قوم قعد هالبنت !

قوم قعد هالبنت !

27-09-2011 12:31 PM

حينما تكون جالسا بأمان الله على الكرسي في أحد الباصات وتنظر إلى المارة في الشارع , مستمتعا بكرسيك الممزق والذي تفوح منه رائحة السجائر ولكن لا يهم فأنت ما حصلت عليه إلا بعد ساعات من الانتظار تحت أشعة الشمس الحارقة , تتفاجأ بصوت رخيم أو غليظ لا يهم يقول لك ( بالله يا أبو الشباب قوم وقعد هالبنت) تقوم أنت بدافع النخوة أو (المخالجة) وتقف على الباب كالأسد الهصور على باب عرينه وترتاح هي، ثم تسمع نفس الصوت يقول أعطني (أجارك) ويقولها بطريقة تجعلك تشعر انك متطفل أو انك راكب زيادة ويتناسى كنترولنا المحترم انك كنت أول من ركب في باصه المهترئ.

كلنا بالتأكيد واجهنا هذا الموقف الذي يختلف الكثيرون في التعليق عليه فمنا من يقول أننا بدافع الشهامة والنخوة يجب أن نقف ونجلس البنت مكاننا ، ومنا من يقوم خجلا وخوفا من المشاكل خصوصا مع الكنترول الذي نصب نفسه وصيا على البنات، ومنا من يعمل بأصله وبدافع الدين الإسلامي الذي وصانا بالمرأة وأخلاقنا العربية الأصيلة يقوم وهو راض عن فعله لكل منا رأيه الخاص والمبني على أسس وقواعد ثابتة مما يجعلنا كلنا على صواب وأنا سأطرح رأيي الشخصي واترك لكم باب النقاش وإبداء أرائكم في ما يخص هذا الموضوع .

 إليك يا سيدتي يا من تقبلين على نفسك أن تأتي إلى موقف الباص متأخرة مع انك أمضيت أكثر من ساعة وأنت أمام المرآة تمارسين فيها هواية الرسم ولكن ليس الرسم على الأوراق وإنما الرسم بالماكياج على الوجه.

 نعم تأتين متأخرة لتجدين صفا طويلا من الشباب والفتيات المحترمات ينتظرون دورهم بإعياء ساعات طول الانتظار وتتوجهين مباشرة إلى رأس الصف متجاهلة العشرات الذين سبقوكي وتضربين بعرض الحائط كل مبادئ اللباقة والكياسة في التعامل ولا يهمك أي من الواقفين قبلك ولا ظروفهم التي قد تكون طارئة ولكنهم آثروا إلا والالتزام بالنظام .

 تقومين بالصعود إلى الباص الذي امتلئ للتو وتقفين في منتصف الباص وتبدئين بتوزيع نظرات الاستحقار للقليل من الشباب الذين حصلوا على مقاعد وكأنهم قاموا بعمل مشين بجلوسهم على الكرسي ليأتي الكنترول وبعصبيه ليس لها مبرر ويقول ((يا أبو الشباب قوم وقعد هالبنت مكانك وإذا الشب ما قام ببلش الكنترول أو حتى البنت يحكوا شو هالشباب اللي ما عندهم نخوة)) يا سيدتي أنتي لم تحترمي أحدا فكيف تطلبين من الناس أن يحترموكي .

نعم أنا برأيي انه ليس من المنطقي أن يقوم احد من الشباب ليجلس مثل هذه الفتاة لأنه إن فعل ذلك فهذا ليس من الشهامة في شيء.

سيقول البعض يا عمي إذا ما قعدتها مكانك ستتأخر عن محاضرتها وكأن الشاب الذي نزل ليجلس مكانه بنتا لن يتأخر عن محاضرته أيضا, نعم في مثل هذا الموقف أنا أرى أن البنت والشاب يتساوون وان الخطأ على الفتاة من البداية لأنها لم تحترم الوقت وصدقوني أنها ما كان عليها أن تصعد للباص وهي على علم بأنه ممتلئ لتحرج احد الشباب وتجلس مكانه.

إن النخوة يا صديقي الشاب مطلوبة ولا يجب أن نتنازل عنها ولكن لنعطي كل ذي حق حقه. من منا يسمح لنفسه أن يكون جالسا وهناك كبير في السن واقف على الباب ومن منا يسمح لنفسه أن يصعد للباص والوقت متأخرا ويترك إحدى الفتيات خلفه في المجمع ولا يأبه إن كانت ستجد وسيله توصلها بأمان لبيتها أو أنها ستتقطع فيها الطرق ومن منا يسمح لنفسه أن يترك فتاة في مكان غير امن لتبقى عرضة للاعتداء من بعض المشردين في المجمعات, ومن منا يسمح لنفسه أن يركب الباص في فصل الشتاء ويترك خلفه بعض الفتيات من دون أن يؤمنهن قبلا وخصوصا انه من الممكن أن تتقطع بهن السبل  -لا لن يقبل أي منا إذا كانت لديه نخوة أن يتجاهل هذه الأمور فكلنا لنا أخوات وأمهات ونحب أن يصلن بسلام إلى بيوتهن.

ومن منا يسمح لنفسه أن لا يجلس مريضا ومن منا يسمح لنفسه أن لا يكون عونا وسندا لبنات قريته أو مدينته أو حارته ولكن بالمنطق .

نعم أنا مستعد أن أقف دائما واترك مكاني لمن يستحق وصدقوني أن شبابنا يتمتعون بنخوة يحسدون عليها ولذلك لا يجب أن نستغل هذه النخوة .

 نعم يا سيدتي لا تستغلي نخوة الشباب في الاردن لتأخذي ابسط حقوقهم وهو كرسي مهترئ ممزق وتفوح منه رائحة السجائر .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد