"ما عندنا غيرهم "!

mainThumb

19-10-2011 07:00 AM

تعودنا عليهم ومش قادرين نمحاهم من ذاكرتنا ، وصار عمري فوق الستين ، وطول عمري أسمع في أسمائهم من جد الجد إلى الأب إلى الابن فالأحفاد هم من يتقلدون المناصب في الدولة وكأنهم ماركات مسجلة وعلامات تجارية فارقة (( وما عندنا غيرهم )) ...والمشكلة أن بعض هذه الأسماء التي تتكرر تمتلك أكثر من جنسية وبعد

رفض (( أبو جنسيتين )) في التعيين في المناصب العليا أصبحنا نعاني من مشكلة بعد التعديلات الدستورية هي أننا لن نجد بدائل لهذه الماركات المسجلة ... والجواب المتوقع من صاحب القرار يقول (( يعني من وين نجيب غيرهم ...يعني نستورد من الصين !!! أو نفتح باب الانتداب لماركات أجنبية )) هذا هو الموجود وما فيش غيرهم !!!

نقول لصاحب القرار أن الأردن يمتلك من الطاقات البشرية المؤهلة والمثقفة والمتزنة والتي تغار على المصالح العليا ومن فئة الشباب الواعد تستحق مثل هذه المناصب أكثر من الماركات المسجلة والتي لم تفلح في إدارة البلاد اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا مما جعل بعض فئات الشعب تقوم في التظاهرات وتطالب في الإصلاح والتغيير لكثير من القوانين والأنظمة التي عفا عليها الزمن وما زالت تراود مكانها .

أقول لصاحب القرار أن شبابنا هم قاعدة الهرم وهم دعامات الوطن ، وفيهم ماركات مسجلة جديدة بدماء جديدة

تستطيع إدارة المناصب العليا في نشاط وحيوية واقتدار وما على صاحب القرار سوى دراسة ملفاتهم واختيار المناسب منهم دون الرجوع إلى والده وجده وجد جده لتسلم هذه المناصب وإنما الرجوع إلى سلم الكفاءة والمؤهلات العلمية والسلوكية والولاء والانتماء للوطن والقيادة ومن هنا نتخلص من أزمة الكراسي التي كانت تتقلدها ماركات مسجلة (( وما عندنا غيرهم )) .

لماذا لم يعين رئيس للوزراء مثلا من قرية صغيرة ومن عائلة فقيرة عانت من الفقر حتى يشعر الرئيس بفقر الشعب وجوعه ؟؟ لماذا لم يختر رئيس للوزراء من أي مساحة في أرض الوطن ومن رحم الشعب بغض النظر عن الجاه والمال والشيخة والقبلية لكي لا يتعالى الرئيس على شعبه كونه من ماركات مسجلة (( ومافيش غيرهم ؟؟ )) . نريد رئيسا للوزراء متواضعا وله خلق رفيع ويعمل في إخلاص ويضع مخافة الله بين عينيه .

أقول إن البلد بحاجة إلى تغيير الماركات المسجلة في ماركات أخرى شبابية متعلمة مثقفة متزنة منتمية وتغار على مصالح الشعب المحتقن الذي يعاني من قوانين أنهكت قواه وعطلت نشاطه . وحمى الله الأردن وشعبه وقيادته من طمع الطامعين وعبث العابثين لكي يبقى البلد في حالة من الاستقرار الذي بنيت على أساسه الحضارات والتقدم والازدهار .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد