القشة التي قصمت ظهر البعير

mainThumb

05-07-2011 05:08 PM

 بسم الله الحمن الرحيم :

(( وقل اعملو فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ))

 أصبح الشغل الشاغل والهم الوحيد لكل أردني بهذه الأيام من هو المتهم بقضية الكازينو ومن الذي يجب أن يتحمل المسؤولية, وبدأ حديث الشارع الأردني عن هذه القضية التي أرقت المواطن الغلبان الذي أصبح لا يفكر إلا بمن فكر وبمن وقع وكيف وقع وما المنتظر بعد ذلك ؟ وهل هنالك المزيد من المفاجآت؟ .

فقد أصبح العارف في السياسة والذي لا يعرف والمهتم والذي لا يهتم والإقتصادي والذي ليس له دخل بالإقتصاد والصغير قبل الكبير أصبح كل هؤلاء يتخوفون من المستقبل ويتحسرون على الماضي بعد أن ضخمت قضية الكازينو ، وبعد أن هول أمر هذا المشروع الذي صور للبعض أنه هدد استقرارهم وهز كيانهم ، وتخيل الكثير أن الدنيا وقفت عند هذه القضية ، وأن القيامة قربت إذا نفذ هذا المشروع أو نفذ شرطه الجزائي ، ووقف المواطن الغلبان يشعر بالذل والهوان والإنتكاسة والحرمان ، كيف لا وحقه يهضم ، وماله يسلب بغير وجه حق ، ولكن وبعد هذا التكبير وبعد هذا التهويل تنتهي المشكلة التي كانت بالأمس مشكلة وتصبح وكأن شيئا لم يكن .

 نتساءل وبعد هذا السيناريو العظيم ، هل أخذت هذه القضية حجمها الطبيعي ؟ هل استحقت ما يجب أن يكون لها ؟ أم أن الأمر على عكس ذلك أعطي حجماً زيادة على حجمه ، وأخذ من المواطن ما لا يجب أن يأخذ ؟ وإذا كان كذلك فمن المستفيد من هذا التضخيم ؟ وما هي المصلحة ؟ وما هي القشة التي فجرت الموضوع بهذه الأيام وقصمت ظهر حاملها ؟ وهل خلا ظهر هذا البعير من كل حمل ولم تكن إلا تلك القشة ؟ هل سلم الوطن من كل مكروه ولم يبق إلا هذا المكروه ؟ ولم كانت هذه الأيام وبهذا الزمن ؟ هل لمن أيقض فتنة كانت نائمة مصلحة في إيقاظها بهذا الوقت من الزمان ؟ أسئلة تحيرني ، ولا أعرف هل تحير غيري ؟ إن الدين الإسلامي دين الوسطية والاعتدال في كل الأمور يعلمنا أن نكون معتدلين وسطاً في كل أمور حياتنا حتى في حبنا وكرهنا فقد ورد في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال " : أحبب حبيبك هوناً ما ، عسى أن يكون بغيضك يوماً ما ، وأبغض بغيضك هونا ما ، عسى أن يكون حبيبك يوماً ما " . أي أحبب وابغض معتدلا في حبك وفي بغضك . فمن هو حبيب قد يكون بعد أيام عدو ، ومن هو عدو قد يكون بعد أيام حبيب . ما أردت من كلامي تبسيط الأمور حتى لا نهتم ولا نشغل بالنا ، ولا أردت من كلامي التهويل والتفخيم حتى لا نؤرق ذاتنا . ولكن إذا أردنا الحل ، فلا بد من ترسيخ حب الوطن في أذهاننا ؛ لأن الوطن للجميع ، ماعلى الأحرار في هذا البلد الطيب إلا التمسك بكل ذرة من تراب هذا الوطن . كل ذلك بعد التوكل على الله واللجوء إليه جل في علاه ، كل ذلك بعد الفرار إلى الله ، كل ذلك بعد إتقان العمل والاخلاص فيه . اللهم اجعل هذا البلد آمناً مستقراً وسائر بلاد المسلمين .

gqudah@ yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد