على البخيت ان يضرب مبكرا

mainThumb

26-05-2011 02:00 PM

الفساد كالاخطبوط .. اخطبوط مركب الاحجام والاشكال يشبه الحرباء فألوانه متغيرة .. متبدلة.. فمن الفساد الاداري الى المالي فالتشريعي والرقابي و القضائي.. كما انه ظاهرة، تداخلاتها اصبحت تؤثر في مجمل القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية.‏ كثيرون هم من يتهم الجهه هذه اوذاك بالفساد ويرمونها بالتهم ولايجدون دليلا ملموسا يقنعون به الاخر وان كانت حقيقة لاتدعو للشك الا ان الفاسد اذكى من ان يترك ورائه اثرا لجريمته التي خطط لها برويه وعون وحاله (امســك الجمل وخذ باجه )



 وان كانت الايام كفيله بكشفها ولكن بعد فوات الاوان فتظل قصة تدور على الالسن وتنهد واهات وحسرات يكتويبها الشعب كثــــير منا يعتقد ان مشروع آلية مكافحة الفساد وليد اللحظة فاعتقاده خاطئ بامتياز.. ولكن من يعتقد ان الآلية المتبعة سابقاً مع الشعارات المطروحة لم تلق آذاناً صاغية وعيوناً ثاقبة من القائمين عليها وأؤكد هنا ان اعتقادهم في مكانه.. اذاً ان الآلية كانت موجودة ولها اجهزتها وعناصرها.




 لكن الذي حدث ان هذه الاجهزة كانت تصطاد بالماء العكر.. اوكما يقول البعض فاضية لحالها بمعنى انها كانت تنتظر وقوع الخطأ الافسادي ليتسنى لها العقاب او الابتزاز .. وهنا نعتقد ان عمل هذه الاجهزة بالأساس كان يجب ان يكون وقائياً.. بمعنى التدخل قبل وقوع الخطأ وتفاديه .. والذي حصل ان بوصلتهم وجّهوها الى اماكن أخرى وبالتالي اتاحت المجال لضعاف النفوس للعبث بممتلكات وأموال الشعب. .




 اليوم بدا واضحاً ان الحكومة الحالية تضع ملف الفساد في أولويات اجندتها وبرامجها من خلال تشكيل لجان بمسميات عدة لمكافحة الفساد ومن الواضح للسامع والقارئ انها بصدد ايجاد آليات وبرامج فعلية في هذا المجال.‏ وهنا يجب علينا عدم حصر مكافحة الفساد بلجنه واحدة رغم أهمية دورها ولكن أعتقد أنه يجب تفعيل الأجهزة الرقابية الأخرى وخاصة الجهاز الرقابي داخل كل مؤسسة مع انعاش مبدأ ان العقوبة ستطول حتى الساكت عن الخطأ..




وكذلك تأكيد ان عقوبة الفساد يجب ألا تسقط بالتقادم.‏ وكلنا يعرف انه اذا كان اصلاح فساد السياسات معقدا وصعبا وليس قرارا وطنيا نظرا لتشابك الجهات ذات العلاقة فان اصلاح ماتفسده الضمائر الخربة الفاسده امر ممكن منخلال عدد من الاجراءات اما بالنسبة لفساد العقول والانفس.. فأعتقد انه كالبرميل المثقوب الممتلئ بسائل سريع الاشتعال .. وعلى لجنة مكافحة الفساد ان تلحظ ذلك ضمن مجال عملها .. وان تشتغل فعلياً على وضع آليات لمحاربة ومحاسبة الذين يغررون بنفوس شبابنا سواء كانوا اشخاصا أم قنوات اعلامية أم منابر ثقافية أم دينية.‏




 اليوم ولد فساد جديد واعتقد انه ولد من زمن لكني لم اتعرف عليه بعد فمقابلة دولته او الوزير أو أي مسؤول آخر باتت أسهل وأيسر بعشرات المرات من مقابلة شريحةٍ لا بأس بها من موظفي دوائرنا الحكومية الذين يتجاهلون تحية مراجعيهم حفاظاً على هيبتهم ، والاستماع إلى استفساراتهم وشكاواهم لأنَ في ذلك مضيعة لوقتٍ يحتاجونه لمشاركة الزملاء الفطور وارتشاف القهوة والشاي وتبادل النصائح الاجتماعية والأسرية وإن أخطأت وذكَرتهم بوجودك وضرورة مساعدتك تتجهَم الوجوه ويأتي الجواب شايفك مش عندي شايفنيشو بسوي «» واللبيب من الإشارة يفهم .‏




واقعٌ يؤكد أنَ مشكلتنا ليست مع الكرسي الذي نتَهمه بإفساد النفوس بل مع أصحاب النفوس ذاتها الذين يسيئون لأي مكانٍ يشغلونه صغرت مسؤولياتهم أم كبرت لعلة فيهم لا بمواقعهم ، وهنا يبرز دور المدير المباشر بمتابعة أداء كوادره وشكاوى المراجعين من خلال الجولات أو سواها من أساليب لن يعجز أحدنا عن ابتكارها، وفي مقدمتها الثواب والعقاب والتقييم الجاد بعيداً عن المحسوبيات لضبط إيقاع العمل إن توفرت النيات الجادة لتحقيق هذا الأمر فالاردن يستحق منا الصدق و التضحية. ويستحق الوفاء.. لأنه أعطى الكثير ليس لشعبها فقط بل للعالم أجمع.‏


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد