للحضارة وجوه عديدة

للحضارة وجوه عديدة

19-06-2011 11:30 PM

اليوم عادت ذاكرتي الى الوراء سنين عدة وانا اقف في راس الشارع المؤدي الى مبنى السفارة الالمانية،تجولت بالنظر حولي كان معي اشخاص عدة منهم من تعب من الوقوف وجلس على الرصيف ومنهم من حزن عليه الحارس الامني فجلب له كرسيا،،،لا ادري من اين؟ الشمس شديدة هذا اليوم ولكن ماباليد حيلة على كل واحد انتظار دوره ان كان له دورا يذكر.



   فيما مضى لم تكن هناك تقنية الانترنيت فكنا ناتي من الساعة السادسة صباحا ليتسنى لنا الاصطفاف في الدور الطويل ،فنجد اناسا قد سبقونا ربما ناموا في سياراتهم ليكونوا قبلنا،على كل حال ياتي شخص ليوزع الارقام فيختلط الحابل بالنابل وتبدا مسابقة الركض السريع وتضيع الادوار، والشاطر من ياخذ رقما ويكون قد فاز بجائزة نوبل،تراه مبتسما ضاحكا على من لا نصيب له اليوم.



   بعدها ندخل الى ساحة داخلية حيث وضعوا مجموعة من الكراسي وتبدا عملية الانتظار الطويلة المملة ،بكل سلبياتها وبعض ايجابياتها وماعلينا الا سماع قصص الاخرين وتجاربهم مع السفارة الالمانية بحلوها ومرها.



 اليوم نحن في عصر التكنولوجيا والانترنيت،لا نقاش بهكذا موضوع كل ماعليك هو ان تجلس محترما في مكتبك او في بيتك وتفتح على موقع السفارة الالمانية لتقرا شروط التقديم للفيزا بكل انواعها وطبعا بكل تعقيداتها ،ثم تاخذ موعدا.وهذا ماحصل معي واخذت الموعد باليوم والتاريخ والزمن،ولكن مع الاسف لم استطيع طباعة الورقة التي تثبت هذا ،وحينها فكرت بالاتصال تلفونيا مع السفارة الالمانية وقالوا لي حاولي اخذ موعد جديد واذا رفض الكومبيوتر منحك الموعد تعرفين حينها ان موعدك صحيحا وتحضرين للمقابلة،،وهذا ماحصل بالضبط،رفض الكومبيوتر واعطاني رسالة انه لي موعد سابق.



اليوم توجهت صباحا وتجاوزت أزمة السير اليومية لاكون في الموعد المحدد بالدقيقة والثانية،(اذا خذوا بالكم اذا تاخرتم دقائق عن الموعد يصبح لاغيا.)المهم وصلت ووجدت مجموعة تنتظر في بداية الشارع المؤدي الى مبنى السفارة،سالت قالوا انتظري هنا وبدا الحارس الامني يتصل بشخص قي داخل السفارة ويعطيه الوضع الذي نحن فيه وعندما ساله عن اسمي قال له لا موعد لها نهائيا وقد فتشت القائمة كلها ولا يوجد موعد مسبق.وعليها ان تبدا من جديد.طبعا كان هناك شخص حالته كحالتي وعندما اخبرنا الحارس بان الكومبيوتر يرفض اعطاؤنا موعدا جديدا قال لنا بالحرف الواحد غيروا بالاسم في بعض الحروف ليقبلها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟  لا تعليق...


       فكرت للحظات اننا لو بقينا دون تكنولوجيا ودون حضارة ربما احسن،،من الوضع الذي نحن فيه الان .اقول ربما.


   ونيقولون ان الالمان شعب ذو حضارة وهذا حقيقة فانا زرت المانيا مرات كثيرة ولمست هذا.ولكن ان يقف المراجعين تحت اشعة الشمس ويجلسون على الارصفة بانتظار ادوارهم ولا يستطيعون اخذ الجواب الشافي لاسئلتهم ،اعتقد انها حالة غير انسانية.



     طبعا يجب علي الان ان اخذ موعدا جديدا وقد حاولت وفشلت أذا سابدا بتغيير بعض احرف اسمي كي احصل على موعد ربما يكون بعد ثلاثة اسابيع ومنح الفيزا بعد اسبوعين يعني انتهت اجازتي الصيفية،


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد