مع من يقف الشارع ؟

مع من يقف الشارع ؟

12-06-2011 01:36 PM

لا نعرف عن أي خواء سياسي يتحدث رئيس الدائرة السياسية في حزب جبهة العمل الاسلامي زكي بني ارشيد , وهو يهاجم الاحتفالات الوطنية بذكرى مرور تسعين عاماً على تأسيس الدولة الأردنية وخمسة وستين عاماً على استقلال المملكة وذكرى الثورة العربية الكبرى وعيد الجيش وعيد الجلوس الملكي.

فاذا كان احياء ذكرى هذه المناسبات الوطنية خواء , فما هو الثراء السياسي بنظر السيد بني ارشيد؟. احياء المناسبات الوطنية , تقليد عالمي يستهدف من بين ما يستهدف عادة , ترسيخ قيم الانتماء وتحقيق الانصهار الاجتماعي في بوتقة الهوية الوطنية الواحدة . فهل في ذلك خواء وتخلف حضاري مثل ما يصف السيد بني ارشيد هذه الاحتفالات؟.

 لا يواجه الوطن وضعا اسوأ من ان تصبح فيه المعارضة مجرد بوق للانتقادات ورفض أي مسلك تنتهجه الحكومة فقط لان الحكومة طرحته , حتى وان كان من بين المسلمات التي لا يجوز الاختلاف عليها. عندما تصل المعارضة الى حالة كهذه فهي بالتأكيد افرغت كل ما بجعبتها وافلست من كل قدرة على التأثير واصبحت تعارض لمجرد المعارضة ولفت الانتباه الذي خسرته ليس الا. فالسيد بني ارشيد , وهو يناكف الحكومة على كل شيء , نسي ان الوطن للجميع وليس للحكومة فقط . والاحتفال باعياده وايامه المجيدة واجب كل المواطنين بما فيهم المعارضين لسياسة ونهج الحكومات.
 فالاستقلال قيمة عليا يجب على الجميع , حكومة ومعارضة , الدفاع عنه وترسيخ مبادئه واحياء ذكراه لتبقى تلك المبادىء نبراسا لكل الاجيال. يبدو ان الصراع الذي يخوضه بني ارشيد , قد اعمى بصيرته عن تلك الحقيقة وربما يكون قد استفزه خروج نصف مليون مواطن للاحتفال بهذه المناسبات الوطنية في الوقت الذي فشلت فيه المعارضة حتى اليوم من حشد بضعة الاف خلف دعواتها السياسية ولا نقول برامجها لانها للاسف لم تستطع حتى الان من طرح أي برنامج سياسي مفصل وواضح. دعوات المعارضة التي تنادي بالاصلاح , نقف جميعا معها ولا نعتقد ان الحكومة ترفضها ايضا , غير ان ما نرفضه هو اسلوب طرحها والطريقة التي تريد فيها المعارضة تنفيذ الاصلاح المنشود , الى جانب غياب البرنامج الاصلاحي المتكامل عن رؤى المعارضة.

 اما قول السيد بني ارشيد حول اجبار المواطنين على المشاركة في تلك الاحتفالات , فلا نظن انه ذا قيمة اقناعية على الاطلاق . ليس لان لا احد يستطيع اجبار نصف مليون مواطن على الالتقاء بمكان واحد فحسب , بل لاننا كأباء وامهات ومواطنين عموما نعلم ان مشاركة ابنائنا الطلبة في هذه الاحتفالات كانت اختيارية بالمطلق. حقيقة نربأ بانفسنا القول , ان فشل السيد بني ارشيد في تحريك الشارع وحشد الجماهير على هذا النحو , هو الذي يقف خلف اتهاماته الباطلة تلك , غير ان من " يدق الباب يسمع الجواب". فمن اختار الشارع سبيلا لحسم خياراته السياسية فليعرف مع من يقف هذا الشارع.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد