إيران والثورة السورية

mainThumb

19-07-2011 02:31 PM

 أطلق المرشد العام للنظام الإيراني الصفوي ووليه الفقيه آية الله علي خامنئي فتواه واتهامه الثورة الشعبية السورية الكبرى بأنها عملا مدبرا من تدبير الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل والعالم الغربي ضد النظام السوري الممانع وصاحب الصمود والتصدي !

هذه الفتوى هي تهجم سافر و ظالم للشهداء السوريين الأطهار الذين سقطوا وهم عزل الا من حناجرهم وهديرها بأصوات الحرية والكرامة وهي فتوى سياسية خاصة ولكنها مقززة منفرة مقرفة ذات أغراض دنيوية متحيزة لاعلاقة لها أبدا بالقيم الإسلامية ولا بالمعايير الدينية القحة ولا المبادئ الأخلاقية التي تصنف الظالم ظالماً و المجرم مجرماً والدموي دموياً بصرف النظر عن أصله و فصله ، حقيقة لا أدري وفق اي معايير صنف خامنئي ثورة الشعب السوري بكونها ثورة مدعومة أميركيا ? وماهي الأدلة الشرعية والثبوتية التي تدعم رأيه ? وهل يمتلك وثائق رسمية معينة تؤيد رأيه و تساند طروحاته ? كيف يبرر الخامنئي الصفوي إستشهاد أكثر من ألفي شهيد سوري في ساحة المواجهة مع نظام القتلة و البرابرة في الشام ومع إستمرارية مهرجان القتل و سفك الدماء ? وهل يرضى الخامنئي عن قتل الأطفال بالجملة والمفرق و عن حملات القمع التي تقوم بها المخابرات السورية وعناصر "الشبيحة" المجرمين الذين يرفعون شعارات تؤله قائد البرابرة الأسد و تجعله إلهاً فوق الآلهة ?

هل يرضى الولي الفقيه وهو ولي أمر المؤمنين كما يدعي وكما هو مفترض وضمن واجباته الشرعية المعلنة عن كل هذا القدر الهائل من سفك الدماء لمسلمين وموحدين كل ذنبهم هو رفضهم للظلم و للمطالبة بحريتهم و كرامتهم و أرزاقهم و مستقبل أبنائهم ؟؟؟!!!!

كيف يتهم الخامنئي كل هذا القدر الهائل من الشهداء والجرحى والمعتقلين والمهجرين من ديارهم قسراً بالعمالة للولايات المتحدة وإسرائيل ? وهل الولايات المتحدة مصنعا للشهداء و المقاومين ? هل يعلم الخامنئي شيئا أي نزر ولو بسيط من تاريخ الشعب السوري المقاوم ضد الإستعمار و الصهيونية وكل أشكال الهيمنة والإستغلال ?

 لقد قدم الشعب السوري قوافل متلاحقة من الشهداء في مقاومة الإستعمار الفرنسي بل أن بطل معركة ميسلون 1924الجنرال الشهيد يوسف العظمة وزير الدفاع السوري في عهد المغفور له بإذن الله الملك فيصل الأول طيب الله ثراه قدم حياته رخيصة رفضا للهزيمة و الإحتلال ! وهو موقف حر و شجاع لايوجد في كل التاريخ الإيراني المعاصر ما يوازيه أو يساويه في الشجاعة و الإيثار ? على من يعزف الخامنئي مزاميره وهو يلوث دماء الشهداء الذين سقوا بدمائهم ربى الجولان و كل معارك العرب القومية الكبرى فيما كان الإيرانيون مزرعة من مزارع إسرائيل وهم حتى اليوم لم يطلقوا طلقة واحدة على الإسرائيليين إلا من خلال المذياع و خطب المنابر و حملات المزايدة و التسويق الكاذبة المدفوعة الثمن ? كيف يتجرأ الخامنئي على دماء الشهداء في الشام الحرة بكل هذه الخفة والرعونة والحمق ?

و من يحسب نفسه لكي يكون قيما على ثورات الشعوب الحرة العريقة التي علمته و أصنافه معنى الثورة و الحرية و الكرامة ? أليس من الأولى و الأجدى له الإلتفات لمصائب إيران و لإنفجار الشارع الإيراني ذاته الذي هتف و مازال يهتف بشعاره الخالد "مرك بر دكتاتور" أي الموت للديكتاتور ! و طبعا الخامنئي يعرف جيدا من هو الديكتاتور الحقيقي! وهو الشارع الذي يتهيأ اليوم للإنتفاض و الثورة و إطلاق العنان لقواه الحرة التي ستعيد صياغة المشهد الإيراني و الإقليمي من جديد و سيعيد وضع النقاط على الحروف ، ليس من حق الخامنئي ولا من هو أكبر منه تشويه كفاح وجهاد ودماء شهداء شعب سورية العظيم الشجاع الذي يرتدي أبطاله أكفانه كل يوم وهم يقارعون أردأ خلق الله من الطواغيت الوراثيين الذين هدموا المدن السورية الحرة على رؤوس أهلها ? كما أن ثوار الشام و أبطاله الصناديد لا يأخذون الشرعية ولا فتاوى النفاق و المصلحة من أي طرف كان فمرجعيتهم الأولى و الأخيرة هي رب العزة و الجلال الواحد الأحد الذي سينصر عباده و سيفضح القتلة و البرابرة و يخزيهم في الدنيا قبل الآخرة و سيشفي صدور القوم المؤمنين و ليس المنافقين! و للسيد خامنئي أقول بأن معدن وحقيقة السياسة الإيرانية قد تبلور وهو إرتباطها بالمصالح القومية الدنيوية البعيدة عن الدين ومرجعية الخامنئي ليست مرجعية فقهية قحة بل أنها مرجعية سياسية صرفة مغطاة بجبة الدين و التقوى , و إلا فان الحق واضح فأعرف الحق تعرف أهله كما هي قولتهم دائماً, و الاتهام الخامنئي لشهداء الشام من الرجال و الأطفال و النساء و الشيوخ هو اتهام ظالم وقد رد عليه أهل الشام خير رد بحرق الأعلام الإيرانية المنحازة للظالم و الطاغوت , ثم إني أسأل الخامنئي هل العلويون مسلمون وهم يؤلهون الإمام علي كرم الله وجهه؟؟ !!

 أم هم كفار مرتدون حسب فتاويكم في كتبكم القديمة والحديثة؟ ؟؟ !! أم هي السياسة التي لا دين لها ، أم هي المصالح المشتركة وربط الحبل بن علي عندكم وعلي عندهم ؟؟!! ، لقد خسرتم الكثير أنتم وحزب الله ، واحترقت أوراقكم جميعاً لدى كل العرب والمسلمين وبان زيف شعاراتكم ودعاويكم ، حتى الذين كانوا يميلون اليكم ، خذلتموهم وابتعدوا عنكم ووقفوا مع الحق المبين الذي لا لبس فيه وعليه وهو نصرة الشعب السوري على العصابات المفسدة من أتباعكم .

عموما الثورة السورية ستنتصر على الدجالين و البرابرة والقتلة المجرمين الذين خربوا سوريا طيلة 40 عاماً , ووجه المنطقة سيتغير بالكامل و ستسود وجوه و تبيض وجوه و سنرى القوم سكارى من شدة ضربات الثوارالسوريين المؤمنين بربهم و عقيدتهم الصافية النقية من الخرافات و بحقهم الكامل في الحرية , ولاعزاء للدجالين أمثالكم وأمثال حزب الله وهم يصرون على الوقوف مع الباطل ضد الحق وهم يتخبطون خبط عشواء...! في الحياة الدنيا والآخرة ألا ساء ما تعملون وما تخططون ، ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين .وإنها لثورة حتى النصر المؤزر ان شاء الله تعالى ، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد