وداعا يا صديقي، فإنا لله وإنا إليه راجعون
التقيت وليد ولم يكن يكنى بأبي رهف بعد، ولا هو ربما عرف شريكة الدرب الفاضلة، أمها. بقي وليد يعلمني حروف شبكة الإنترنت وكيفية الإبحار والتحليق في فضائها، حتى شعرت أنني حصلت على كنز ثمين، وأعيش حالة أشبه بمحو الأمية، وعلمني أستاذي وليد دروسا أساسية في الإنترنت، بنيت عليها لاحقا ما بنيت، قبل أن يبلغ بي العمر ما بلغ، وقبل أن يشتعل الرأس شيبا. هذا الوليد الذي رحل شابا من الدار الدنيا إلى دار الحق، كان علم الكثيرين والكثيرات كما علمني، وكان على اطلاع وتمرس وخبرة عميقة في التصميم والبرمجة وفي مجالات شبكات الحاسب الآلي والإنترنت المختلفة، ولا يسعنا سوى القول، في ميزان حسناته، إن شاء الله.
وما أن مضت بعض سنين، حتى حضرت إلى الدوحة شريكة فاضلة ارتأت أن ترافقه الحياة حلوها ومرها، فسار كل من وليد وسهى على درب المحبة والوفاء والإخلاص، وعاشا أياما ملؤها التفاهم والتناغم، ومنحهما المولى رهفاً ونوراً وألاءً، ثلاث أمورات جميلات، مما أضفى عليهما السعادة والفرحة والبركة والابتهاج. رفيقا درب شابان بريئان وديعان، تعاهدا على المحبة وتواعدا على الوفاء وتناغما على التفاهم، فصدقا بعضهما التعاهد والتواعد والتناغم، ولكنها سنة الحياة التي جمعت الأحبة، هي نفسها التي تفرق بينهم!! وإذا كان وليد بمقام العم لأبنائي وبناتي، فكانت سهى الخالة لهم جميعا، أحبوهما، فبادلاهما العم والخالة المحبة، وتعلقوا بهما أيما تعلق، عموه وليد، وخالتوه سهى. خاصة أن أبنائي لا خالة لهم، فأمهم وحيدة، وأما من جانب العمومة، فلا تعليق!!
دماثة أخلاق وليد وطيبة نفسه، ونُبل أخلاق سهى وطيبة نفسها، جعلت منهما ثنائيا محبوبا بين شبكة كبيرة من المعارف والعائلات المُحِبَة والصديقة، سواء على مستوى الجيران أو الحي أو المدينة و أكثر، وهذا ربما يفسر انهمار دموع الأحبة والجيران على وداع وليد المفاجئ للجميع. والتقينا كثيرا، ولاحظ الناس كيف كان وليد الأب يتعامل مع طفلاته المرتبات الأنيقات برقة الأديب وحنان الأب، حتى أنه كان يتخاطب مع كبيرتهن رهف -رغم صغر سنها – كما يتعامل الأدباء والمفكرون الكبار، وحتى أنها كانت تخاطبه باللغة السليمة وبما يشبه المنطق.
ما شاء الله. أستاذنا الكريم الأديب المؤدب طيب القلب والنفس والفطرة وليد، يغادر فجأة في غفلة من الزمن، في فترة تشهد فيها الساحة العربية ثورات شعبية من أجل الديمقراطية الحقيقية، ولكن وليد عاش الديمقراطية والمحبة واقعا ملموسا وملحوظا في بيته، ضمن الأسرة الصغيرة المتحابة المتناغمة، ولكن لحظات السعادة ربما قلما تدوم!! لا بل ولكنه الأجل، الذي لا يمكن لأحد أن يقرره أو يبدل أو يعدل في ما أراده المولى. قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ(لقمان:34).
فارقد يا وليد بسلام، فإنا والله ندعو لك المولى بالعفو المغفرة والرحمة، وأن يسكنك فسيح الجنان مع الصديقين والشهداء الأبرار، ويعلم الله أن من مات غريبا مات شهيدا؟! وأن من مات على رزق عياله فهو شهيد، وأنت وبعد رحمة من الله، جمعت بينهما بعونه تعالى. ثم ما بالك أن لك ثلاث بنات علهن يكن شفيعات لك ولوالدتهن يوم الموقف العظيم. فوداعا. وأما أمانتك -التي تسلمتها قبل ذهابنا من المستشفى إلى غرفة الاغتسال، حيث غسلوك بالماء الطاهر والسدر وحبات الثلج وغير ذلك، أجرهم على الله، وحيث توضأت أنت استعدادا لرحلتك الأخيرة إلى الدار الأخرى- فهي في الحفظ والصون لتسلمها أم راني إلى شريكة دربك أم رهف.
إنها ساعة يدك، أو آخر قطعة من حطام الدنيا، والتي ما فارقت معصم يدك حتى حان موعد لباسك الأبيض الطاهر!! والعجيب أن ساعتك تمضي في طريقها وتشير إلى الوقت والشهر، وهي الآن تشير إلى الخامسة وخمس وخمسين دقيقة، وإلى اليوم الخامس، وذلك من أغسطس/آب 2011 ميلادية أو الخامس من رمضان 1432 هجرية، دقات قلبك توقفت فجأة، ودقات ساعتك ماضية، هذه هي الدنيا، فوداعا يا صديقي، وداعا أبا رهف، وداعا، حتى نصير إلى ما صرتم إليه!! فإنا لله وإنا إليه راجعون. وأما اسمك يا معلمي وليد عبد الله أحمد القضاة، فيظهره غوغل قرابة 22 ألف مرة، وليتك حاضرا حتى تفسر لنا معنى ذلك، فهل هي عدد الزيارات أم عدد الحركات التي أجريت على نعيكم الذي نشرته معظم المواقع الإخبارية الأردنية.
بقي القول إنك كنت ترفع إصبع يمناك مشيرا بالتشهد، وهذا ربما يفسر اللحظات الأخيرة قبيل أن وافتك المنية إثر سكتة قلبية قاسية مفاجئة، لم تمنحك فرصة الوصول إلى الهاتف! لكنه الأجل المحتوم. فإنا لله وإنا إليه راجعون.
 الاسترليني يتراجع أمام الدولار الأميركي
الاسترليني يتراجع أمام الدولار الأميركي
 الاحتلال يتسلم جثتي أسيرين في غزة
الاحتلال يتسلم جثتي أسيرين في غزة
 صدور قرار حل حزبي إرادة وتقدم بعد اندماجهما
صدور قرار حل حزبي إرادة وتقدم بعد اندماجهما
 بدء تشغيل مراكز خدمات حكومية مع نهاية العام
بدء تشغيل مراكز خدمات حكومية مع نهاية العام
 ناغوج يحرز ميدالية برونزية بدورة الألعاب الآسيوية للمصارعة
ناغوج يحرز ميدالية برونزية بدورة الألعاب الآسيوية للمصارعة 
 لماذا بكى نائب الرئيس الاميركي
لماذا بكى نائب الرئيس الاميركي
 إطلاق حواريات تعزيز مشاركة طلبة الجامعات بالحياة السياسية
إطلاق حواريات تعزيز مشاركة طلبة الجامعات بالحياة السياسية
 إجلاء دفعة جديدة من أطفال غزة المرضى للعلاج بالأردن
إجلاء دفعة جديدة من أطفال غزة المرضى للعلاج بالأردن
 الأردن والسعودية يوقّعان الملحق المعدّل لاتفاقية تشجيع الاستثمارات
الأردن والسعودية يوقّعان الملحق المعدّل لاتفاقية تشجيع الاستثمارات
 إحالات للتقاعد وإنهاء خدمات موظفين حكوميين ..  أسماء
إحالات للتقاعد وإنهاء خدمات موظفين حكوميين ..  أسماء
 وزيرة التنمية تُطلق مبادرة بصمتنا لبيئة خضراء
وزيرة التنمية تُطلق مبادرة بصمتنا لبيئة خضراء
 الجراح: الشباب هم القوة المحركة للتنمية المستدامة
الجراح: الشباب هم القوة المحركة للتنمية المستدامة
 سحب من السعودية استضافة أول دورة للألعاب الإلكترونية
سحب من السعودية استضافة أول دورة للألعاب الإلكترونية
 القسام ستسلم جثتي محتجزين للاحتلال اليوم
القسام ستسلم جثتي محتجزين للاحتلال اليوم
 الحكومة تحدد تسعيرة المرور في طريق الحرانة - العمري  ..  تفاصيل
الحكومة تحدد تسعيرة المرور في طريق الحرانة - العمري  ..  تفاصيل
 مدعوون للتعيين في الصحة  ..  أسماء
مدعوون للتعيين في الصحة  ..  أسماء
 مخالفات سير جديدة سيتم رصدها إلكترونياً
مخالفات سير جديدة سيتم رصدها إلكترونياً
 ارتفاع إجمالي الدين العام للأردن
ارتفاع إجمالي الدين العام للأردن
 تعهد بـ 50 ألف دينار لمرتكب هذه المخالفة
تعهد بـ 50 ألف دينار لمرتكب هذه المخالفة
 عقوبة مرور المركبة دون سداد رسوم الطرق البديلة
عقوبة مرور المركبة دون سداد رسوم الطرق البديلة
 محافظة إربد: كنز سياحي مُغيَّب  ..  صور
محافظة إربد: كنز سياحي مُغيَّب  ..  صور
 وزارة الصحة تفصل 18 موظفاً ..  أسماء
وزارة الصحة تفصل 18 موظفاً ..  أسماء
 زيت شائع يدعم المناعة ..  وآخر يهددها
زيت شائع يدعم المناعة ..  وآخر يهددها
 وثائق رسمية تكشف مبادرة نجاح المساعيد بالطلاق
وثائق رسمية تكشف مبادرة نجاح المساعيد بالطلاق
 صناعة إربد واليرموك تبحثان التعاون لخدمة القطاع الصناعي
صناعة إربد واليرموك تبحثان التعاون لخدمة القطاع الصناعي
 عقوبات بحق أشخاص تعدوا على مسارات آمنة بعمّان
عقوبات بحق أشخاص تعدوا على مسارات آمنة بعمّان



 
										
										 06-08-2011 11:49 PM
 06-08-2011 11:49 PM 

