ترى الى اين نسير باداراتنا .. ؟!!

ترى الى اين نسير باداراتنا  .. ؟!!

16-11-2011 06:05 AM






يعتبر  الأردن من مقدمة الدول التي يتخرج سنويا من جامعاتها اعدادا كبيرة ممن يحملون شهادات بتخصص الادارة ولكن المعظم من هؤولاء الخريجين غير مؤهلين أو بالأحرى غير ناجحين بادارة اية مؤسسة أو شركة ..أو ....تُرى أين مكمن هذه المشكلة وماسببها ..؟!! 

من يستلم اية ادارة يجب عليه أن يكون مسؤولأ قبل ذلك ويعرف كيف يتحمل مسؤولية الادراة قبل ان يستلمها ومن وجهة نظري تحمُّل المسؤولية فنٌ لا يتقنه جميع المدراء وسبب ذلك أنه مازال لفظ  "المدير" لدينا يستعمل كمرادف للسلطة والهيمنة وهو مرادف عجيب للكلمة، والأعجب منه أن يستخدم مع كلمة "مسؤول" نفس المرادفات التي تعني الهيمنة والسلطة.. مع أن مسؤول تعني أنه سوف يُسأل عما يقوم به.. ومازال الكثير من المدراء يؤمنون بهذا المعنى .. لكني أعتقد أن المعظم لا يحب هذا الكلام؛ لذلك أدعوكم إلى أن تنسوا مرادفات الهيمنة والسلطة وتتذكروا المرادف الوحيد الصحيح وهو "الرعاية" فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، كما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

قد يتيح لك عملك الجديد وارتقائك لسلم المسؤولية ومنصب ادراتك الجديد  فرصة عدم التوقيع عند الحضور والانصراف في دفتر الحضور والانصراف، لكن عليك أن تتذكر أن تكون قدوة لموظفيك وأن توقع في مكان آخر هو عيون وقلوب وعقول زملائك أو من هم ضمن رعيتك ومسؤوليتك الان ، فأنت مثال حي لكل من يعمل معك، وإذا لم تكن قدوة فلن يتبعك أحد، كما أنه عليك ألا تتوقع من الآخرين أن يبذلوا قصارى جهدهم، ما لم تقم أنت بذلك، كذلك احذر من كبوات الجياد المسماة بنوبات الغضب، فلو ارتفع صوتك بالصياح مرة واحدة فتوقع أن تتحول مؤسستك بعد قليل إلى خلية من (الزقرط) وللتعريف هي حشرة تشبه النحل ولكنها لا تنتج العسل ، بل يسمعك دوماً الطنين واللسعات التي تعطل مسير الخلية او العمل ..!! إن القائد القدوة هو الذي يخطط ميدان المعركة لزملائه ثم يسبقهم إليها. ..

عزيزي المدير ان من اسلوب الادارة الناجح  ان تكون كالصحفي بطريقته لنقل الخبر الصحفي بتواجده بموقع الحدث والخبر ...وأن تخرج وتباشر عملك من مكان الحدث وهذا الأسلوب بالعمل او طريقة الادارة  من الميدان لا يخص الصحفي فقط  ..لكن الخروج من مكتبك والنزول الى مواقع عمل موظفيك وعمال مؤسستك هو مكانك ايضا ..

وكله تمام.. الأمور تسير بانتظام شديد.. العمل يتم على أكمل وجه.. لا شكاوى.. لا مقترحات.. بالتأكيد أن هذا الكلام هو كلام الورق الذي يخدع أحيانًا، أما الإدارة فشيء آخر.. الإدارة هي أن تكون هناك بجوار العاملين تسألهم وتعيش معهم.. تشعر بحرارة الأماكن غير المكيفة فتشتعل في نفسك جذوة الحماس، إن المُنتج او المُخرج الذي يخرج من مؤسستك لن يشعر به الناس إلا إذا عرفت أنت قيمته.. ولن تعرف قيمته إلا إذا عايشت لحظات بنائه حجرًا حجرًا..

عندما تكون مديرًا صحفيًّا.. سوف تشخص المشكلة بدقة، كما تستطيع أن تصف العلاج الفعّال لها.
بمعنى لا تضع نفسك ببرج عاجي بعيدا عن موظفيك وتغلف نفسك بغلاف يحجزك عنهم وعن تواصلك معهم والاحساس بمشكلاتهم بحجة أنك أرفع منهم منصبا وأنك مديرا تتغلف وتختبيء وراء هذه الكلمة تكبرأ وخيلاءوما أجملك ياسيدي عندما تنزل وتترجل عن كرسيك الناعم الوثير وتخرج من غرفتك المدفأة والمكيفة ذات السجاد الوثير والرائحة الزكية لتدخل مكاتب صغار موظفيك وتشارك العمال بمكان اعمالهم ..تواضعك هذا واحتكاكك بهم وشعورك وتدخلك بحديث يخص اعمالهم وحل بعض مشكلاتهم ..هذا وحده يزيدك فخرا وشرفا ...جربه  مرة وستقول فورا ما أحلاه من شعور ..!! 

عندما تكون مديرًا صحفيًّا: سوف تسخر من التقارير الورقية التي تخبرك أن كل شيء تمام.. وأنه لا مشاكل على الإطلاق.. إنني قرأت عن أحد أهم صانعي بُنِّ القهوة في العالم الذي يُصِرُّ في صباح كل يوم أن ينزل إلى مطاحن البن؛ ليضرب بيده وسط البن ثم يرفعه ليستمتع برائحته، ولا يذهب إلى مكتبه قبل أن يجلس مع عماله ليستمتع معهم بفنجان قهوة الصباح، فهل شربت قهوة الصباح مع من كانوا زملائك ذات يوم أو مع موظفيك في ميدان معركتهم.. أقصد مواقع عملهم؟!



نحن جميعًا كجبل من الصخر أو الجليد.. ما يظهر منا أصغر مما يختفي.. فلكل منا شخصيتان: الظاهرة، الباطنة.. يرانا الناس بشخصياتنا الظاهرة، وقد يستطيعون معرفة بواطننا من تصرفاتنا؛ لذلك كن على طبيعتك وسط الناس.. ولكن اعمل على تحسين هذه الطبائع. إذا كان من طباعك أنك تحب النوم كثيرًا، فهذا يعني أنك سوف تَحْضُر متأخرًا، أو على الأقل غير مهندم أو عيونك حمراء، كل ذلك يراه مَنْ حَولك فيك فيثير لديهم انطباعًا منك بالكسل؛ لذلك عليك بتحسين تلك العادة.

وذلك بالآتي:

قم من نومك قبل موعد نزولك من البيت بساعتين على الأقل. ولتكن أول من يأتي إلى العمل. وتناول طعام إفطارك مبكرًا. وقم بالمرور على مواقع العمل والميدان مع أول ساعة عمل.

إن الله تعالى قد جعل للكون نواميس، فجعل الليل لباسًا، وجعل النهار معاشًا، وحين نحارب هذه النواميس فإننا بذلك نظلم أنفسنا.


تستطيع في أي وقت أن تُحرج وتقف وتقول بين الناس جميعًا: هذا الموظف كسول.. أو إنه أخطأ في عمله.. أو إنه دائم التأخير.. وسوف تكسب الموقف، ولكن دعني أسألك أيهما أولى.. أن تكسب موقفًا ضد موظف ارتكب خطأً أم أن تكسب قلب موظف فيستحي أن يخطئ في عمله من أجل إرضائك، وعند ذلك فلن تعلن ظلام الخطأ، بل ستكون مُوقدًا لشموع العمل، وليتك تنطق بشكر أ لموظف هنا وتُحفّز عاملا هناك ...وتعالَ معي نستمتع ببعض فقرات البحث الرائع "لجيمس ميلر"، والذي يتكلم فيه بعض الموظفين عن مديريهم.. يقول أحدهم: نسميه "حَلالُ العُقَد" فله حل مبتكر لكل مشكلة؛ مهما كانت معقدة، وهو يرصد مكافأة شهرية لأفضل مبتكر لكل جديد يساهم في رفع الإنتاجية أو تقليل النفقات، عندما يكون في المكتب تشعر أنك لن ترتكب أي خطأ، ويرجع الفضل لطريقته الماهرة في المتابعة والتحفيز. ويقول الآخر: "ليس مجرد مدير، بل قائد لفريق، كل شيء لديه يسير وفق خطة مدروسة يعرف كل موظف موقعه فيها بدقة، وهو يحرص على توعية الموظفين بالمهام المنوطة بهم؟، ثم يدرس معهم اقتراحات التنفيذ والأداء، ويترك لهم حرية تحديد فترة العمل التي تكفي لإنجاز المهام تبعًا للخطة.
 اذن عزيزي المدير الناجح هذا كله يتطلب منك أن :

تبرز السلوك الإيجابي أكثر من السلوك السلبي، فالسلوك الإيجابي يجعل الموظفين يحتذون به، أما السلوك السلبي فهو يشجع  الموظفين على اقتراف أعمال سلبية، بحجة أن هناك أعمالاً أكثر سلبية يتم اقترافها.ولتحرص على إعلان المكافآت وأسبابها.

تجنب محاولات المنافسة والمقارنة بين الموظفين والتقليل من شأن موظف على حساب الآخر ولو كان مخطئا وذاك مبدعا ، لا تقل لموظف أبداً: إن فلان ينتقد عملك، بل على العكس، قل له: "إن فلاناً يحيِّي فيك كذا وكذا".. ولترّبت على كتف المحسن، وتجاوز عن المسيء ولكن لا تنسَ أبداً إساءته حتى يصير محسنًا.. افتح قنوات الاتصال الحر.. هاتفك.. بريدك الإلكتروني.. الرسالة الفورية.

احرص على إبراز رسالة المؤسسة أو الشركة أو الوزارة أو أي مكان أنت تستلم مهام ادارته كلما سنحت الفرص لذلك. . ولتجعل العاملين عندك كفريق كرة القدم لكلًّ موقعه، ولكن إذا أحرز أحدهم هدفًا فإن الجميع يهنئه حتى ولو كان من المدافعين. ودائما ركز على النتائج والمُخرجات  وحاول دعمها وتعزيزها وشكر محققيها . . لاتحسس موظفيك والعاملين تحت امرتك وادارتك انك لست أهم منهم، وحسسهم فقط انك أكثرهم مسؤولية. لأنك لن تستطيع قيادة الناس بدفعهم من الخلف إذ يجب أن تسير أمامهم أولاً ليتعلموا كيف يتبعوك . انسى كلمة  "أنا" تذكَّر "كلمة نحن ونحن فقط ". ولتكن حكمتك في ادارتك يرزق الله تعالى الطيرَ الحبَّ، لكن الحَبَّ لا ينبت في الأعشاش. قائد الفريق الناجح والمبدع يبنيه .. ويُحْرِز به أهدافًا.. ومن الصفات الجميلة جدا التي يجب ان تتوفر فيك عزيزي المدير الناجح أنه عندما يتحدث عاملك أو موظفك عن نفسه لا تقاطعه أبدًا ومهما كان مجال كلامه او حديثه . . وايضا أنه كلما ساعدت الآخرين على النجاح.. كلما ازددت نجاحًا.

   الصمت وسيلة من وسائل التعبير عن الرأي لكن ليس بكل الأوقات لأن هذا الموقف اذا زاد عن حده انقلب ضده وأدى الى الشعوور من قبل الموظف الموجه اليه صمتك احباطا وتسفيها لطلبه او رأيه أو تحقيرا لشخصه  .

 ومن الجميل جدا أن تستطيع أن تكسب موقفًا من زميل، لكن الأفضل أن تكسب قلبه.. لا الموقف.
   ومن الحكمة الجميلة أيضا وهذه وجهة نظر ايظا إذا كنت تظن أنك وصلت إلى القمة، فلن تبذل أي جهد في سبيل مزيد من الارتقاء


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد