ثقافة العيب ام ثقافة الجيب

ثقافة العيب ام ثقافة الجيب

24-07-2011 03:38 AM

كلمة تحمل معاني كثيرة ولها دلالات عديدة حيث سعت الحكومات المتعاقبة والجمعيات والمؤسسات في الاردن على ترسيخها في اذهان الشباب والغاء كلمة العيب من افكارهم والتي كانت اخرها حملة ( مش عيب ) والتي نظمها عدد من رجال الاعمال وبعض الاداريون من المؤسسات والشركات في الاردن , لكن بمنتهى الصراحة فانا هذه الجهود تمت وستتم بدون جدوى لانه ولغاية هذه اللحظة لم يتم الاقبال على تلك المهن كما هو مطلوب لان الترويج لتلك الحملات وتلك المهن لم يتبع اسس سليمة .



ومن بين تلك المهن التي تم الاهتمام بها في الاردن بشكل كبير هي مهنة ( عامل النظافة) والتي قامت وزارة الشؤون البلدية بتغيير مسماها الى مهنة ( عامل وطن) لتشجيع الشباب الاردني على الاقبال عليها لكن المشكلة تكمن ليست بالمهنة ولكن بالاجور الممنوحة لمن يمارسون هذه المهنة



وعليه فأني سأطرح حالة مقارنة بين عامل النظافة في بلدنا الحبيب وفي احدى الدول المتقدمة لعل اصحاب القرار  يعيدون النظر في طروحاتهم وتوجهاتهم حول ثقافة العيب لتلك المهنة



ففي اليابان يطلق على مهنة عامل النظافة ( مهندس صحة ) وبالتالي تم احداث نقلة نوعية كبيرة جداً في المسمى الوظيفي لتلك المهنة حيث تم منح من يعمل بها دافعاً معنوياً ليس له حدود والامر الثاني فان الراتب الذي يتقاضاه مهندس الصحة لديهم يبلغ 8000 دولار شهرياً مما يعمل هذا الدخل على تأمين حياة كريمة جداً لصاحبها وعند المقارنة مع من يعملون في هذه المهنة في الاردن فأنه تم تقديم دعم معنوي لهم في احيان كثيرة ولكن هذا الدعم لا يكفي لاننا اصبحنا في عصر لا يعرف الا المادة طريقاً واسلوباً لعيش هذه الحياة فكل انسان يعيش على سطح هذا الكوكب يطمح بان يعيش حياة كلها كرامة وراحة ورفاهية ولاتكتمل هذه الحياة الا بالدخل المادي الجيد



لذا فان ثقافة الجيب هي ما يجب ان تسعى اليه حكوماتنا ومؤسساتنا من اجل تشجيع الشباب الاردني على العمل بالمهن التي تعاني من نقص شديد والتي تسيطر عليها العمالة الوافدة , فليبحث اصحاب القرار عن تلك الحلول المادية للقضاء على ثقافة العيب التي استعمرت عقول الشباب الاردني لعدم كفاية الدخل المادي للوفاء بمتطلبات الحياة اليومية


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد