حرية التعبير .. شعار أجوف يا "إخوان"

حرية التعبير   ..  شعار أجوف يا "إخوان"

05-10-2011 06:27 PM

يكشف الاعتداء  الذي نفذته مجوعة من الإخوان المسلمين بحق فريق اعلامي , من بين ما يكشف ,  أن  بونا شاسعا يفصل الإيمان بحرية الصحافة ومساندة الإعلاميين قولا , وبين ممارسة هذا الإيمان فعلا  على ارض الواقع .

فالتشدق بالحقوق قولا , وفعل نقيضها , لا يقودنا إلى قول الشاعر " لا تنهى عن خلق وتأتي بمثله ... إلى آخر البيت "  فحسب , بل يؤشر أيضا على عملية خداع وتضليل تمارس بحق الجمهور قبل الصحفيين .

فحينما تصرح جماعة ما , مؤكدة على حق الناس في التعبير وحق الإعلام في ممارسة عمله بحرية , وهي تضمر في داخلها عكس ذلك , فإنها , إلى جانب عملية الخداع والتضليل للإعلاميين ,  تكشف عن حقيقة شعاراتها الزائفة التي ترفعها من اجل كسب الشعبية فحسب. وبالتالي فهي تغامر بفقدان ثقة جمهور المواطنين ككل.

قد يبرر الاعتداء من قبل مرتكبيه , بأنه عمل فردي لا يعبر عن فكر وسياسة الإخوان المسلمين ,  غير أن الشواهد الواقعية تثبت أن ما حدث ليس كذلك للأسف . بل هو تعبير عن نهج فكري سلطوي تتبناه جماعات الإسلام السياسي ومنها جماعة الإخوان المسلمين التي تطرح نفسها كنموذج للإسلام المعتدل الذي يقبل بالأخر , فيما الوقائع المسجلة سواء في المملكة أو في بلدان أخرى من قبل هذه الجماعة توثق لحقيقة مواقف الإخوان المسلمين من قضايا الحرية والتعددية بشكل عام وحرية التعبير والإعلام بشكل خاص.

وحتى نتبين حقيقة هذا النهج الذي تمارسه جماعة الإخوان المسلمين وذلك البون الشاسع بين القول والفعل فيما يتعلق بمواقفها من حرية التعبير , نستعرض بعضا من نماذج ممارسات هذه الجماعة في بلدان وصلت فيها إلى السلطة وأصبح التشدق بالأقوال مسألة صعبة عليها فكشفت أفعالها حقيقة مواقفها ونهجها السلطوي الذي يتعارض أيديولوجيا مع حرية الرأي والكلمة والتعددية.

ففي قطاع غزة، أظهرت حكومة حما س ( الجناح الفلسطيني للإخوان المسلمين) , نيتها السيطرة على القطاع الإعلامي هناك ، معرّضةً حرية الصحافة للخطر حسب تقرير منظمة "مراسلون بلا حدود" المختصة في مراقبة الحرية الإعلامية في العالم  .

وتقول المنظمة في تقريرها السنوي عن العام الماضي والمنشور على موقعها الالكتروني  إن القوى الأمنية التابعة للحركة الإسلامية تعرقل عمل الصحافيين مانعةً إياهم عن الوصول إلى بعض أجزاء القطاع.

كما يؤكد التقرير تعرّض بعض الصحافيين لضغوط شديدة ليمتنعوا عن إصدار أي خبر توجه فيه انتقادات صريحة إلى حماس.

حيث يقع الصحافيون ضحية مضايقات، واعتداءات، وعمليات اعتقال اعتباطية وتعسفية إضافة إلى حظر تغطية عدة أحداث أيضاً. والقول ما زال لـ " مراسلين بلا حدود".

وفي مكان آخر يتولى فيه الإسلاميون مقاليد الأمور , تتراجع حرية الصحافة بشكل لافت وكبير . فتركيا التي يحكمها حزب العدالة والتنمية, أصبحت تصنف بين الدول الأكثر قمعا لحرية الصحافة تحت حكم الحزب ذي الجذور الإسلامية والذي يرتبط بعلاقات وثيقة مع التنظيم العالمي للإخوان المسلمين .

فتركيا تحتل اليوم المرتبة 138 من بين 175 دولة متراجعة 16 مركزا عن ترتيبها العام الماضي , حسب تقرير منظمة "مراسلون بلا حدود ".

هذان نموذجان من ارض الواقع يكشفان بشكل لا يدع مجالا للشك , حقيقة نوايا وفكر هذه التيار الذي يحتكر الحقيقة وينكر التعددية فعلا , ويلبس لبوس المدافعين عن الرأي الآخر وحرية التعبير بالشعارات والأقوال فقط.

فالاعتداء الذي تعرض له فريق الحقيقة الدولية , ليس معزولا عن هذا النهج المعادي للحرية الصحفية بل يعبر عن حقيقة الفكر الاستئصالي الذي ينكر على الآخر ليس فقط حريته في التفكير والتعبير بل وحقه في الوجود أيضا . وهذه سمة كل الأحزاب الشمولية التي تعتقد أنها تمتلك كل الحقيقة, وان تشدقت في شعاراتها بعكس ذلك. فهي شعارات جوفاء كغيرها من الشعارات العديدة المرفوعة في بورصة الكسب الشعبي الرخيص.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد