شعب واحد أم شعوب عربية

mainThumb

19-09-2011 02:30 PM

منذ وعبنا على هذه الدنيا ونحن نتعلم في البيت أو المدرسة على أننا شعب واحد من المحيط إلى الخليج وان لاشيء يفرقنا لا في الأهداف ولا في التطلعات. كان أساتذتنا في المدرسة يشددون علينا بان نستعمل تعبير الشعب العربي وكانت تقوم الدنيا إذا قال احدنا الشعوب.

وكانوا يصرون على استخدام تعبير الوطن العربي. ما الذي تغير حتى صرنا نسمع تعبير الشعوب العربية ولا نلتفت إلى المقصد؟ اهو قلة اهتمام أم لم تعد الشعارات القومية تحرك فينا المشاعر.

 لقد كرسوا فينا الانقسام ونصبوا أنفسهم حراسا لتقسيمات سايكس- بيكو وجعلوا منا بيادق يحرقونها وقت ما يريدون للدفاع عن الكيانات الكرتونية التي أثبتت التجارب انه اوهن من بيوت العنكبوت وان جندي مارينز واحد حليق الرأس قادر على إسقاط نظام بأكمله. كنا نغنى لوطن يمتد بين الماء والماء فجعلوا منا مغنين لكراسيهم. جعلوا منا شعوبا بعد أن كنا لا نعترف إلا بشعب واحد وأمة واحدة. وسخرت أجهزة الإعلام لتكريس عبارة الشعوب العربية والعالم العربي بدل الوطن العربي. لقد رفضنا نظريات الحزب القومي السوري لأنه قال بوجود أربع قوميات عربية فما بالنا الآن نقبل بعشرين قومية.

ويستمر الإعلام الرسمي السخيف الذي لا يوظف إلا أشباه الإعلاميين وأكثرهم خواء بتكريس هذه المقولات لنلتقطها نحن ونرددها دون أدنى دراية.

يريدوننا شعوبا منقسمة إلى مزارع أبقار ليسهل السيطرة عليها وعلى جيوبها لان ما في الجيوب هو ملك لهم. في الخمسينيات والستينيات كانت الوحدة العربية قائمة بشكل غير رسمي على مستوى الشعب العربي كله وكان الانقسام بين الأنظمة. كانت فلسطين لكل العرب فكرسوها (للشعب الفلسطيني).

 كنا نغضب إذا رأينا خارطة سورية بدون لواء الاسكندرون , أما اليوم فلا احد يدري أين أصبح الاسكندرون. لقد قتل فينا الإحساس فلم نعد نشعر بشيء أم أننا اسقينا دواءا لقتل النخوة العربية فينا فأصبحت البلادة فينا هي الأصل. نتسمر أمام التلفاز فنشاهد سقوط بيروت وسقوط بغداد ثم نعد العشاء ونكتفي من النضال بشرب الشاي بعده. 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد