قراءات وتأملات في منحة خادم الحرمين للأردن !!

قراءات وتأملات في منحة خادم الحرمين للأردن !!

27-07-2011 11:16 PM

في صبيحة كل يوم نقرأ ونشاهد العديد من الأخبار المحلية والعربية والدولية, وقليلا ما يلفت منها انتباهنا ,وتمر كغيرها مر السحاب .وفي صبيحة هذا اليوم قرئنا خبرا يثلج الصدور, ويريح الخواطر ,ويعيد الالق لاقتصادنا الأردني الذي يمر بمنعطف خطير جدا. ويتلخص هذا الخبر الرائع في برقية الشكر التي بعث بها جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله إلى أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أطال الله في عمره وألبسه ثوب العافية والشعب السعودي الشقيق على المنحة والدعم المالي السخي الذي تفضل به خادم الحرمين للأردن .




إنها منحة مالية كريمة من نفوس سخية رضية , ومن قلوب عربية أصيلة تنم عن صدق مشاعر الأخوة العربية للدولتين الجارتين, وتحمل في طياتها دعما للاقتصاد الأردني الذي يمر كغيره من دول العالم في منعطف خطير جراء الأحداث الجارية هنا وهناك . لقد اختار خادم الحرمين الشريفين التوقيت المناسب جدا لهذه المنحة , وكأنه يقرأ الأجندة الأردنية , ويتابع أخبار الأردن ويقلق عليه أكثر مما يتابع بعض أبناء الأردن أنفسهم لإخبار بلدهم ,وخطورة ما يجري في بلادهم وما يجره ذلك على حياتهم ومستوى معيشتهم. لقد أثبتت رؤى خادم الحرمين الشريفين كما هو ديدنه حاجة الاقتصاد الأردني الماسة إلى الدعم في هذه الظروف الصعبة جراء ما يتعرض له الوطن من اعتصامات ومسيرات متواصلة, وما يترتب عليها من مجهود امني وإنفاق مالي للتجهيز وإصلاح ما يتم تخريبه .




وبدراسة متعمقة متفحصة لهذه المنحة السخية , نجد أنها لم تأتي من فراغ لولا وجود العلاقات الأخوية الودية بين ملكي البلدين ,وبين أبناء الشعبين ,وما يربطهما من روابط عشائرية ونسب ومصاهرة ومصالح مشتركة .وعليه فملك السعودية وشعبها الكريم يستحقون الشكر والتقدير والعرفان بالجميل , وعلينا كأردنيين أن نستذكر المثل القائل " الصديق عند الضيق" ونعم الأخ والصديق الوفي السخي. وعطفا على ما قد سلف , فلنا كأردنيين وقفات وتأملات عديدة ينبغي لكل منا أن يقفها, ويتطلع متفحصا ممحصا لما يدور في الشارع الأردني لعله يعي حقيقة ما يحدث ويدور حوله بعين العاقل ومنها :




* أولى الوقفات : ألا يكفينا اعتصامات ومسيرات مطالبة بالإصلاح الاقتصادي والسياسي والاجتماعي وتعديل الدستور وتحسين معيشة المواطن الأردني؟وهنا أقول من منا يكره الإصلاح وان يعيش المواطن عيشة " خمسة نجوم " مرفها منعما ,ولكن من أين أيها الأردنيون ؟ وهل نحن على بحر من النفط أو الغاز حتى تتمكن الحكومة وبلمسة مصباح علاء الدين أن تحقق كل تلك المطالب بيوم وليلة؟ والأجدر بنا "أن نمد أرجلنا على قدر لحافنا ".




* ثاني الوقفات : ألا يكفينا هدرا للمال العام , وتضييعا للوقت , وتعطيلا للأعمال والأشغال من صناعة وتجارة وزراعة ؟ أو ليس الأجدر بالمواطن أن يسعى في مناكب الأرض كما امرنا الله لتأمين قوت عياله ,واعمار الوطن الذي يؤيه لا سيما وان أصواتنا ومطالبنا وصلت ليد قائد البلاد حفظه الله وأمر بالبدء بتنفيذها, وها نحن نلمس ذلك في كل يوم تطلع شمسه .




 * ثالث الوقفات : ألم نتعض كأردنيين بما جرى ويجري في دول الجوار العربي حولنا من خلافات وقتل وتدمير وتخريب ونهب وسلب وحرق للأخضر واليابس دون رحمة أو شفقة , وإراقة لدماء زكية حرمها الله إلا بالحق؟ فان كنا نحن عقلاء بالفعل فلماذا لا نأخذ العبرة والعظة من إخواننا العرب في جوارنا, وإلا فسنكون الساعين إلى إهلاك أنفسنا بأيدينا ؟ حينها نكون بأس الشعب الذي يخرب بيته بيديه.




* رابع الوقفات : ربما يتساءل احدهم ألا تريد الإصلاح أيه الكاتب ؟ فأجيبه بان كل أردني يعيش على ثرى الأردن ,ويشرب من ماءه , ويلتحف سماءه عاشق ولِهٌ للإصلاح ويسعى إليه , ولكن ليس على الطريقة التي تمت وتتم في بلدان الجوار العربي, واللبيب بالإشارة يفهم أيها العقلاء.




* خامس الوقفات : بالمنطق والحجة , لو طلب من احدنا من احد أبناءنا شراء سيارة , أو ثمنا لتذكرة سفر , أو حتى لشراء كسوة جديدة, فان جوابنا سيكون له : "يا بني أمهلني مدة من الزمن حتى اقبض راتبي , أو حتى أبيع قطعة الأرض الفلانية , أو حتى احصل على سلفة بنكية عاجلة ".أليس كذلك أيها الإخوة العاشقون للاعتصام والمسيرات ,والمطالبون بتحسين الاقتصاد ومستوى المعيشة ؟مطالبكم مشروعة , ولكن أمهلوا الحكومة وقتا لالتقاط أنفاسها ولتتمكن من تحقيق مطالبكم أولا بأول كما تفعلون مع أبناءكم .




ختاما ,ألسنتنا تلهج إلى العلي القدير أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين ,وان يطيل عمره ذخرا وسندا للأمتين العربية والإسلامية . وكل الشكر والتقدير والعرفان لملك الإنسانية, ورجل المواقف الصعبة, وللشعب السعودي الشقيق . وخالص الدعاء إلى الله أن يحفظ مليكنا وقائدنا الهاشمي المحبوب بحفظه , ويرعاه برعايته ,ويلبسه ثوب الصحة والعافية . وعاش الأردن مهيبا عزيزا شامخ البنيان مرفوع جبين أبناءه في ظل القائد الباني عبد الله الثاني , وحفظ الله الأردنيين جميعا لما فيه سعادتهم ورعاهم .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد