الصغير البائس

الصغير البائس

19-08-2011 04:38 PM

هذا الصبي الصغير الشقي تذرف الدموع عليه من دون أن تدري، هذا الصغير ولد في قرية صغيرة ولد من أسرة فقيرة لا تستطيع أن تؤمن قوت يومها ويبدأ الصغير في النمو ويدخل في معترك الحياة ويصل إلى المدرسة، لأول مرة يدخل هذه الحياة الجديدة فتجتمع عليه شلة من الأولاد فيضربونه ويضربونه كونه من بداية دخوله المدرسة كان واضحاً أنه طفل صغير بائس ويضحكون عليه ويقولون أنه لا يحس بضربنا ولكن كم كان يتألم هذا الصغير، وفي منزله كان مقموع وبين أصدقائه لا شيء، إنه عبارة عن فراغ وكان يعامل معاملة سيئة من قبل والده الذي كان يرفض دائماً ذهاب هذا الصغير إلى المدرسة بحجة أنه يجب عليه أن لا يتعلم وأن يعمل لكي يساعده، وعاش هذا الصغير طفولة مسلوبة وعندما كان المدرسين في المدرسة يحاولون التقرب منه وكان يرفض وكان يبدو عليه الخوف والرهبة الشديدة من المدرسين له في المدرسة، علماً أن هذا الصغير كان من الأذكياء وكان يحب الدراسة بشكل كبير وكان معه من الطلاب الصغار آنذاك من أصبحوا لهم شأن في المستقبل وأصبحوا ذوي سمعة طيبة، فأصبح هذا الصغير يدخل في عالم اليأس وبدأ يكره من حوله من أب وأخ وأصدقاء في المدرسة، لكنه كان يتعاطف مع أمه كونها هي الوحيدة التي كانت تقدم له بعضاً من الحنان والعاطفة، وفي يوم من أيام هذا الصغير استيقظ في الصباح كالعادة لكي يذهب إلى المدرسة ليتفاجأ أن والده قد أحرق الكتب وقال له أنني غير قادر على دفع مصروفك لكي تدرس، علماً أن مصروف هذا الصغير فقط كان (شلن) ومن وقتها بدأت معاناة هذا الصغير الذي كان يبني آمال كبيرة على الدراسة للخروج من الوضع السيء الذي كان يعيشه، وبعد أن مرت الأيام والسنين ومات والد الصغير أصبح يعيش هذا الصغير مع أمه وشقيقه الأصغر منه وبدأ يعمل من أجل أن يوفر لقمة العيش له ولأسرته كون أخوه بقي يتابع دراسته وبعد أن أصبح شاب تزوج من فتاة من أقاربه وبعد مرور فترة قصيرة ترك هذا (الصغير) زوجته، وكأن المشاكل التي واجهته وهو صغير بدأت في التأثير عليه في الكبر، وبعد وفاة الأم دخل هذا الشخص عالم آخر من اليأس وأصبح لا يحب أحد ولا يثق بأحد حتى أخوه الذي تخلى عنه بعد أن درس وأصبح موظف له مكانة وسمعة وأصبح يبحث عن عمل من مكان لمكان رغم أنه يمتلك مهنة محترمة لها وضع جيد في السوق.
وبعد مرور الأيام أصبح هذا الصغير يخوض حرب وحرب كبيرة مع نفسه في محاولة لكي يخرج من حالته لكنه دخل عالم آخر هو عالم الشك وعالم الحقد على الآخرين وأصبح يكره المجتمع كله ويحمله مسؤولية فشله في هذه الحياة، وتبين أنه يعتبر نفسه شيء كبير وإنسان غير عادي لكن ماضيه باقي فهو يبقى الصغير (البائس).


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد