مع القائد

مع القائد

19-06-2011 02:37 AM

ها أنا ذا اجلس وحيدا .. داخل جدراني الأربعة .. جهاز التلفاز أمامي .. وناقل الأخبار بجانبي .. وصحيفة الرأي على صدري ..تتبعثر  حولي أوراقي..أعبث بالريموت بأصابعي وبمفتاح موجات الأثير..أفتش وأبحث عن محطات العالم..لتنقلني إلى عالم مجنون ..عالم غير عالمي..أراقب وأسمع ماذا يدور..أحاول جاهداً  لأوثق تسارع الأحداث..باختصار "العالم مشتعل".



أعجز عن الوصف..أضع كل الأشياء جانباً استمع وأشاهد العالم..فلا حديث عبر الشاشات غير السياسة والحروب..المال والاقتصاد ..ولا كلام غير الزلازل والبراكين والانفجارات تحت سطح الأرض ..مجاعات وقتل واضطهاد..أزمات متتالية..لا احد يملك ردها..لا احد يمتلك مفتاح لحلها –إلا الله سبحانه وتعالى- أزمة اقتصادية هنا ..وأزمة سكر وخبز هناك..أزمة مواصلات ..حوادث سيارات..عصابات مخدرات.استغلال وبيع أطفال ..اضطرابات عمالية حروب في كل مكان..هجرات وتدفق لاجئين.أخبار عاجلة كلمح البصر تنتقل إليك من كل اتجاه ..حقا..إنها حمى الحروب والصراعات والويلات والقلاقل والفتن..تأتي على الأخضر واليابس..تستهتر بالإنسان تقتل أماله وطموحاته..تحطم أحلامه ومنجزاته.لا احد مسؤول عن هذا الذي يحدث الكل يتنصل..الدول العظمى..دول عدم الانحياز..



عجبا لهذا الزمان ..الذي فقدت فيه الكرامة الإنسانية قيمتها.. لا مشرب نظيفاً..لا مأوى آمناً..لا عيشاً رغيداً..لا أحلام وردية..ممنوع كل شيء..الأحاديث ممنوعة..المياه مقطوعة..الأموال مبلوعة..قصص الفساد منشورة..الهواء ملوث المواصلات صعبة الأخلاق مترهلة..وماذا بعد؟ هذا هو العالم الذي أراه من خلال محطات التلفزة العالمية.



أعود ألان إلى وطني  ,أعود إلى مهجة الروح إلى الأردن إلى وطن أبي الحسين ..واحة ألامن والاستقرار ..هرباً من أخبار الدمار والحروب والتجويع والاضطرابات الشريرة..التي تسحق الإنسان والدنيا وتشعلها حرائق.أعود وماذا أرى..أرى وطني حرا أبياً شامخاً أرى وطني واحة آمنة يمتلئ فرحا وكبرياء ..أرى جنات النعيم في وطني و أرى وطني جنة الدنيا ..عابق شذاه بعطر الورد والياسمين ورائحة الدحنون والزعتر..



أعود إلى وطني..إليك أيها الكبير في القدر والمنزلة والمكانة..بادرة الشرق العربي جميل لنت على طول المدى..تختال بحسنك وجمالك في ثوب عرسك الدائم فأنت الأخضر الوجه والأبيض اليد والأنقى لساناً..



أعود إليك يا وطني وأنت المتألق دوما في وسط خارطة هذا العالم المضطرب ..نقطة مضيئة ساطعة بها ومنها الأنوار تنتشر في جنباتك أزكى الروائح المنعشة..


تفوح على كل الدنيا تمطره بشآبيب الرحمة والبركات..


مقدس أنت يا وطني ..شاءت أرادة السماء أن تكون في وسط الدنيا ..قلبها النابض وتاريخها المشرف..وغدها المشرق.



أعود إليك يا وطني وأنت تعانق كل صباح بطاعتك البهية وبشمسك الأصيلة وبقيادتك الملهمة كل الأهل الطيبين  الذين ينتشرون فوق تلالك وعلى سفوح أوديتك ..يحملون بيد معول الانحناء للأرض الطيبة وباليد الأخرى بندقية الصمود دفاعاً عن ترابه الطهور ..



وترحل يا وطني مع ألأنوار محملاً بالورد والرياحين في رحلة الغد الواعدة والشروق المتقدة.. التي يبشرنا فيها سيدنا المعز بإذن الله خيراً ورخاء وطمأنينة.


والآن أعود إليك ..يا سماء عمان الحبيبة..لأسمع أخبار وطني ..


أعود إليك يا تراب المملكة الحبيبة لأشاهد وجه الوطن الجميل.. أعود إليك يا صحيفة الرأي الذهبية لأقلب صفحاتك الزاخرة.. أعود إليكم جميعاً..لأرى وجه الوطن الحضاري..ووجه الملك عبد الله الغالي يحلق في سماء عال وإنجازات وأماني ,يحملها للأهل الطيبين في كل بادية ومدينة وقرية ومخيم.



ومعا يا أبناء وطني..يداً بيد من أجل الأردن..وطن الحرية والكرامة والحياة..معا يا أبناء وطني..ويداً بيد من أجل آبي الحسين مستنهض الهمم..باني مجد ألامه ..ومصدر الإلهام لنا جميعاً..ونبع الحياة المتدفق فيناً على المدى الطويل.



أيها الوطن ..!ما أجملك ..!ما أجمل أن نغني إليك ..ونحلق فوق أرجائك.. نستنشق هواءك .. ففيك تأخذنا الحياة الآسرة بمجراها الطبيعي الأصيل .. فلا أشواك في دروبنا ولا متاهات .. ولا عتمة في طريقنا ولا ظلمات .



أيها الوطن ..! ما أحلى صفات إنسانك .. وطبيعة إنسانك ..ففي أعماقك أهل الحسنات .. فلا مجال في وطني لكراهية وبغضاء .. ولا مجال لحقد وشحناء .. ولا مجال لتصفية الحسابات الزائفة .. ولا مكان للاهثين وراء مصالحهم الشخصية الضيقة .. ولا مجال للواسطات القاتلة .. ففيك يا وطني يكبر إنساننا الأردني في هذا الحمى الهاشمي .. وبك يا وطني يعلو بنيانه .ولا بد للسحابة التي تمر في سماء الوطن أن تنجلي بضوء باهر وفجر جديد .. يعطر ساحات الوطن المباركة .



وألان أعود إليك ..يا إذاعة عمان الحبيبة.. لا سمع أخبار وطني .. أعود إليك يا تلفاز المملكة الحبيبة لا شاهد وجه الوطن الجميل .. أعود إليك يا صحيفة الرأي الذهبية لا قلب صفحاتك الزاخرة .. أعود إليك جميعا .. لأرى وجه الوطن الحضاري .. ووجه الحسين الغالي " واسمع أخبار الأهل الطيبين وانجازات العظمة والاعتزاز في كل بادية ومدينة . وقرية ومخيم .. أشاهد الصور البهية لك يا وطني فبهي مساء الوطن .. وهذا الصباح .. وهذا الليل الجميل ..الذي يطل علينا من خلاله الوطن .



أعود لأرى واسمع .. أغنيات الوطن . وأخبار الوطن ..وعشق الوطن ..وثورة الوطن .. وطلاب وجنود الوطن البواسل .. أراهم جميعا من خلالك أيها الجميل ..وارى فيهم معاني الشموخ والكبرياء .. والعزة والآباء .



أعود واللسان يلهج باسم الله أن يحمي الأردن الحبيب .. ويحفظ سيدنا الحسين الغالي ..ليبقى الوطن محطة مضيئة في بحر العالم المضطرب .. باحثين عن الأمن والسلام والخير والحياة الكريمة .. تجمعنا رسالة الإسلام وراية الحق وقيادة إل هاشم الغر الميامين .


ومعا يا أبناء وطني .ويدا بيد من اجل الأردن .. وطن الحرية والكرامة والحياة .


معا يا أبناء وطني .. ويدا بيد من اجل الحسين ..باني مجد الأمة ..ومصدر الإلهام لنا جميعا .. ونبع الحياة المتدفق فينا دوما.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد