فعلها الرئيس عباس
برز في تلك الحقبة من الزمن اسمين هما وزير المالية الفلسطيني الدكتور فياض ورئيس الوزراء عباس وبدأت التحليلات السياسية تتناول هاتان الشخصيتان من جميع الجوانب فمنها من مدحهما ومنها من ذمهما واعطاهما الاوصاف والتي هي معروفة لكل مواطن عربي والتي تنبع من عقدة المؤامرة وان فياض فرض على المرحوم باذن الله عرفات لضبط الامول السائبة والتي يتصرف بها شمالا ويمينا والتأكد من ان اموال الغرب بالذات الممنوحة لتمويل المشاريع في الاراضي المحتله لا تذهب للمقاومين الفلسطينين وأما الرئيس عباس فدوره تصفية القضية وبالذات حق العودة ,ولما ان الدكتور فياض معروف بخلفيته الغربية الاروبية فلم يجد هؤلاء صعوبة بوصفه بالمتامر والعميل الغربي الذي جاء لينفذ مشاريع غربية امريكية ليخدم ويحافظ على الدولة العبرية من خلال التنسيق الامني وقيادة امنية امريكية ,اما الرئيس عباس فكانوا في بداية الامرمحتارين بامره والشيء المأخوذ عليه انذاك ان ليس له خلفية مقاومة ولم يكن بتلك الشخصية البارزة كبعض الشخصيات الاخرى بمنظمة التحرير فاخذت الكثير من الاقلام وبعض المحطات المعروفة بتسريب اشاعات متعددة ومتنوعة حول هذه الشخصية بسبب بروزها بسرعة و تفوقها على الشخصيات الاخرى بمنظمة التحرير و لا داعي لذكرها فهي اسطوانة مخرومة كما يقولون تعود المستمع العربي عليها.
من هنا قررت الكتابة حول هاتان الشخصيتان الفلسطينيتان في هذا الوقت بعد ان اعتلى الرئيس عباس منبر الامم المتحدة متحديا كل التهديدات لاشكره كعربي بالدرجة الاولى على هذه الشجاعة ولاضع بعض الحقائق عنهما بين يدي كل مواطن فلسطيني اولا ثم عربي ومسلم ثانيا والتي بعضها ملموس لكل مواطن فلسطيني وعربي, حيث اصبحت حقائق على الارض مثل مقومات الدولة من وزارات ودوائر امنية والقضاء و منها ما هو قرارات تنتظر التنفيذ وكل هذا يحسب لهتان الشخصيتان وبالذات الرئيس عباس وسابدأ به اولا لانه محور هذا المقال وامل ان يعرف الحميع بانه ليس لي اية مصلحة مع هذا الرئيس ولا أنا بموقع المدافع عنه ولكن لا بد من ابراز بعض من الحقائق لاعطاءه حقه وخاصة بعد كل الذم والقدح فيه الى حد وصلت بعض الابواق الاعلامية العربية وبعض اخوته بالصف الفلسطيني بوصفه بدمية باليد الاسرائلية والامريكية والذي انتج الانقلاب الذي قسم الفلسطينين الى دولتين و السبب لهذا الانقلاب كان ,ان عباس متأمر ومتفق على تصفية بندقية المقاومة الفلسطينية حين وصف صاوريخهم بالعبثية ,وبدأ ضبط الامن والسلاح بالضفة الغربية وغزة, ولكن مالذي حصل بعد ان سيطروا على القطاع ؟ هل سمح لاي طلقة او صاروخ يخرج من غزة؟. الجواب هو واقعة المساكين السلفيين والذي ذهب ضحيتها شهيد اردني ذهب الى هناك وصدق بان هناك حرية مقاومة فما كان الا انه وصف بالنهاية بانه مخابرات اردنية متامرة تعمل لصالح اسرائيل لتبرير تصفيته بدم بارد و تدمير الجامع على رؤوسهم من كانوا به والحجة ضبط النظام وعدم اعطاء فرصة للعدو الاسرائيلي وسبحان الله ما بين الامس واليوم.
هنا لا بد وان يسجل لعباس وللمرحوم باذن الله عرفات انه لم يحصل ايام سيطرتهم على القطاع اي قتل او تصفية بهذه الطريقة لأي فئة مقاومة ,والسؤال الذي يطرح نفسه ما الذي تغير؟ اليس القائم الان هو الذي كان قائما ايام حكم عباس لغزة؟ اليس الهدف نفسه عند وصفه الصوارخ المطلقة من غزة بالعبثية؟ الم يكن لهذه الصواريخ الباع الاطول في عدم تطبيق ما حصل بغزة من انسحاب فردي من قبل شارون والذي كان مصرا على تطبيقه في الضفة لو صبرنا ؟ اليس من الافضل كان انسحابهم ولو من جزء من الضفة واغلاق بعض المستوطنات ونقلها كما حصل بالقطاع ؟ اليس الذي حصل كان ذريعة تم استخدامها بذكاء من قبل نيتنياهو في رده على خطاب الرئيس عباس في الامم المتحدة؟ والاعجب اننا نجد حماس تقف في صف الامريكان والاسرائليين في هجومها على قيام الرئيس عباس بخطوة العضوية لدولة فلسطينية بالامم المتحدة ,والعجب هنا اننا نفهم الموقف الاسرائيلي والامريكي ولكننا لا نفهم موقف حماس . والسؤال الذي نطرحه , ما الذي ستخسره حماس ويخسره الفلسطينين اكثر مما خسروه حتى الآن من خطوة عباس هذه؟هل اعتبرتها خطوة انتخابية تخاف منها حماس فربما تزيد شعبية الرئيس عباس مما قد تساعده في الحصول على اصوات اكثر اذا ما قرر الترشح للرئاسة و يعود للرئاسة ؟ رغم انه اعلنها بصراحة انه لا يريدها.
كان المفروض على حماس ان تلعبها صح والواجب عليها وطنيا تناسي العدوات والاحقاد الشخصية والوقوف مع هذا الرئيس بكل قوة ودعمه امام دول العالم ولكن للاسف باعتقادي ان حماس وضعت عليها اشارة استفهام كبيرة بعد هذا الموقف وبعد التصريحات المفاجئة والتي اتفقت مع الاراء الامريكية والاسرائلية والاروبية والتي بالتأكيد سيكون لها مردود سلبي في المستقبل على حماس و بالذات اذا ما تم معاقبة الرئيس عباس كما فعل بالرئيس المرحوم باذن الله عرفات .كان الاحرى بها ان تنأى بنفسها عن هؤلاء حتى لو ان الرئيس عباس مخطيء وخاصة بعد تهاوي الانظمة الداعمة لها اخلاقيا في سوريا وايران, ولكن للحق والحق يقال انه فاجأ الاصدقاء قبل الاعداء بمواقفه الرجولية وابهر قادة كثير من زعماء العالم اثناء خطابه عندما قاطعوه بالوقوف والتصفيق له اكثر من مرة وان دل هذا فانما يدل على صواب قراره والا لماذا كل هذا الهوس الامريكي والاسرائيلي من هذه الخطوة اذا كانت كما يصفها البعض يانها مؤامرة لتصفية حق العودة والقضية بكاملها.
فعلها عباس حقا وخيب كل امال المتربصين والذين كانو منتظرين منه التراجع في اخر لحظة فجاءت هذه الخطوة لتخيب امالهم ولتفضح الكثيرين الذين يزايدون على صراحة هذا الزعيم والذي كان واضحا من اول يوم عندما قال في اكثر من تصريح وعدة مقابلات صحفية انه يؤمن بالتفاوض والمقاومة الشعبية السلمية دون لف او دوران لانه ادرك وربما كان يدرك هذه الحقائق منذ فترة ونتيجة لما حصل بالانتافضة الثانية التي قلبت الموازين كلها على رؤوس الفلسطينين فهذا الشخص لم يأتي ببرنامج مقاوم وفي نفس الوقت ابرم صفقة عدم اطلاق نار لا حدود لها تطلق فقط اليد الاسرائلية ليل نهار في استباحة الدم الفلسطينة وقتل زعمائه الاشراف ومحاصرة ابناءه المغلوب على امرهم في حين يتمسك الطرف الاخر بالتهدئه ,شيء يحير اين هي هذه المقاومة ؟ الا اذا كانت المقاومة من وجهة نظرهم هي فقط الهجوم على شخص الرئيس عباس ,وهنا اقول لهم : اليس الرئيس عباس من فصل محمد دحلان وهو يحاكمه اللآن ؟ اليس محمد دحلان هو الذي كان يتأمر على حماس ؟ فلو كان الرئيس عباس من المتأمرين لماذا يحكامه الان ؟اليست حكومة عباس من تحاكم بعض الوزراء وبعض الشخصيات المتنفذة بالسلطة بتهمة الفساد؟ اليس عباس الذي اوقف المفاوضات وصرح بكل صدق انها مفاوضات عبثية بل واوقفها ورفض العودة اليها بدون وقف شامل للاستيطان ومرجعية دولية ومواعيد زمنية محددة, رغم كل الضغوط المفروضة عليه والتي عجزت دول اروبية وعربية ان تقاومها في ظروف محتلفة؟, اليس عباس من استعد لزيارة غزة رغم الجراح ولم تتجاوب له حماس ؟ واخيرا اليس عباس من الذي خرج عن الطوع الامريكي الاسرائيلي حسب وصفكم له ,واصر على تقديم عضوية فلسطين كدولة كاملة السيادة بالامم المتحدة ؟ رغم انه يدرك ان اموال السلطة من امريكيا والضرائب التي تجنيها اسرائيل من البضائع الواردة للسلطة هي تحت امرهم , بل و يعرف انه لا يملك حتى الحركة الا بعد الموافقة الاسرائلية وعلى فكرة هذه ليست انتقاص من شخص الرئيس عباس بل هي شرف له لانه تحت احتلال, ومع كل هذه المخاوف والتي اعلن عنها بصراحة قبل توجهه الى الامم المتحدة, لم يرضخ وذهب وفعلها الرئيس عباس في الامم المتحدة واغاض ليس الامريكان والاسرائليين ولكن للاسف بعض الفلسطينين , اليس هذا غريبا ؟.
اما الدكتور فياض والذي يهاجم ليل نهار ويحارب فقط بسبب نزاهته والتي نادرا ما توجد هذه الايام حتى عند الاخوة المقاومين والتي تشهد لها حماس فهذا الرجل وللحقيقة وبدعم اكيد من الرئيس عباس قد احل الامن للفرد الفلسطيني بعد ان فقده نتيجة لمجموعة بلطجية جاؤوا للاسف من جنوب لبنان ولما انهارت السلطة نتيجة للفوضى بعد رحيل الرئيس عرفات والانتفاضة الاولى بدأ هؤلاء يمارسون نفس البلطجة ونظام العصابات المسلحة التي كانوا يمارسونها في لبنان وقبل ذلك في الاردن , وللاسف اسرائيل ليس فقط تريد هذا الاسلوب بل وتشجعه وهنا اعطى مثالا بسيط لفرض الامن هو ما حصل بمدينة نابلس المقاومة هذه المدينة العريقة كيف كان شخص من مخيم بجانبها يتحكم بهذه المدينة ويفرض اتاوات , الذي فعله الرئيس عباس ورئيس وزراءه الدكتور فياض هو انهاء هؤلاء البلطجية الى الابد , واما بخصوص المشاريع فكل قرية بالضفة تشهد له فأي شخص يستطيع ان يشاهد القرى الصغيرة ليجد المداخل النظيفة المسلفتة ومشاريع المياه والصرف الصحي متوفرة بها, اين هذه المشاريع في مدن عربية وليس قرى؟ بالاضافة الى النزاهة والامانة التي تشهد له كل المنظمات الدولية المانحة , اليست هذه انجازات تحسب له و للرئيس عباس وتعد من مشاريع الدولة السياسية و الامنية و الاقتصادية؟.
اما موضوع تعاونه مع الامن الاسرائيلي فهي اضحوكة الموسم ,هل اسرائيل تستشير الامن الفلسطيني عندما تشن الاعتقالات ليل نهار؟ فهذه الاراضي لا زالت محتله يا سادة وهم المحتل هو افشاء الفوضى والجريمة وما مهام هذه القوات الامنية الا فقط منع هذه الفوضى والجريمة اما مواجهة جنود الاحتلال فاكيد اي جاهل يعرف الجواب والذي يريد ان يعرف اكثر ليتذكر شهداء الامن الفلسطينيي عندما حاولوا الوقوف امام القوات الاسرائلية في الانتفاضة الثانية عندما صدق بعض الفلسطينين بان لديهم سلاح فأخذت راحتها اسرائيل حين ضربت الانتافضة بالطائرات والعالم له ما يرى ويسمع خاصة عندما عززت هذا المفهوم بعض الفضائيات بتصوير القناصة الفلسطينية وبعض الاليات العسكرية في طرق رام الله و كأنها قوات مسلحة وحصل ما حصل , فعلى الفلسطينين وأخص هنا حركة حماس وأقول هنا لا يوجد احد يزايد على شرفاء هذه الحركة الفلسطينة وعلى دماء شهدائها ابدا فكل التقدير لهؤلاء الابطال الذين تصدوا لجحافل الجيش الاسرائيلي ولكني اقول ان هناك طابور خامس في هذه الحركة يغرد خارج اهداف الفلسطينين والاحداث اثبتت اختراقهم لهذه الحركة المناضلة فدم الشهيد المبحوح اكبر شهادة على اختراق حركة حماس فمن مأمنك يؤتى الحذر , لقد جاء الوقت لان تدرك حماس ان اسلوب التخوين لن يجدي وعلى قادة واشراف حماس ان تضع يدها بيد الرئيس عباس وان تعطيه الفرصة للعمل وتدعمه لاعادة اللحمة الفلسطينية والتي هي مطلب كل فلسطيني وعربي بدل الهجوم والتخوين ليل نهار , لقد فعلتها يا سيادة الرئيس واثبت صمودا وصبرا لا يحتمل فكان الله بعونك على القادم ليس من الاسرائليين والامريكان والغرب بل من أبناء جلدتك.
وثائق تنشر لأول مرة عن قتلة هند رجب
الكرك .. اجتماع حول مبادرة الحد من تكاليف الأفراح والأتراح
ترامب يهدم جزء من البيت الأبيض لبناء قاعة رقص
برنتفورد يفوز على وست هام بالدوري الإنجليزي
إرهاق الملك .. بين عظيم الإنجازات والعمل الدؤوب
حالة الطقس في المملكة الثلاثاء
وزير الثقافة يتفقد عدة مشاريع في جرش
ارتفاع مؤشرات الأسهم الأميركية
أمريكا .. ترجيحات بانتهاء الإغلاق الحكومي هذا الأسبوع
تفسير حلم الامتحان للعزباء في المنام
دلالة رؤية ورق العنب للعزباء في المنام
مأساة قناة الملك عبدالله: صرخة تتكرر بحثاً عن حل جذري
الأردنية: فصل نهائي بانتظار طلبة شاركوا في المشاجرة الجامعية
وظائف ومدعوون للتعيين .. التفاصيل
اتفاق شرم الشيخ .. محطة جديدة في مسار الصراع
إغلاق طريق كتم وتحويل السير إلى الطريق الرئيسي (إربد – عمّان)
وزارة الأوقاف تغلق مركز الإمام الألباني للدراسات والأبحاث
إطلاق حزب مبادرة رسميًا لتعزيز العمل الحزبي وتمكين الشباب