صحيفة السوسنة الأردنية

قبل أيام معدودة صادفت الذكرى العاشرة لرحيل الفريق البطل مشهور حديثه الجازي الذي اختاره الله لجواره ، والحديث عن ذكرى الفريق ألجازي ليس مناسبة للبكاء على الإطلال والعودة للوراء ولكنها مناسبة لنتذكر قيّم الرجولة والشرف في معناها الحقيقي لكي تتعلم أجيالنا القادمة وتعرف هذه النماذج التي قدمت وأعطت لوطنها وأمتها بلا مقابل .

 وأنا من الذين يقولون ويؤكدون أن الفريق مشهور ألجازي بطل يوم الكرامة الحقيقي لم يأخذ حقه الكامل في وطنه ولم نرى على سبيل المثال إطلاق اسمه على مدينة أو قرية أو مشروعا كبيرا أو ميدانا عاما أو حتى شارع كبير في الوقت الذي نرى أسماء أخرى البعض لا يعرف أصحابها أو أنهم ممن عرفوا في مجال البزنس وبيع مؤسسات الوطن والسمسرة على حساب الوطن ، ولذلك مشهور ألجازي الرمز والقيمة لم يأخذ حقه في وطنه وصدق الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام عندما قال ذات يوم لأصحابه ( لا كرامة لنبي في وطنه ) .

ونحن نقول أننا نعيش في زمن المعادلات الصعبة وعكس الحقائق وكل عام تمر فيه ذكرى الكرامة ولا نرى تكريما لبطل الكرامة اللهم باستثناء التغني بالشهداء الذين هم أفضل منا جميعا والذين لو عادوا للحياة مرة أخرى للعنوا كل المتاجرين بأسمائهم بالباطل وباعوا الكرامة التي صنعها الشهداء في صفقة وادي عربة المخزية وأكملوا المؤامرة ببيع مؤسسات الوطن التي ساهم فقيدنا الكبير مشهور ألجازي ببنائها مع رفاق دربه وأبناء جيله من الرجال الأبطال .

 ذكرى رحيل مشهور ألجازي مناسبة لنا نحن الغالبية العظمى من الشعب الكادح المنكوبين بحكومات اللصلصة وبيع الوطن ، إنها مناسبة لنكمل رسالة مشهور ألجازي ونوحد صفوفنا ونعمل على ما ناضل من أجله السلف الصالح ومنهم البطل مشهور حديثه ألجازي لنكمل المشوار الذي بنوه .

إن هذه الذكرى تتطلب منا جميعا وحدة الصف والعمل من أجل وطننا وأمتنا خاصة في هذه الظروف التي يحاول حتى الخونة والمأجورين المكشوفين لكل الدنيا استغلالها ليتحول ربيعنا من ربيع عربي انطلق من دول الاعتلال والعمالة والتبعية ليسقطها إلى مشروع أمريكي صهيوني في الاتجاه المعاكس تماما لمصلحة أمتنا وشعبنا ورأينا احتلال العراق وليبيا من قبل قوات الناتو بقيادة الشيطان الأكبر أمريكا وعملاءه الذي يسميهم الإعلام الناطق بالعربية بالثوار إلى أحداث سوريا المؤسفة التي لا يشك عاقل أن من يحركها المخابرات الأمريكية والموساد الصهيوني والرجعية العربية المتمثلة فيما يسمى بالعربية السعودية ودويلة قطر .

ذكرى البطل مشهور ألجازي دعوة لنا لوحدة الصفوف وتعزيز وحدتنا الوطنية في كل قطر عربي وهي سلاحنا الأقوى لمواجهة المخطط الصهيو أمريكي في المنطقة الذي يريد ثورة مضادة تماما للثورة العربية التي انطلقت من تونس ومصر واليمن والبحرين والمناطق الشرقية في الجزيرة العربية .

 وفي هذه الذكرى نحي القائد والبطل والفارس العربي وابن الأردن البار الفريق مشهور حديثة ألجازي أسد يوم الكرامة وبطلها الحقيقي الذي لم يكرم بما يليق به وبدوره العظيم في ذلك اليوم الخالد ، لأننا للأسف أصبح يحكمنا أشباه الرجال ومن باعوا الكرامة وأصبحت مأتم وادي عربة مرجعيتهم السياسية وأساس وجودهم الأمني والبوليسي وحكومة الظل الحاكمة الزائلة لمزبلة التاريخ وذلك بإرادة الشعب الذي أنجب أمثال مشهور حديثة ألجازي .

 رحم الله بطلنا العظيم واسكنه فسيح جنانه ، فقد عاش حرا ومات كريما وما عند الله أبقى .

alrajeh66@yahoo.com