إلى دولة الرئيس المكلف إشارات ومحاذير!

إلى دولة الرئيس المكلف إشارات ومحاذير!

22-10-2011 12:19 PM

حديث الناس والصحافة والاعلام يصور المشهد الأردني وكأن هنالك ثورة إسلامية يقودها الاخوان المسلمون لا لشيء جديد ولا لوقوف الشارع كله مع الاخوان ولا الحراك يقوده الاخوان ،ولكن إصرار الرئيس المكلف هو من يظهر الاخوان وكأنهم المسيطرون على الساحة وعلى كل المشهد الاردني، اي بمعنى أن السيد الخصاونة ذهب وبعيدا جدا في مغازلة الاخوان من أجل الحصول على عطفهم وأرضائهم بمناصب وزارية وكأن المفاوضات تجري على تقرير مصير الأردن السياسي لوقوعه في فراغ سياسي كما يحدث عادة في تساوي حزبين كبيرين في دوله ديمقراطية، وهذا حسب اعتقادي مؤشر خطيرعلى وشك ان يقع فيه الرئيس المكلف.


 هذا التركيز ليس له مبرر كون الحوار يجب أن يكون مع جميع شرائح المجتمع دون التركيز على فئة او جماعة معينة إذ أن ثقل الاخوان في المجتمع لا يتعدى ثقل عشيرة اردنية واحدة.. مطب اّخر وقع فيه وهو أخطر العقبات التي ستواجه الحكومة في هذا الجو المشحون ألا وهو تهميش الشباب وإقصائهم وتجاهل دورهم في الحراك المستمر في الضغط على الحكومه وصناع القرار وتجاهل ما حصل من إصلاحات وذلك يعود لهم لا لغيرهم إذ أنه من الملاحظ على نشاط الرئيس المكلف أنه ينصب على الحرس القديم وهذه صورة نمطية دأب الأردن عليها منذ عقود والاخوان جزء منهم يغيب مشهد الشباب في تنظيمهم وقياداتهم.

وفي تعليق عامة الشعب على التركيز على جماعة الاخوان وذراعهم السياسي جبهة العمل الإسلامي بإشراكهم في الحكومه ذلك يعود لسبب تحييدهم عن المعارضه وعدم مؤاّزرة الحراك الشبابي وهذا إذا حدث فعلا فإن مهمة الحكومه ستكون فاشله وليست حكومة إصلاح بل ستكون صورة مستنسخه عن الحكومات السابقه تعتمد على المحاصصه السياسيه والطائفيه والإستقطاب الفئوي الضيق ،أما قبول الاخوان في المشاركه ظاهريا من حقهم ذلك أما في الحقيقه فيعد كرشوه سياسيه في هذا التوقيت بالذات ،أتمنى أن لا يحدث ذلك لأنهم ببساطه ينتقلون من معارضه وطنيه إلى موالاه بثمن زهيد إذا ما قيس بالثوابت والنهج العام وإحترام فئات نخبويه من المجتمع وكما يخالفون بذلك مبادئ يصرون على طرحها دائما من ابرزها ان تشكيل الحكومه يجب ان لا يكون بالتعيين وبقبولهم مناصب وزاريه يعني مشاركتهم في قرارات الحكومه و سينسحبوا من الحراك وربما توقفهم عن المطالبه إصلاحات دستوريه ذات سقف عال بحيث أن أحد المحسوبين عليهم قد إستطاع أن يؤثر على شريحه بسيطه من الشباب في أحد أحياء عمان الذي يشكل نشاطا ملحوظا في الحراك بركوبه الموج او على مبدأ"الغايه تبرر الوسيله"مع أنه لم يسجل له أي نشاط في الحراك وأن دخوله عل الخط في هذا الوقت بالذات هوصعود على أكتاف شباب الحراك للحصول على اسهم تؤهله لدخول بورصة التشكيل المرتقب بإرسال رساله الى من يهمه الأمر بوصفه لهتافات الشباب بأنها هابطه وتمس رموز الدولة..

وقد لاقت دعوته عدم إستجابه كون الحراك شبابي غير مسيس وكون المجتمع عشائري أثرت فيه الإنتخابات النيابيه السابقه وتظهر فيه صورة الإستقطاب العشائري بوضوح واعتقد ان الرئيس المكلف لا يهبط لذا المستوى من الإستقطاب الفئوي الضيق بل ان رؤياه وثقافته تسع الوطن كله بما يتمتع به من صفات تؤهله لرئاسة حكومة تمر بتحديات صعبه مع ان طريقة التعيين لأي شخص مهما كانت صفاته تعارض الاصلاح والنهج الديمقراطي المحتذى بمحاربة الفساد وتجفيف منابعه بسيف القانون وانتم من أصحابه،ليقتنع الناس بأن وزارة تشكلت تفعل ما تقول وليس العكس، هذه رساله تحتوي على إشارات ومحاذيراتمنى على الرئيس المكلف أن يطلع عليها.


 Dr.roud@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد