هل المنطقة مقبلة على الحرب المنتظرة

mainThumb

07-11-2011 02:12 PM

في الاستراتيجية الأمنية للولايات المتحدة الأميركية , كما يشير إليها الرئيس الأميركي السابق نيكسون , يقع أمن إسرائيل في خانة المصالح الحيوية لأميركا , كما هو الحال بالنسبة للنفط في المنطقة العربية وإيران .

 وفي تفسيره لمعنى هذه الحيوية , فإن على الولايات المتحدة , في حال تهديد أي طرف لهذه المصالح أن تواجهه مواجهة عسكرية بالحرب المباشرة ودون تردد بغض النظرعن من يحكم من الحزبين الجمهوري أوالديمقراطي .

 دمرت أميركا العراق تدميرا ًعاما ً وأفرغته من قواه العسكرية والبشرية والمؤسسية والتراثية بنهب الوثائق التاريخية من المتاحف وآثارها التي تمثل شهادة حيوية على عراقة حضارة الرافدين وعلى غناه التاريخي وقدراته المتجددة في ثقافة أبنائه ووعيهم لمصادر قوة العراق وضرورة دوره الحاسم في مستقبل المنطقة , وكان هذا التدمير متعمدا ً, ليس بسبب الادعاء بامتلاك العراق لأسلحة كيماوية محرمة على الدول الأخرى باستثناء الدول الإمبريالية والاستعمارية – الاستيطانية التي تمثل إسرائيل نموذجا ً لها بل على تجرؤ! العراق على قصف فلسطين المحتلة بالصواريخ , ودعم المقاومة الفلسطينية .وقد مهدت لهذا التدمير بسياسة عداء فج وحصارافتقد كل القيم الإنسانية الموروثة والمبتكرة .

لم تهدأ الوسائل الإعلامية الغربية منذ عدة سنوات من تناول موضوع إمكانية تصنيع إيران لأسلحة نووية ( تهدد السلام والأمن في العالم !) , وتخشى من تهديد إيران لإسرائيل الذي تعلن عنه الزعامات الإيرانية بشكل مباشر, وهذا حسب مفاهيم الاستراتيجية الأمنية الأميركية مدعاة لردع إيران بالقوة العسكرية إذا لم تنجح الوسائل الترهيبية والتهديدات المتواصلة بضربة عسكرية , وتكرار الماورات التي يجريها سلاح الجو الإسرائيلي, وسياسات الاحتواء والحصار وفرض العقوبات التجارية والمالية والدبلوماسية .

في النتيجة النهائية لم تحقق الولايات المتحدة النتائج التي توقعتها من( انتصارها ) العسكري الذي حققته في العراق , بل خسرت , على الأرجح موقع العراق كقاعدة لشن عمليات عسكرية على إيران , الذي أصبح نقطة ضعف دفاعية عن تواجد ما تبقى من قواتها في العراق ,ولم تنفع الإغراءات المقدمة للحكومة السورية , كما لم تردع التهديدات الحكم السوري المتحالف مع الحكم في إيران بفك ارتباطه في مع النظام الإيراني , والتوقف عن دعم قوى المقاومة العسكرية للاحتلال الإسرائيلي .

 وتحت هذه الظروف , ومع مرورالوقت الذي تنشط فيه إيران في إقامة المنشآت النووية التي تقول إنها لأغراض توليد الطاقة , يبدو أن العد التنازلي للقيام بضربة عسكرية أميركية – أوروبية – إسرائلية للمواقع العسكرية الإيرانية يأخذ مجراه على عدة أصعدة تُفتعل فيها أحداث مثيرة لتشويه النظام الإيراني وتوجيه الاتهامات الواهية وتهيئة الرأي العام لقبول مراحل التصعيد الدبلوماسي والنفسي وإثارة مخاوف أقطار المنطقة من الطائفية والإثنية , من ناحية ثانية إثارة القلاقل والفتن وعدم الاستقرار في سوريا وفي لبنان وبالتحديد التحريض ضد حزب الله وقوى الممانعة والمقاومة اللبنانية بحجج مكشوفة في غاية السذاجة والتبجح والغطرسة , واستغلال مرحلة ما يسمى ( الربيع العربي ) بتحسب الدول العربية من التأثر بها وانشغال مصر في أوضاعها الداخلية , وتردد زعامات السودان والجزائر وتحسبهم لما قد تثيره الآلة الإعلامية الغربية وبعض أنصارها من توترات وتحركات في مجتمعاتها , والعلاقات المتوترة بطبيعتها بين دول الخليج العربي وبين إيران , تتحمل إيران مسؤولية مباشرة في توتيرها باحتلال الجزر الإماراتية , والإصرار على منع تسمية الخليج بالعربي بل بالفارسي , وعوامل تاريخية أخرى, عا عن المأزق الاقتصادي الذي تعاني منه عدة دول من الاتحاد الأوروبي وكذلك الولايات المتحدة , وهذا يحرض على اغتنام الفرصة بأقصر وقت ممكن.

 الضربة العسكرية لإيران في حكم المتوقعة بحسب فهم الاستراتيجة الأمنية الأميركية , و التعبئة الإعلامية ضد إيران في تصعيد مستمر وتتصاعد بتسارع ينبئ عن إمكانية توجيه الضربة العسكرية لإيران في وقت ليس ببعيد, ولكن ما نخشاه أن حسابات الغرب – إسرائيل لرد الفعل الإيراني ستودي في واد سحيق تغرق فيه المنطقة برمتها معهم .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد