دُرَيد اللحام .. قد بت فعلا أدْرَدَ

mainThumb

22-05-2011 05:00 PM

دُرَيدٌ تصغير أدْرَدُ وهو الرجل الذي ليس في فمه أسنان, يعني سقطت أسنانه, وقد قالت العرب استحسانا لفعل أحدهم: لا فض فوك, ونحن نقول لك: دريد, بل فض فوك...وبت أدردَ...وسقطت كل أسنانك بعد أن سقط لسانك فأسقطك وأسقط معك مسيرة طالما كانت عزاؤنا في زمن السقوط العربي الشامل, فتبين لنا أنك من إفرازات هذا السقوط وصنّاعه...




أعترف أنك لست كعادل إمام الذي سقط قبلك فلم تتعلم منه الدرس, فقد كان للوطنية والكرامة في فنك مذاق مختلف على مدى سنين الانحطاط العربي, فوجدنا فيه من خلال الشاشة الصغيرة ومن داخل الغرف المغلقة البعيدة عن أجهزة الأنظمة القمعية بعضا من الكرامة المفقودة, ومتنفسا للكبت الهائل الموجود على الأقل في أحلامنا..




 هذه الأنظمة التي ما أبقت ورقة واحدة على شجرة التوت لتغطي سوءاتها, فقد سقطت جميع الأوراق كما سقطت بقايا شعاراتها فبانت عوراتهم تماما؛ فإذا بهم الوجه الآخر للاستعمار, وصمام الأمان للصهاينة في فلسطين...فأمنهم من أمنهم... هذه هي المعادلة يا دريد والجيش بدباباته ما وجد إلا للشعب وليس للحرب أو تحرير الجولان فهذه وظيفته ...أليس هذا ما قلته يا دريد ...ولتبقى الجولان معهم... فهي سر البقاء في الحكم وطول للعمر...؟




 سقطت شعاراتهم الزائفة يا دريد ...بل تبين أنك إحدى هذه الشعارات التي ما كلَّ النظام يكررها, فيبطش باسمها ويقتل باسمها وينتهك باسمها ويفرض الأحكام العرفية التي صادرت كرامة السوريين باسمها , هذه الشعارات التي صيغت بطريقة تتلاءم مع نبض الشعب المغلوب على أمره. فكانت في الحقيقة وبالا أشد مضاضة من وبال الاستعمار المباشر فأقلها كان المواطن ينتفض فيموت شهيدا فيكون بطلا .. لا خائنا وعميلا ومندسا ومغرر به كما قلت يا دريد...ثم ليتبين بعد كل هذا أن أمنهم من أمنهم...؟؟




ليس غريبا بعد تصريحاتك ضد من انتفضوا لكرامتهم المسلوبة أن تتصدر قائمة العار من قبل شباب الثورة في سورية, الذين ما اعتادوا منك إلا أدوار الوطنية, وشحذ الهمم, والباحث دوما عن الكرامة المفقودة في وطنه...فقد ثبت لهم أنك الفنان الأكثر بعدا عن واقع مؤلم غابت عنه أبسط أبجديات الحرية والكرامة... فلم تكتفِ بالصمت, بل قرعت كأسك الوطني مع من سلبهم حريتهم, ومرّغ كرامتهم تحت بساطير عساكرهم الذين ظنوا فيهم ذات يوم أنهم لحمياتهم .. متناسيا يا دريد يوما أنك كنت غوارا للشعوب...لكنك سقطت يا دريد فبت فعلا أدْرَدَ..؟


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد