هل التدخل الامني مطلوب ام مرفوض ؟

mainThumb

14-11-2011 07:31 AM

لقد لوحظ في الاونة الاخيرة كثرة الكلام عن تدخل المخابرات في امور متعددة في الحياة الاردنية السياسية منها والمدنية وانتقل هذا ليكون من ابرز الشعارات لبعض من المظاهرات ايام الجمع في العديد من مناطق المملكة ,وحتى لا يفهم ضعفاء النفوس كلامي هذا كالعادة ويفسرونه بطريقة خاطئة والحكم المسبق عليه والذي بدا بالظهور في الكثير من المقالات والتعليقات عليها , اريد ان اوكد انني مواطن اردني بسيط ولا املك منصبا ولا حتى وظيفة ولا اسعى الى اي منها وكل همي هو ان يمرر الله الثلاث سنين القادمة على خير واحصل على تقاعد واعود لاستقر في بلدي مع عائلتي , من هنا امل ان يتم قراءة مقالي بطريقة مجردة وكونها راي بغض النظر اذا توافقت مع رأي القاريء اي كان او اختلفت معه, واعود للموضوع وهو دور المخابرات الاردنية, وحتى نفهم ان كان بالفعل هناك دور ام لا بطريقة صحيحة لا بد ان نضع الامور في نصابها من خلال التركيز على ما يعاني منه المواطن الاردني من مشاكل بالاساس و ما يتطلع اليه من مطالب وهل حقا المخابرات الاردنية هي المسؤولة عن بعض مما يعاني منه المواطن الاردني من مشاكل و عدم تحقيق مطالبه ؟ من هنا ساتناول هذا الموضوع من خلال العرض لبعض القضايا الحساسة والمثارة في الدواوين الاردنية وعلاقتها بهذا الدور المزعوم وهي:


اولا. الفساد :

ان كل مواطن اردني يدرك ويعرف ان اهم مشكلة يعاني منها المواطن الاردني هو الفساد , وهذه الكلمة باختصار شديد تعني افساد الحياة المدنية والسياسية للمواطن الاردني بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى ,فالفساد اصبح ظاهرة غير عادية في وطننا الاردن فما ظهر من قضايا مثل  قضية المصفاة , والكازينو الى الباص السريع الى بعض القضايا المتعلقة بامانة عمان الا جزء بسيط مما هو خافي على المواطن الاردني ,والتي  ابرزت الفساد المالي بشكل واضح ,ان مثل هذه المشاكل هي التي افسدت على المواطن الاردني الكثير من الفرص الاستثمارية النافعة هذا لو تم استغلال هذه الاموال المنهوبة والمهدرة للصرف على حياة المواطن الاردني البسيط, , فأين دور المخابرات بمثل هؤلاء الفاسدين انهم للأسف وزراء ,تجار ومدراء دوائر رئيسية في الاقتصاد الاردني, ليس فيهم اي فرد من دائرة المخابرات ,وان كان هناك دور لها فهوكشفهم و احضارهم والقبض عليهم وزجهم بالسجون ومنعهم من السفر.


ثانيا. الفساد بالتوظيف :

ان البطالة هي ظاهرة عالمية فهي موجودة في اكبر واغنى دول العالم فهي موجودة في اوروبا وامريكيا ودول الخليج فنحن كاي من هذه الدول نعاني من قلة الوظائف وكثرة الخريجيين بالاضافة الى قلة الموارد الطبيعية, واما التدخلات التي تتم فهي محدودة لا تعدوا اكثر من بعض المجاملات للاسف من قبل بعض الوزراء وبعض المدراء والنواب الذين يقدمون المساعدة للمحسوبين عليهم بطريقة خفية وعلى استحياء للحصول على بعض الوظائف سواء بالقطاع العام او القطاع الخاص وطبعا كلنا كاردنيين نرفض هذا السلوك جملة وتفصيلا, فالقطاع العام, الكل يعرف ان التوظيف به يتم من خلال ديوان الخدمة المدنية وهناك معايير يتم تحديدها وكل شخص يستطيع ان يتطلع عليها ويعرف رقمه ويتم التوظيف حسب هذه الارقام و ضمن اجراءات الامتحان التحريري والشفهي في بعض الاحيان ويتم الاعلان عن الاسماء بالصحف الرسمية , ربما يكون هناك بعض من التجاوزات ولكنها جدا محدودة ويستطيع اي اردني ان يقيم الدنيا ويقعدها فيما لو حصلت ولكن السؤال هو اين هي التدخلات للمخابرات العامة وكيف؟ , هل تتدخل في تقديم الارقام او المقابلات او الامتحانات مثلا ؟, انني اشك بكل هذا ,واذا حصل لماذا لا يعترض من هو في المسؤولية؟ وللمعلومية فان نسبة التوظيف بهذا القطاع ضئيلة جدا لا تتجاوز 10% ,اما القطاع الخاص فهو حر والوظائف متوفرة لمن يسعى لها.

ثالثا.تسمية الوزراء :

 ان تعيين أي وزير المفروض ان يتم ضمن معيير الكفاءة والولاء لهذا الوطن وان يكون سليما امنيا فلا يعقل ان يتم تعيين وزيرا دون المرور بذلك فدور المخابرات الزامي للنواحي الامنية , وهذا متبع في معظم دول العالم الديموقراطي, ولكن القول بانها هي التي تسمي الوزراء ففي هذا بعض من التجني عليها , فكما هو معروف في الاردن ان هناك وزارات لا بد من ان تمر من خلال جلالة الملك وهذه لا بد ان تتم بالتشاور معه من قبل رئيس الوزراء المكلف واخرى تتم من خلال رئيس الوزراء نفسه والذي يتشاور بها مع كل الجهات المسؤولة في هذا الوطن من ضمنها المخابرات , وهذا يتم في كل دول العالم الحر,وحتى في الولايات المتحدة ,اوروبا واسرائيل الذي يحلوا للبعض التغني بديموقراطياتها فكم من وزيرأو حتى رئيس وزراء تم اساقطه و منعه من التوزر بسبب فضائح مالية او اخلاقية في هذه الدول, فهل سألتم انفسكم من الذي اسقط هؤلاء؟ اليست السي اي ايه والموساد ودوائر المخابرات في هذه الدول, انها حقائق , لذلك فالمسؤولية تقع على عاتق رئيس الوزراء المكلف بالدرجة الاولى فاذا كان هناك ما يدعون من تدخل فلماذا يقبل مثل هذه التدخلات وهو المكلف من اعلى سلطة بالمملكة ألا وهي صاحب الجلالة, دعونا نضع الامور بنصابها انها فقط المجاملات والتي تحصل من قبل بعض الرؤساء الذين كلفوا بالسابق لجهات معينة وبعض اصحاب النفوذ ليس الا, لتوزير بعض الاشخاص بغض النظر عن الكفاءات وتتم المحاصصة بينهم والتي بالنهاية ندفع ثمنها نحن المواطنين الاردنيين وهكذا تدور الايام ويرث ابن الوزير اباه الوزير.


رابعا.الفساد والانتخابات :

الشيء المحزن ان يزج بالمخابرات في تزوير الانتخابات , نعم هناك بعض التدخلات من قبل المخابرات في بعض الدوائر ولكن هذا التدخل لا يعدوا عن كونه تدخل فردي عشائري بشكل او باخر وليس تدخلا مبرمجا وسياسة من قبل ادارة المخابرات العامة و اكاد اجزم انه فردي لصالح مرشح عشيرة على اخرى ضمن المماحكات والشللية في مثل هذه الامورما بين عشيرة واخرى أو حتى ضمن العشيرة نفسها,لأن افراد هذه الدائرة بالنهاية هم من هذه العشائر ونحن مجتمع عشائري بالنهاية, ان المخابرات اذا ارادت ان تتدخل ضد مرشح فمن يمنعها؟, من الاول تستطيع ان تمنعه من دخول الانتخابات نهائيا من خلال اساليب الكل يعرفها وهي تمارسها كل مخابرات العالم , فاذا سمح له بالدخول الى المنافسة بالانتخابات فلماذا تتدخل ضده بعد ذلك؟, ان مشكلة الانتخابات يا سادة هي تكمن بعدم اقتناع جمهور كبير من المواطنبن وهي الفئة الصامتة والتي تشكل الغالبية ببرامج الكثير من المرشحين الذين يدخلون هذه الانتخابات بالتبويس والاحضان في بدايتها وبعد الفوز يسلم براس اصابعه لان كل ما يهمه هو البرستيج والفلوس والجاه ولا شيء اخر واذا كان له برنامج فهو كيف يوظف اقاربه والمحسوبين عليه وكيف يملاء جيوبه فبل المغادرة هذه هي الحقيقة وهنا لا اقصد التعميم , فدور المخابرات محدود وربما يكون قبل الترشيح وهذا حق تمليه الحاجة الامنية ومعمول به في اصقاع الدنيا واما اثنائها وان وجد فهو فردي جهوي وليس سياسة على مستوى الدائرة ولا دخل لها بهذا التصرف, فلذلك ما افرزته الانتخابات السابقة هو راجع لعدم توجه هذه الغالبية الصامتة والقادرة على قلب الموازيين على رؤوس بعض المنتفعين من النواب وابراز مجلس نيابي حقيقي.

والشيء الذي يحسب لهذه الدائرة هو عدم التدخل مطلقا في امور الرأي العام والرأي الفردي فالكل يدلي برايه بحرية ودون خطوط حمراء ولا تعترض عليه ولا يزج بسجون لا هو ولا من يمت له بصلة قرابه, كما يحصل في العديد من الدول المجاورة , فلماذا كل هذا الهجوم على هذه الدائرة التي يمتن كل اردني اصيل لها بما يتمتع به من امن وامان ؟, هل هناك مخطط  لتفكيك هذه الدائرة ليخلوا الجوا للبعض بتدمير هذا الوطن ؟ هل هناك مؤامرة من جهات خارجية تدرك ومنذ مدة ان الاردن قوي بقوة ومتانة هذه الدائرة ؟ لذلك لا بد من تأليب الشارع عليها , لا احد ينكر بان كل دوائرنا الحكومية وللاسف اصابها بعض من الفساد و لااحد ينكر ان هناك بعض الاخطاء لكن تم معالجتها من فبل صاحب الجلالة حفظه الله بتعينه مديرا جديدا لها يشهد له بنظافة اليد وحسن الاخلاق, فلماذا كل هذا التحامل والتطبيل والتزمير من خلال المظاهرات او المقالات, لنعطى مدير هذه الدائرة الفرصة الكافية ,وهنا لا بد لي من اوضح الاتي :
 

•    ليس للمخابر دخل في مدير فاسد او وزير فاسد او نائب فاسد اعطى الاولوية لاقاربه ومحسوبيه بالتوظيف انها مسؤولية كل افراد المجتمع لكشف ومحاسبة هؤلاء الفاسديين.
•    ليس للمخابرات اي دور في مسؤول فاسد يقوم بسرقة اموال وزارة او اي هيئة حكومية فهذا فاسد من اصله وجاءته الفرصة ليمارس فساد اخلاقه ,انها مسؤوليتنا جميعا فنحن كلنا مسؤوليين عن ايصال هذا المسؤول الفاسد الى هذه الوزارة  من خلال دعمنا له بالانتخابات او بالترشيح أوتزكية العشيرة.

•    ليس للمخابرات اي دورفي ذلك السائق الفاسد الذي يقطع الاشارة وهي حمراء ويدوس الناس كونه يملك الفلوس والمال واباه فاسد , نحن من اتخمنا جيوبه بالمال من خلال الشراء والبذخ الغير مطلوب
•    ليس للمخابرات اي دخل بذلك التاجر الفاسد الذي يسرق جيوبنا الاردنيين ليل نهار ونحن نبتسم له ونصفق له ولا احد منا يتصدى له ويوقفه
•    ليس للمخابرات اي دخل في فساد ذلك الوزير والذي تم اختياره من قبلها اذا جاز لنا الكلام والجزم بمثل هذا التدخل ليخدم بلده واذا به من اكبر السارقين فهو بالنهاية حرامي من عند اهله وهو غير مربى على الاصول و في النهاية هو مواطن للاسف اردني خان ضميرة ووطنه ولا يجوز باي حال ان نلوم المخابرات لانها وثقت به .

لنعترف يا سادة ان المشكلة ليست لا بالمخابرات ولا باي دائرة ولا بوزير او نائب او حتى مسؤول , انها بنا كافراد فالفرد الاردني فبل عشرين عاما ليس هوالآن واسالوا انفسكم , انظروا الى شورعنا تجدون اشكالا متنوعة من فساد الاخلاق (تجاوزات , قطع اشارات حمراء, شتائم ,قناوي , هوشات ), اما اذا اردت شراء اي شي فسترى  فساد الاخلاق من غش وسرقة في رغيف الخبز الى السيارة ,واذا اردت السير بالشوارع او ممرات المشاة امام المحلات التجارية فستجد ان التاجر لم يستأجر المحل بل ممر المشاة والشارع ونجده فارش بضاعته بالجهتين وجالس اما عليها ان كانت كنب كما هو في شارع ايدون باربد كمثال او يقف امامها كما هو الحال في العديد من الشوارع بعمان واربد ومدن اخرى ,والمصيبة اذا اوقفت سيارتك امام محله فستجده استشاط غضبا وكأنك اعتيدت على املاكه, فماذا نريد نحن الاردنيين اكثر من هيك حرية , اذا كان هذا حالنا مع وجود تدخل للمخابرات كما تدعون فكيف لو ما في تدخل والله ما في احد مضمون يصل بيته و الا كل واحد فينا شكل دولة .

 لنعد الى فهم هذا التحول بالاخلاق في مجتمعنا الاردني الحبيب والذي كان الكل يتغنى باخلاقنا وكرمنا وانتظامنا من اخواننا العرب واصدقاؤنا الغير عرب قبل ان نفتخر ونتغنى به نحن, ولم يعد لنا الا امننا والذي نتمتع به والذي اسأل الله ان يديمه علينا ويحفظ هذا الوطن ومليكه من كل الفتن ما ظهر منها وما بطن فاليقظة اليقظة ايها الاردنيون النشامى ,ولنعد الى الاساس , الى العائلة ونربى اولادنا كيف يحترموا هذا الوطن وهي كلمة لا اريد ان اشرحها ,الكل يعرف ماذا يجب ان نعلم اولادنا فاذا صلحوا صلح المسؤول والنائب والوزير والتاجر والموظف لان هؤولاء هم بالنهاية اولادنا عندها سنقضي على الفساد وسنشعر بكامل الحرية التي ننشدها.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد