مُجير دحلان كمُجير أُم عامر

mainThumb

28-06-2011 01:45 AM

حال النواب والمسؤولين في بلدنا ، لخصّها الشاعر العربي قبل حوالي ألف عام ، في بيت الشعر المشهور، والذي أصبح مثلاً يُضرب : ومَنْ يَصنع المعروفَ في غيرِ أَهلِه يُلاقي الذي لاقى مُجيرُ أمّ عامرِ وإذا كان المجال لا يتسع، لاستعراض القصة كاملة ، والتي أملت على الشاعر المنكوب، أن يصرخ مُولولاً فوق رأس ابنِ عمه بهذا البيت مِنْ هول ما رآه . والقصة تحكي عن قوم خرجوا للصيد في أحد الأيام الحارة ، فعَرَضت لهم أمُّ عامر – ضبع - فطاردوها حتى ألجؤوها إلى خباء أعرابي فاقــتحمـته ، وحين خرج الأعرابي إليهم قال لهم : ما شـأنـكم ؟ قالوا : - صيدُنا وطريدتُنا .فقال كلاّ ، والذي نفسي بيده ، لا تَصِلون إليها ما ثبت قائم سيفي بيدي, فرجعوا وتركوه ,




ثم قام و قدّم لها الطعام والشراب , فأكلت حتى شبعت وشربت حتى ارتوت , وبينا الأعرابي نائمٌ في بيته , إذ وثبت عليه فبقرت بطنه وأكلت قلبه وشربت دَمَه , وتركته جثةً هامدةً فلما جاء ابن عمه ورآه أنشد قائلا : - ومن يصنع المعروفَ فى غير أهله يُلاقي الذي لاقى مُجير أمِّ عامر أدامَ لها حين استجـــــــارت بقربه لها محضُ ألبــانِ اللقاحِ الغزائر وأسمَنَهــا حتى إذا ما تكــــــاملت فَرته بأنيـــــابٍ لها وأظافـــــــرِ فقُل لِذوى المعروفِ هذا جزاءُ مَنْ غَدا يَصنعُ المعروفَ في غيرِ شاكر فحال نوابنا ومسؤولينا مع ذلك الغُدْر دحلان كحال ذاك البدوي ، الذي أجار الضبع - الملقبة عند العرب بأم عامر- ونَسَوا في لحظة ضعف، خُطط ومُخططات ذلك الفاسد والتي لا تحتاج للضرب في الرمل .




 لقد ابتُلي هذا الوطن على مر السنوات بكثير من البلايا وألوان من الرزايا ومن أعظمها شررا وأكبرها خطرا, عندما يُبتلى الوطن في بعض أبنائه ويُفجَع في فلذات أكباده , ممن يريدون أن يفخخوا العقول والقناعات ويزعزعوا الثوابت ويشككوا في المسلّمات تمهيدا لقيام تحالف مزعوم مع طريد لفظه أهلُه وذووه , صاحبِ الوجه الكريه المدعو محمد دحلان – أبو ريالة – كما يحلو للشعب الفلسطيني أن يلقبه . فقد ورد في الخبر المنشور عبر وسائل الإعلام من أن الحكومة الأردنية رفضت بالفعل منع محمد دحلان، العضو السابق في اللجنة المركزية لحركة "فتح" من دخول أراضيها، بالضد من طلبٍ تقدمت به السلطة الفلسطينية بتوجيهات شخصية من رئيسها محمود عباس .




وقالت المصادر إن السبب الحقيقي الذي يقف وراء موقف الأردن الرسمي هو تحالف يقيمه مع دحلان . أقول لكل من تسول له نفسه فعل هذه الخطيئة ليضعَ هذا الوطن في بيعة خاسرة وصفقة كاسدة . إن زمن الرمي بالتبعات على البعيد وترك القريب يعبث بالوطن قد وَلّى , لقد سئمنا سياسة الضحك على الذقون , للتستر على فضيحة الغزو الدحلاني للأردن وخطورته , صاحب برتوكولات حكماء صهيون , الذي نزع يد الطاعة وشق عصا الجماعة , الذي نظّم الخلايا ودرّب السرايا وخطّط لاقتحام البيوت وترويع أهلها ؟ علام يبايع المسؤولون هذا الطريد ؟ أعلى سفك الدماء المعصومة كما فعل في غزة ؟ أم على التنسيق الأمني مع اليهود لفتح الأبواب على مصاريعها لأعداء الوطن للدخول إلى هذه البلاد واستباحتها؟ إن أبجديات فكر دحلان التي يرتكز عليها في تبرير أعماله ينبغي أن تُفنّد وتُفضح ويُرَد عليها فلا تعدوا هذه الأبجديات سوى أفكارٍ خبيثة ٍ لُويت أعناقُها لِتوافق ما في نفسه من أطماع وما تتطلعُ إليه طموحاتُه من مكاسبَ .





فان من يحملُ فكرا مُنحرفاً كدحلان هو لا يخالفك في أنّ الخيانةَ والعمالةَ والتعاملَ مع العدو والاستعانةَ به على قتل الأنفس المعصومة ,أنها خيانة ولكنها فهلوة وشطارة بل هي من الضروريات الحتميّة لخدمة أغراضه الشخصية. إنه لا يحق لفاسدٍ مثل هذا أن يدنِّس أرض الحشد والرباط الطاهرة وان يجعلها مُنطلقا له يُسوّق بضاعته الرخيصة العفنة التي تزكم الأنوف , ويتحدث باسم الإصلاح .




ولا يحق لمن تلوثت يداه بعذابات الفلسطينيين و الصعود على جماجمهم و المشي على أشلائهم ودمائهم , عندما كان مسؤولا للأمن الوقائي أن يضحك على ذقوننا ويدعي الوطنية . ولا يحق له أن يعطينا دروسا في الأخلاق والإصلاح وهو من نهب وسلب مقدرات شعب كامل . يا سادة : إن ادعاء محبة الوطن ونصرة قضاياه والخوف على أمنه وسيادته ليست بالتعاطي مع الخونة والعملاء والقتلة . وإقامة حفلات التكريم لهذا القزم, والمحتفون هم مواطنون أردنيون ممن كانوا في مواقع وظيفية عليا وحساسة , وممن يشغلون مقاعد في مجلس نوابنا السيئ الذكر, ممن يبيعونا الوطنية بالمزاد العلني ولكن عند التثبت نجد أن هذه الشعارات في وادٍ وأفعالهم وأقوالهم في وادٍ آخر .




 أتساءل هل نشكو من قلة الفاسدين في الأردن حتى نأتي بكبيرهم الذي علمهم الفساد لنعقد معه تحالفات , لماذا ؟! فهل سنجني من الشوك عنبا ؟ إنه عمل غير صالح , ليس من ورائه أي مصلحة وطنية أردنية. فإن مما ينبغي معرفته والإحاطة به والحذر من تجاهله أو تناسيه ، هو أن هذه البلاد مستهدفة في سيادتها مستهدفة في مبادئها مستهدفة في كيانها مستهدفة في أخلاقها وأن العدو الحاقد يتحين الفرص ويتربص بنا الدوائر , ولا أريد ان نُخترق على يد هذا العميل , وانّ العلاج لمثل هذه المعضلات لا يمكن أن يكون في وضع أيدينا في أيدي الخائنين .




وصدق الله العظيم إذ يقول: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ{204} وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ{205} وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ} قال ابن كثير –رحمه الله-: هو أعوج المقال، سيّئ الفعَال، فذلك قوله، وهذا فعله. كلامه كَذِب، واعتقاده فاسد، وأفعاله قبيحة . حفظ الله الأردن وطناً وقيادة وشعباً , امنا مطمئنا سخاء رخاء , وابعد عنه كيد الكائدين وغدر الغادرين ومكر الماكرين وخيانة الخائنين ,انه ولي ذلك والقادر عليه والحمد لله رب العالمين .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد