الأرزاق بيد الرزاق

الأرزاق بيد الرزاق

15-07-2011 04:49 PM

بسم الله الرحمن الرحيم ( الأرزاق بيد الرزاق ) الحمد لله الرزاق المعطي المعز المذل الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد يقول تعالى : {وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ} تكفل الله جل وعلا بضمان الأرزاق لكل مخلوق ، وجُعل هذا الموضوع من الرواسخ في العقيدة ، فلن تموت نفس إلا وقد استوفت رزقها ، عهد من الله في كتاب الله .



 وبيان للأرزاق في سنة رسول الله . قال صلى الله عليه وسلم :" أول ما خلق الله القلم , قال : اكتب . قال : وما أكتب ؟ قال : ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة من عمل , أو أجل , أو رزق , أو أثر ; فجرى القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة "وكتب الله مقادير الخلائق قبل ان يخلق السموات والارض بخمسين الف سنة . فلا يتحرك ساكن ولا يسكن متحرك الا بقدر كما كتب لهذا الساكن ولهذا المتحرك ، فقد ورد في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أبي العباس عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: كنت خلف النبي (صلى الله عليه وسلم) يوماً، فقال لي: "يا غلام إني أعلّمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفـظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لـم ينفعـوك إلا بشيء قـد كتبـه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضرّوك بشيء لم يضرّوك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفّت الصحف" . فالخالق هو الله المستحق أن يعبد .




والرازق هو الله المستحق أن يشكر . والله هو المستعان وهو الذي يحفظ . والنافع والضار هو الله . فلو اجتمع الانس والجن ليزيدوا دخل انسان قرشاً لم يكتب له مازادوا ، ولو اجتمعوا على إنقاص دخله قرشاً لم يكتب له فيه نقصاً ما أنقصوا . وصدق من قال : توكلت في رزقي على الله خالقي وأيقنت أن الله لا شـك رازقـي وما يك من رزقٍ فليس يفوتنـي ولو كان في قاع البحار العوامق سيأتي بـه الله العظيـم بفضلـه ولو لم يكن مني اللسان بناطـق ففي أي شـيءٍ تذهـب حسـرةً وقد قسم الرحمن رزق الخلائـق فإذا علمنا أن الأرزاق مقدرة وأن الأقوات مكتوبة فلماذا نقاطع ؟ ولماذا نعادي ؟ ولماذا نهجر بعضنا ، ونخاف على أرزاقنا ؟




 إذا علمنا أننا بتوكلنا على الله تأتينا أرزاقنا كما تـأتي الطيور ، لماذا لا ننقي قلوبنا ؟ فقد جاء من تعليم المصطفى صلى الله عليه وسلم أنه شبه حال الإنسان مع رزقه كحال الطير مع قوته ، وما أبلغه من تشبيه ، وما أعظمه من تصوير من سيد البشرية صلى الله عليه وسلم حيث يقول : { لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصاً - جياعاً - وتروح بطاناً - شباعاً }




إذا علمنا أن هذه أحوالنا مع أرزاقنا ، ومع عيشنا ، ومع ماكتب لنا ، ألا يتوجب علينا وقفة ، بل وقفات مع أنفسنا ؟ أليس من الواجب علينا أن نتقي الله في مأكلنا ومشربنا ومسكننا وملبسنا ؟ اليس من الجدير بنا أن نحاسب ضمائرنا قبل أن تحاسب ؟ يامن تأكل الحرام ، يامن تأخذ الربا ، يامن تتلذذ بأكل أموال الغير بغير حق ؟ أما علمت أنك لو لم تأكل الحرام ، ولم تأخذ الربا ولم تمد يدك على مال غيرك ، أما علمت أنك لو لم تفعل كل هذا لأتاك ماأخذت حلالاً بدل كسبه حرام ، فعن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: ما من عبد ترك شيئاً لله إلا أبدله الله به ما هو خير منه من حيث لا يحتسب، ولا تهاون به عبد فأخذ من حيث لا يصلح إلا أتاه الله بما هو أشد عليه. نسأل الله العظيم القادر الرازق أن يرزقنا رزقاً حلالاً طيباً مباركاً . 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد