واحدة!



 فعندما يقول مشعل :"نؤكد وقوفنا إلي جانب سوريا الشقيقة قيادة وشعبا ً " بربك ؛ كيف يقف مع الضدين؟ كيف يكون مع القاتل  والمقتول؟



وأكثر غرابة موقف إخوان الأردن ، فبعد البيان الأول الهزيل الذي يدعو إلى " عدم استخدام القوة والعنف في مواجهة المطالب المشروعة " والذي طفح كيلا: مديحا وثناء لنظام الممانعة كما يحلو لهم تسميته ؛ جاء البيان الثاني أكثر قبحا واستهتارا بإدانته: " طريقة التعامل العنيفة مع المتظاهرين " انظروا إلي هذه اللغة الحريرية يسمي عمليات الذبح للبشر تعاملا عنيفا واعتراضه إذا كان من اعتراض فقط على الطريقة !!!



أقول :

 هكذا بيان لا يمثل إلا رأي كاتبه ولا يمثلنا نحن الإخوان المسلمون ؛ ما لا نفهمه ولا نستوعبه هذا التماهي مع المشروع الصفوي الفارسي ، كالمستجير من الرمضاء بالنار ! نهرب من الغرب الصليبي لنقع في الحضن الفارسي ، فبأي عذر تعتذرون ؟وماذا تقولون لهذا الشعب المطحون ؟! أتعتذرون بالتوازن السياسي ؟ بل هو النفاق السياسي و المصالح الضيقة ، والاصطفاف مع محور التآمر على أهل السنة بائعي الجولان و محتلي الجزر العربية وهادمي مساجدنا . متى كان الاخوان يقدمون المصالح على المبادئ ؟! والموقف السياسي على عقيدة الولاء والبراء ؟  إننا إذ نستغرب هذا الموقف من حركة أخذت على عاتقها تحرير الشعوب والعالم الإسلامي من كل استبداد وظلم ، لنتساءل :

هل هي زلة قدم وعثرة على الطريق السديد ؟

أم هو الانحراف  عن المنهج الذي خطه الإمام  الشهيد ؟؟؟؟


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد