أيها الزعيم مانديلا أدخلك الله الجنة

mainThumb

20-07-2011 03:10 AM

هي دعوة لك من العقل والقلب والضمير في آن معا, أن يدخلك الله الجنة أيها الزعيم مانديلا على الهدي الكريم المقتبس من النبي صاحب الخلق القويم رسول البشرية جمعاء, محمد بن عبد الله "صلى الله عليه وسلم" عندما خاطب أهل مكة بعد أن آلت إليه الغلبة ودخلها فاتحا مخاطبا أهلها بقوله: ماذا تضنون أني فاعل بكم ليجيبوا أخ كريم وابن أخ كريم  ليعفو عنهم الكريم قائلا" اذهبوا فأنتم الطلقاء.



نخاطب اليوم فيك يا شيخ الثوار وملهم الأحرار ثوار العرب وخاصة الناجحون منهم في تونس وفي مصر بقولك النبيل: إخوتي في تونس ومصر أتمنى أن تستحضروا قولة نبيكم: اذهبوا فأنتم الطلقاء, وهي خلاصة القول الحليم من رجل عصر, تجمع عليه البشرية اليوم لصبره ونفاذ بصيرته ونجابة فكره ألأممي وفهمه غير المنقوص في ذكرى ميلاده الثالث والتسعين. لقد فهمت وحدك بجلاء قول نبينا ومغزاه ونقلته لنا نحن العرب عبر خطابك الثر, الذي لا زيادة عليه في الحكمة والموعظة. وتستشهد بالقول والكلام مقتبس منك: إن إقامة العدل أصعب بكثير من هدم الظلم.




 فالهدم فعل سلبي والبناء فعل إيجابي. وتضيف "أو على لغة أحد مفكريكم – حسن الترابي- فإن إحقاق الحق أصعب بكثير من إبطال الباطل" أ ما دقيق الكلام فهو في قولك أيها الرمز ألأممي "أنا لا أتحدث العربية للأسف، لكن ما أفهمه من الترجمات التي تصلني عن تفاصيل الجدل السياسي اليومي في مصر وتونس تشي بأن معظم الوقت هناك مهدر في سب وشتم كل من كانت له صلة تعاون مع النظامين البائدين, وكأن الثورة لا يمكن أن تكتمل إلا بالتشفي والإقصاء .




كما يبدو لي أن الاتجاه العام عندكم يميل إلى استثناء وتبكيت كل من كانت له صلة قريبة أو بعيدة بالأنظمة السابقة وذاك أمر خاطئ في نظري . أنا أتفهم الأسى الذي يعتصر قلوبكم, وأعرف أن مرارات الظلم ماثلة، إلا أنني أرى أن استهداف هذا القطاع الواسع من مجتمعكم قد يسبب للثورة متاعب خطيرة, فمؤيدو النظام السابق كانوا يسيطرون على المال العام وعلى مفاصل الأمن والدولة وعلاقات البلد مع الخارج. فاستهدافهم قد يدفعهم إلى أن يكون إجهاض الثورة أهم هدف لهم في هذه المرحلة التي تتميز عادة بالهشاشة الأمينة وغياب التوازن.



 عليكم أن تتذكروا أن أتباع النظام السابق في النهاية مواطنون ينتمون لهذا البلد، فاحتواؤهم ومسامحتهم هي أكبر هدية للبلاد في هذه المرحلة، ثم إنه لا يمكن جمعهم ورميهم في البحر أو تحييدهم نهائيا ثم إن لهم الحق في التعبير عن أنفسهم, وهو حق ينبغي أن يكون احترامه من أبجديات ما بعد الثورة . أعلم أن مما يزعجكم أن تروا ذات الوجوه التي كانت تنافق للنظام السابق تتحدث اليوم ممجدة الثورة، لكن الأسلم أن لا تواجهوهم بالتبكيت إذا مجدوا الثورة، بل شجعوهم على ذلك حتى تحيدوهم, وثقوا أن المجتمع في النهاية لن ينتخب إلا من ساهم في ميلاد حريته .



 إن النظر إلى المستقبل والتعامل معه بواقعية أهم بكثير من الوقوف عند تفاصيل الماضي المرير . أرى أنكم بهذه الطريقة– وأنتم أدرى في النهاية- سترسلون رسائل اطمئنان إلى المجتمع الملتف حول الديكتاتوريات الأخرى أن لا خوف على مستقبلهم في ظل الديمقراطية والثورة، مما قد يجعل الكثير من المنتفعين يميلون إلى التغيير، كما قد تحجمون خوف وهلع الدكتاتوريات من طبيعة وحجم ما ينتظرها .



وبعد أيها الثائرون المنتصرون في تونس ومصر وما بعدهما, لماذا لا تتعاملوا مع الحكمة وتنسوا حقبتي زين العابدين ومبارك وتحولوا ثوراتكم إلى اثنتين  من روائع قصص النجاح العربي الثوري الإنساني للثورات في عالم اليوم كما خلدها الزعيمان نيلسون مانديلا و المهاتبا غاندي في الأمس لتتحول جنوب إفريقيا ومن قبلها الهند إلى نماذج يتحدث عنها التاريخ وينصفها بحروف من نور كما تستحق. 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد