القذافي ما بين العجرفة وطلب الرحمة
وحتى لا يفهمني خطأ بعض المحسوبين على هذا الطاغية وبقايا فلوله اقول لهم انني ضد ما فعله افراد من الثوار مع هذا الظالم جملة وتفصيلا وكان المفروض ان يجر الى محكمة ويحاكم امام العالم ليكون عبرة لكل زملائه واعوانه الذين لا زالوا لم يفهموا ارداة شعوبهم ويذيقونهم مرالعذاب بالقتل والتدمير والسجون, وسبب رفضي لهذا الاسلوب لانه اولا :بعيد عن روح التسامح الذي يجب على الثوار ان يتصفوا بها فالذي عانى من التعذيب والاهانة والقتل وثار ضدها لا يجوز ابدا ان يستخدمها والا لماذا هو ثار بالاصل ؟ و ما الفرق بينه وهذا الظالم ؟,ثم ان هذه اعمال ضد الانسانية وحقوق الاسير واهم من كل ذلك هي منافية لكل ما امرنا به دييننا الاسلام الحنيف ورسولنا الكريم الذي حثنا على كيفية التعامل بالحروب مع اسرى الاعداء. وحتى لا نذهب بعيدا عن هذا الحدث ونحمله اكثر مما يجب لا بد من تحليل دقيق لكل احداث ليبيا من قتل لشعبها وانتهاك لعرضه وتدمير لممتلكاته والتي لا يمكن تجزئنها وفصلها عما حصل للقذافي من قتل واعدام من قبل افراد من الثوار لذلك لا بد من القاء المزيد من الضوء والتحليل الدقيق لهذه الاحداث على النحو التالي :
اولا: لقد انتفض الشعب الليبي قي البداية سلميا للمطالبة بالحرية وبعض الحقوق والذي بدأ بالهجوم والحرب والقتل ضد هذا الشعب هو هذا الطاغية الظالم الذي حقر هذه الثورة ووصف ثوارها بالجرذان وامر بالزحف عليهم لتطهير ليبيا منهم , مما اجبرهم على الاستعانه بهذا الاجنبي (حلف النيتو) بعد ان فقدوا نجدة اخوتهم وجيرانهم و بعد ان امعن بقتلهم وقصفهم بالطائرات والصواريخ ,ولا احد ينكر ثمن هذه المساعدة , والثوار انفسهم يدركون هذا الثمن لكن المثل يقول ( الذي يجبرك على المر هو الامر منه ) فلو تخيلنا ان هؤلاء لم يجدوا من يساندهم ؟ هل كان القذافي سيرحمهم حين الامساك بهم ؟ سيعلق مشانقهم وسط الساحة الخضراء سابقا بطرابلس وكل ساحات المدن الليبية هذا اذا بقوا احياء لوصول هذه الساحات.
ثانيا : من الذي تبجح وسط الساحة الخضراء سابقا ومن على سورهذه الساحة في طرابلس وقال بالفم الملآن مقولته المشهورة سنزحف عليهم زنقة زنقة ,بيت بيت , شارع شارع ونطهرها منهم , اليست هذه كلماته ياسادة ماذا كان يعني بتطهير هذه المناطق غيرقتلهم , فلماذا التباكي على قتله من قبل افراد من الثوار هذه نتيجة حتمية لاي معركة والخاسر اما يؤسر او يقتل اما الكيفية فهذه ليست تحت السيطرة فهذا التطهيرالمقصود والذي امر به القذافي نفسه فانقلب السحر على الساحروذاق من نفس الكاس الذي كان يذيقه للخصومه.
ثالثا: لقد اعجبتني صراحة وجرأة مدير امنه (الضو) بعد اسره في مقابلته على شاشة العربية عندما سأله مراسلها عن سبب قتل الالاف من اللبيين على يد نظامه وما جرى من احداث درامية في معركة سرت الاخيرة والقتل الذي حصل و مقتل القذافي بهذه الطريقة كان رده ودفاعه انها نتائج معركة وفيها الرابح والخاسر اي انه لو قدر للقذافي ان يربح المعركة لكان اعدم كل من امسك به لانه مسبقا حكم عليهم بعملاء الغرب والخونة والجرذان .
رابعا: انني لست بالمدافع عن تصرفات هؤلاء القلة من الثوار ولكن لا يجوز ان نحكم على هذه التصرفات ونعممها على كافة الثوار فهذا كذلك ظلم مابعده ظلم , لان الذي اعدمه هم شباب ثار على هذا الظالم لما رأى من ظلم وقهر وهم بالنهاية مجموعات منفردة وليسوا جيشا منظما يأتمرون بقيادة , هم من حملة السلاح والتي ابرزتها الاحداث المتتالية بليبيا , لذلك لا يجوز تحميل هذا الحدث اكثر مما يستحق كل ما في الامر انها فوضى ناتجة عن معركة قائمه وبالفوضى كل شيء يحصل وهذا ما حصل وكان المفروض بالقنوات الفضائية التي نشرت الصورلمقتله ان تراعي حرمة الميت والاسير واذا ارد اهل القذافي ان يرفعوا قضايا فليس على الثوار بل على هذه القنوات, فالحرب هي الحرب وكل احتمالات التجاوز موجودة حتى في اعرق الجيوش , ولا افضل من مثال على تلك الجيوش, الجيش الامريكي وما حصل بالعراق وافغانستان من تجاوزات للقتل والاهانة الجسدية والنفسية لكل من اسر ,وجيش الاحتلال الاسرائيلي وما حصل بغزة من قتل واهانات للمدنيين ورجال المقاومة لا حصر لها على يد افراد من هذا الجيش.
خامسا: اما ان القذافي صمد ولم يقبل ان يخرج الى الدول المجاورة ويترك ليبيا ومعه المال والجاه , فهذا انا اسجل له هذه العبقرية والواقاعية ولكن ليس كما صورها اصحاب الجيوب المحشوة بدولاراته وانما هو اول من ادرك ما حصل للرئيس صدام حسين رحمه الله وكيف انه غدر به اقرب الناس اليه وسلمه للجيش الامريكي وتم التشهير به,فكيف لو ذهب القذافي الى الجوار فاكيد هو يدرك انهم سيسلموه بحفنة دولارات للمحكمة الدولية لانه يعرف اثمان هؤلاء من قبل وهو المجرب لهم في العديد من قضايا الفساد وكيف كان يشتري ويببع بهم ,مع كل الاحترام للفرق الكبير ما بين الحدثين فليس هناك تشابه في حالتي الاعدام فالرئيس صدام شخص مات بعزة وشجاعة قل وجودها هذه الايام على حبل مشنقة امام اعدائه وهم يرجفون منه رغم تكبيله, وللعلم فقد لقي صدام من الاهانات والاعتداء عليه قبل شنقه اكثر من القذافي قبل اعدامه لكن لم يسمح بالتصوير لمثل هذه الاهانات لخفظ ماء الوجه الامريكي والخونة المرعوبين, لكن صدام ظل صامدا ولم يطلب الرحمة من شانقيه بل كان يردد كلمات تحسب له (لا اله الا الله , بسم الله , فلسطين حرة ...الخ) على عكس القذافي والذي رأينا جميعا استجدائه والهلع البادي عليه وطلبه الرحمة بصوت مرتجف من الثوار ان لا يعدموه بكلمات (حرام حرام ...ارحموني ) فما كان من الثوار الا ان ردوا عليه انت لا تستحق الرحمة لانك لم ترحم .
سادسا:اما الشماعة التي يعلق عليها بعض المحللين السياسين من العرب المستعربة وبقايا كتاب الطغاة حول الاستعانة بحلف النيتو, فاقول لهم : الصغير والكبير بالعالم العربي يدرك ان لا حلف النيتو ولا الصين ولا روسيا ولا اي دولة تقدم الخدمات مجانا للامة العربية والاسلامية , نحن ندرك كل ما يروجونه هؤلاء الكتاب من كلمة اعادة احتلال الى سرقة البترول والشئ المضحك بل المبكي وكأن القذافي كان بالسابق يملك مال نفطه ويبيعه لغير هؤلاء المحتلين, الا يخجل هؤلاء من تحليلاتهم السطحية ويدركوا من هي الشركات التي كانت تستخرج نفط ليبيا بعهد القذافي ؟ انها ايطالية , فرتسية وامريكية , اين اموال هذا البترول الذي باعه القذافي ؟ اليست في بنوك الغرب حلف النيتو(سويسرا,بريطانيا, امريكيا وفرنسا) لمن باع هذا النفط ؟ اليس لحلف النيتو وحتى يفهم هؤلاء الكتاب الاذكياء ان اثمان هذه الصفقات البترولية والتي تستخرجها و تشتريها دول حلف النيتوتشتريها و تدفعها حسب ما تريد ,هذا بالاضافة الى اننا نشتري منهم من الابرة وطبق البيض الى الطائرة والسارة والاسلحة ...الخ وهم الذين يتحكمون باسعار كل هذه المواد فلذلك هم يدفعون بيد ويأخذون بيد اخرى و الذكي يعرف ان بترولنا بيدهم اولا واخيرا فلماذا كل التطبيل والتزمير والتضليل بكلمات قرفناها مثل السيطرة على منابع البترول والاحتلال الجديد هذه اسطوانات مشروخة قرفها الشباب العربي الذي اصبح واعيا للعبة المصالح الدولية ويدرك كل ما حوله.
نعم ياسادة هذه المساعدة مدفوعة الاجر ففي عالم تسوده المصالح التجارية وتتحكم به الشركات الكبرى والتي تأمر ساركوزي واوباما وكاميرون بما يجب عمله لرد الجميل لها على دعمها وايصالها لهم , نعم اوفقكم ان الثمن سوف يدفع بترولا من قبل الثواروهذا ليس جديدا.وبدل ان يدفع النيتو دولارات يدفع اسلحة وقنابل وتحرير اذا اردتم بتسميتها هكذا, والا لماذا لا يوجد هذا الحماس للتدخل باليمن او سوريا؟ لانهم يعشقون عيون الاسد وصالح كما تظنون, طبعا والف لا, انهم يبحثون عن مسدد لهذه الفاتورة فما الغريب بذلك ؟هذه مصالح لا احد في هذا العالم يقدم خدمات مجانية, والحرية دائما ثمنها باهض من المال والانفس الم يقل البعض انه مستعد للتحالف مع الشيطان لتحرير بلده؟, هو محق مع بعض التحفظ على الالفاظ , فالوطن غالي والعرض والحرية اغلى لكن هل يعني انهم سيكونوا شياطين بعد تحرير بلدهم وحصولهم على حريتهم وحقوقهم: الجواب طبعا لا اعتقد ذلك فالضرورات تبيح المحظورات .
اقول لهؤلاء ان الثورة الليبية سوف تنهض من ركام الدمار والدماء وسيعم الخير ان شاء على جميع افراد الشعب الليبي من هذه الثروة البترولية وليس على عائلة واحدة من الشعب الليبي كما كان سابقا , حمى الله الثورة الليبية والثورة المصرية واوصلهما الى ما وصلت اليه الثورة التنوسية ونصر الله الثورتين اليمنية والسورية ورزق شعوبها الحرية والتحرر من الطغاة لان فجر الحرية بدأ يشق طريقه الينا نحن العرب ونحن كباقي الشعوب بالعالم نستحق ان نتتنفس الحرية واكبر برهان اننا نستحقها انتخابات الثورة التنوسية المباركة.
وثائق تنشر لأول مرة عن قتلة هند رجب
الكرك .. اجتماع حول مبادرة الحد من تكاليف الأفراح والأتراح
ترامب يهدم جزء من البيت الأبيض لبناء قاعة رقص
برنتفورد يفوز على وست هام بالدوري الإنجليزي
إرهاق الملك .. بين عظيم الإنجازات والعمل الدؤوب
حالة الطقس في المملكة الثلاثاء
وزير الثقافة يتفقد عدة مشاريع في جرش
ارتفاع مؤشرات الأسهم الأميركية
أمريكا .. ترجيحات بانتهاء الإغلاق الحكومي هذا الأسبوع
تفسير حلم الامتحان للعزباء في المنام
دلالة رؤية ورق العنب للعزباء في المنام
مأساة قناة الملك عبدالله: صرخة تتكرر بحثاً عن حل جذري
الأردنية: فصل نهائي بانتظار طلبة شاركوا في المشاجرة الجامعية
وظائف ومدعوون للتعيين .. التفاصيل
اتفاق شرم الشيخ .. محطة جديدة في مسار الصراع
إغلاق طريق كتم وتحويل السير إلى الطريق الرئيسي (إربد – عمّان)
وزارة الأوقاف تغلق مركز الإمام الألباني للدراسات والأبحاث
إطلاق حزب مبادرة رسميًا لتعزيز العمل الحزبي وتمكين الشباب