الإسلام دين السماحة

mainThumb

26-06-2011 11:00 AM


شريعةُ الإسلام كلُّها خير ورحمةٌ وعدل ومنفَعة للبشريّة في دنياهم وآخِرَتهم ، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ) أحبُّ الأديانِ إلى الله الحنِيفِيَّةُ السَّمْحَةُ (، بعثه الله -سبحانه وتعالى- بالحنيفيّة السّمحَة، فرفَع ببِعثتِه الآصارَ والأغلال التي كانت على مَن قبلنا مِن الأمم حينما وضِعت عليهم عقوبةً لهم قال تعالى: ? وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ? [الأعراف:157].


رفع الله الحرجَ عن هذهِ الأمّة فيما أمَرها به ونهاها عنه: ? وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ? [الحج:78]. وهكذا أخبرنا ربّنا أنه أراد بنا اليسرَ فيما شرعَ لنا: ? يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ? [البقرة:185].


وعندما يتأمَّل المسلم هذه الشريعةَ حقَّ التأمّل ليرى السماحةَ واليسرَ جليّين في الأوامر والنواهي، ? وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ? [الأنعام:115]. فانظر إلى أصلِ الدّين توحيد ربِّ العالمين وإخلاص الدّين له، لما اشتدَّ الأمر على المسلمين بمكّة وعذِّب الضعفاءُ ومن لا ناصرَ له في الأرض، عذّبوا وأوذوا قال الله لهم: ? مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ ? [النحل:106]. فأُبيح لهم النطقُ بكلمةِ الكفر تخلُّصًا مِن عذابِ المشركين وظلمِهم وعدوانهم.



ثم انظر إلى فرائضِ الإسلام، فالطهارة التي جعَلَها الله شرطًا لصحّة الصلاة، وفي الحديث: ) لا يقبل الله صلاة بغير طهور (، فهي شرطٌ لصحّة الصلاة، ولكن عندما يفقِد المسلم الماءَ أو عندما يتعذَّر عليه استعمالُه لمرضٍ أو قروحٍ ونحو ذلك أبيحَ له أن ينتقِل إلى التيمّم: ? فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا ? [النساء:43]، وفي الحديث: ) وجُعِلت لي الأرض مسجدًا وطهورا (.



والصلاة التي هي الرّكنُ الثاني من أركانِ الإسلام، أوجب الله لها القيامَ والرّكوعَ والسّجودَ واستقبالَ القبلة، لكن أركانها وشروطها قد تسقُط عند العَجز عنها، كما في الحديث: ) صل قائمًا فإن لم تستطع فقاعدًا فإن لم تستطع فعلى جنب (، فيصلّيها المسلمُ على قدرِ حالِه، وفي الآية يقول الله: ? فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا ? [البقرة:239]، مستقبلي القبلةَ أو غير مستقبليها عندما تدعو الضرورةُ إلى ذلك.


بل ومن يُسرِ الإسلام وسماحته أنَّ المسلمَ إذا نوى الخيرَ وعجزَ عنه فإنّ الله يثيبه على قدرِ نيّته، في الحديث: ) إذا مرِض العبدُ أو سافر كتَب الله له ما كان يعمَله صحيحًا مقيما (.


وها هي تظهر سماحة الاسلام حتى في البيع والشراء وفي مساعدة الناس في القروض منخلال الاحديث النبوية الشريفة.


 عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :((رحم الله رجلا سمحا إذا باع و إذا اشترى، و إذا اقتضى ))


وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أنظرَ مُعسراً أو وضع لهُ ، أظله اله يوم القيامة تحت عرشه يوم لا ظل الا ظل ظلهُ ))


ولو ذهبنا نتقصى مظاهر يسر الإسلام وسماحته في جميع العبادات لطال الحديث، ولكن ذا اللّبِّ يكتفي بالإشارة، ويتعظ بقليل العبارة.

 والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد