مسيرة العودة .. رغم أنف الصهاينة

mainThumb

12-06-2011 01:44 PM

        القضية الفلسطينية هي كفاح مرير لشعب سُلبت منه أراضيه وتمّ اقتلاعه من جذوره فعاش التشرد والشتات وحلّ ضيفاً ثقيلاً على الشعوب والبلاد, وكل هذا من أجل قرار شكّل أرضية خصبة لقيام الكيان الصهيوني المغتصب على الأراضي الفلسطينية. هذا الكيان حوّل الفلسطيني من صاحب قضية وحق إلى لاجئ دفع أثمان الاحتلال والتهجير والبحث المضني عن هوية تائهة.
    
انطلق الشباب الفلسطيني الحر, الذي يحلم بحقه المشروع في العودة إلى وطنه المسلوب, الذي يُعد الجرح النازف في قلوب وعقول أبنائه وفي جسد الوطن العربي كله, بعد أن استباح الصهاينة أراضيه ودمائه الزكية, في مسيرة العودة وذلك في الذكرى الثالثة والستين لنكبة الشعب الفلسطيني, متوجهين إلى الشريط الحدودي على مشارف مارون الراس في جنوب لبنان, بصدورهم الشابة العارية, وسلاحهم وعتادهم الوحيد هو قضيتهم ورايتهم الفلسطينية الموحدة, تسجيلاً لمواقفهم وتعبيراً عن آرائهم واستنكاراً لبربرية المحتل الغاصب ودمويته وظلاميته, الذي نجح من خلال التضليل الإعلامي إلى حشد التأييد العالمي حول إرهابه الحقيقي, حين حوّله إلى نوع من الدفاع عن النفس وحق في البقاء. وبسبب الانهزامية العربية والإعلام العربي المخنوق المراقب, تحول الفلسطيني صاحب الحق الفعلي إلى إرهابي ومخرب.
     
أثارت المسيرة الفلسطينية, التي تحمل شعار "حق العودة" رعب الصهاينة وخوفهم, لأن صاحب الحق قوي حتى لو كان أعزل بلا سلاح, والمغتصب ضعيف حتى لو امتلك أسلحة الدمار الأكثر تطوراً وفتكاً. فما كان منهم إلا أن استنفروا, فردوا بصورة جبانة هستيرية ودموية, حين فتحوا الرصاص الحي على المتظاهرين, فخلّفوا عشرات الشهداء ومئات الجرحى, الذين أصيب معظمهم بصورة مقصودة وانتقامية بإصابات بالغة وخطيرة جداً.
    
واليوم وباسم كل الشهداء والجرحى الذين سقطوا في ذكرى النكبة الفلسطينية, سنعمل جاهدين ومسلحين بقضيتنا وقلوب شبابنا الفلسطيني والعربي الحر, كي نحوله إلى يوم احتفال "بنكبة الصهاينة". 
    
ومن صور الإجرام الصهيوني, ذلك البطل الفلسطيني "منيب المصري" الطالب في الجامعة الأمريكية في بيروت, الذي حرّكته قضيته وحقه في وطنه, فأرهب عدوه الغاشم بصدره العاري مستمداً قوته من الدم الذي يجري ويغلي في شرايينه وشرايين أمثاله من الشباب الفلسطيني المؤمن والمصر على استرجاع أراضيه المسلوبة. أصيب منيب برصاص الصهاينة, الذي اخترق جسده وتفجر في أحشاءه مخلفاً إصابات بالغة الخطورة على عمره وشبابه. ولأن منيب ومن معه واجهوا الصهاينة بشجاعة.
 فواجبنا نحن كفلسطينيين وعرب ومثقفين وإعلاميين أن ندعمهم ونرفع أصواتنا عالية, كي يصل صداها إلى ضمائر كل العالم, مع التأكيد على إيضاح صورة الإجرام الصهيوني الذي واجه صدور الشباب العارية بالرصاص الذي فتك بحياة بعضهم وبأجساد آخرين. وهنا يجب أن نتساءل, ونطرح ألف سؤال وسؤال: لماذا الصمت الأمريكي والغربي؟ أين تنظيرهم عن الديمقراطية وحقوق الإنسان؟ أين تجريمهم لكل من يواجه المواطنين العزل بالرصاص؟ لماذا تخرس ألسنتهم وتتلاشى حدود إنسانيتهم, أمام الفجر الصهيوني؟ لماذا هذه الانتقائية في المواقف؟ ها هو طيرانهم يقصف ليبيا بحجة حماية الشعب الليبي من إجرام القذافي...؟!
    
الشعوب العربية كسرت حواجز الخوف والتبعية, وستنتفض انتفاضة رجل واحد, أعزة النفوس بلا هوان ولا استصغار من أجل تطهير الأراضي الفلسطينية والقدس وكنيسة القيامة ومهد المسيح عليه السلام من الدنس الصهيوني, ولن تذهب دماء أبنائنا هدراً, سيستشهد واحد وسينبت لهم ألف, سيقطعون عضواً, ستتكاتف لهم أعضاؤنا.
   
إننا اليوم  نرتجي خيرة الأصوات المنادية بالحرية والهوية والتحرير؛ أصوات موحده من شأنها أن  تضمد جراح عروبة تآكلها التشرذم والسلطة والأنا؛ كي نبني أوطاناً على الأعداء عصية. إننا نناشد العالم والمنظمات الدولية والحقوقية, كي يثبتوا مصداقيتهم من خلال بذل الجهود لمحاسبة الصهاينة وإعادة الحق إلى أصحابه. 
    
فوضى الفكر وضجيج المشاعر يعلوان حين تصمت المحابر؛ ففي صمتها تشبه الأزاهير التي تختنق براعمها في رحم أرض... حبلها السري تقطعت أوصاله, فعجز عن ضخ الحياة. اليوم نقف إجلالا أمام  شباب العودة الذين تمكنوا من إيصال رسالتهم...ومهمتنا  أن نحملها عنهم ومعهم يداً واحدة وقلباً واحداً وهدفاً واحداً.   


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد