التدريب مهنة من لامهنة له

mainThumb

11-11-2011 10:16 AM

جميع الدول تهتم بالتنمية البشرية بجميع مراحلها وابعادها، فلا تخلو دولة من وجود جهة حكومية هدفها الاساسي التنمية البشرية مثل المعهد الوطني للتدريب او معهد الادارة العامة وغيره، اضافة الى معاهد التدريب المهني، وايضا لا يوجد منظمة تخلو من قسم او احيانا ادارة تعنى بالتدريب والتنمية البشرية.

فهذا اعتراف رسمي باهمية التدريب وانه الوسيلة الابرز ويكاد يكون الاوحد لتحسين ورفع مستوى القدرات والمهارات والمعارف للمتدربين، ولا اعتقد انه يوجد موظف لم يخضع لبرامج تدريبية بغض النظر عن طبيعة عمله ومستواه الوظيفي.

كل ذلك كلام جميل والكل متفق عليه، ولكن المشكلة هي في من سيقدم او ينفذ التدريب اللازم. بالتأكيد الاجابة هي كل حسب اختصاصه، فالطبيب يقدم التدريب الطبي المناسب، والمهندس يقدم التدريب الهندسي اللازم، والفني يقدم التدريب الفني اللازم، الاداري يقدم التدريب الاداري الللازم، وهكذا.

 ولكن الغريب في الامر ان تجد الطبيب او المهندس يقدم برامج تدريبية متخصصة ومتقدمة في الادارة بحجة انه مهندس علما بانه لم يعمل في مجال الادارة اطلاقا حيث يوجد بعض المهندسين ممن يشغلون مناصب ادارية عليا وخضعوا لبرامج متعددة في الادارة فمثل هؤلاء لا بأس عليهم، على عكس المهندس الفني البحت فهذا بالتأكيد لن يفلح بتنفيذ اي برنامج اداري. والادهى من ذلك ان تجد ممن يحملون درجة البكالوريوس في التربية الاسلامية وينفذ برامج ادارية متخصصة ومتقدمة بحجة ان لديه الاسلوب الرائع في التقديم!!! فهل هذا يكفي بربكم ؟ فالادارة بحثياتها هي علم وفن ومعرفة ومهارة في تطبيق مبادئها واسسها، فلا بد للمدرب ان يعرف اساسيات الادارة ومبادئها ونظرياتها وبشكل متعمق وكل ما هو جديد في هذا الحقل المعرفي المهم والحيوي الذي يدخل جميع مناحي حياتنا، اضافة الى اطلاعه على العديد من التطبيقات والنماذج الخاصة بذلك.

ومن هنا فليس كل من لديه القدرة الوقوف امام حشد من البشر ان يقوم بتنفيذ برامج ادارية متقدمة، فمثل تلك البرامج لها اهلها المختصون بها ممن درسوها واتقنوا فنونها ومهاراتها وتكتيكاتها، فليس كل مهندس او طبيب بارع في تخصصه ناجح في الإدارة والتدريب الاداري. لذلك لماذا هذا التعدي الصارخ على مهنة التدريب الاداري ؟ .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد