رأس الحكمة مخافة الله ورأس الاصلاح هبة الله

mainThumb

05-12-2011 11:08 PM

يقال  أنه اذا اراد أحد ان يعرف عدد النجوم في السماء وأسماء السمك في البحار وكمية العشب في الحقل وعادات الحيوانات في الغابات من دون أن يكون فيه خوف الله , فان معرفته هي مثل الماء في اناء مثقوب , وان استطاع أحد ما أن يحرز كل أفكار الجنس البشري وان يتنبأ بمصير البشر وان يظهر كل ما تخفيه الأرض من أعماقها من دون أن يكون فيه خوف الله , فان معرفته هي مثل الحليب مصبوبا في وعاء نجس يفسد الحليب بأكمله, وفي ساعة موته حكمته لن تلمع , لا بل تكون مثل قطعة من الفحم غير مشتعلة وفي ليلة رقاده سوف تزيد من ظلام موته. فاذا ما أراد الانسان أن يكون قريبا من الله ويخافه فعليه أن يستدير من الطريق الخاطئ ويأخذ البداية السليمة لأن من يبدأ بشكل صحيح فلن ينتهي الا بشكل صحيح, فأولئك العظام الذين جاهدوا وبذلوا كل غال ورخيص وكانوا كلهم عطاء لا يعرفون ليلهم ولا نهارهم فكانوا مملوئين بخوف الله, فهم هؤلاء اللذين غيروا وجه التاريخ وأحسنوا اخلاصا للأمة وعرفوا الله حق معرفته وصرخوا عند ساعة موتهم طالبين المغفرة والرحمة  ( رب اغفر وارحم انك أنت خير الراحمين).
ان مخافة الله هي ملح التقوى الكاملة وخوف الله يستر العورة ويشد المعدة ويجعل القلب رزينا  ويحسن الفكر والتدبير ولا يجلد غيره بل يبدأ بجلد ارادته الذاتية, فأين الندامة من دون خوف الله وأين التواضع وأين ضبط النفس واين الصبر وأين العفة والخدمة والطاعة؟
فالحكمة مرتبطة مع مخافة الله ومن لا يخاف الله في أعماله وأفعاله فلن يصل الى درجة الحكمة المتوخاة, فهي الاصابة في القول وخشية الله رأس كل حكمة وكمال العبد متوقف على الحكمة وكماله بتكميل قوتيه العلمية والعملية فالأولى بمعرفة الحق والثانية بعمل الخير وترك الشر وعندها يكون متمكنا من الاصابة في القول والعمل. ولما كان الله تعالى قد فطر عباده على عبادته ومحبة الخير والقصد للحق , بعث الله الرسل مذكرين لهم بما ركز في فطرهم وعقولهم ومفصلين لهم ما لم يعرفوه , فانقسم الناس الى قسمين , قسم أجابوا دعوتهم فيتذكروا ما ينفعهم  وفعلوه وما يضرهم فتركوه, وهؤلاء هم أولوا الألباب وقسم لم يستجيبوا لدعوتهم بل أجابوا ما عرض لفطرهم من الفساد وترك طاعة رب العباد.
فالحكمة قد تكون غريزة وقد تكون مكتسبة, بمعنى أن الانسان قد يحصل له مع المران ومخالطة الناس من الحكمة وحسن التصرف ما لا يحصل له لوكان منعزلا  عن الناس , على أن ما يحصل من الحكمة بالممارسة والتجارب فهو من الله عز وجل فهو الذي قيض له من يفتح له أبواب الحكمة وأبواب الخير وقد يهب الله الحكمة لمن يشاء اذ يقول الله سبحانه وتعالى (يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤتى الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا)
فالحكيم من يتنازل عن البعض من المطلوب ان لم يكن يدرك جميعه ومن يقتنع بدفع الشر ان لم يحصل ما قصده من الخير فان لم يستطع دفع الشر كله دفع بعضه وخففه عن الناس , وهو من يلطف ما اشتد على الأمة من صعاب ويساير الأمور من كل باب ولا يميل الى اليأس بل يميل نحو السعي دون كلل أو ملل ودون أن يدركه الضجر والسآمة ويتلقى الأمور بصدر رحب منشرح مستعينا برأي أهل الخيرة  والوقوف مليا عند الاشتباه حتى ينكشف له ما كان خافيا.
فالحكيم يجب أن يكون مصلحا ويقضي بالعدل والا فانه لن يكون قد بلغ درجة الحكمة المطلوبة. وها نرى قيادتنا الهاشمية لها حضور  ووجود تملأ المكان ناضجة في عقليتها وتصرفاتها ومليئة بالحب لشعبها وها هو قائدنا كما نراه  جل عمله حب وحياته حب يرى الأشياء بمنظور قوي ويتفقد رعيته بين الحين والآخر لكي يتحسس أحوالهم ويعمل ما يملي عليه واجبه اتجاه ربه وخلقه. فاذا ما اجتمعت الحكمة والاصلاح في أي انسان ما فانه والحالة هذه يمتلك  القلوب ويصبح أهلا للثقة والطاعة, وهذا ما نراه في هذه القيادة الحكيمة التي لا تألوا جهدا لكي تحقق العدالة والرخاء لرعيتها حسب امكانياتها وقدراتها. فقيادة كهذا هي هبة من الله لشعبها فلا نكون كبني اسرائيل اللذين قالوا لنبيهم اذهب أنت وربك وقاتلا انا ها هنا قاعدون ولكن لنقل اذهب أنت وربك فقاتلا انا معكما مقاتلون.
فما أحوجنا الى النضج الحقيقي وما أحوجنا الى التسامح الذي سيمنعنا من رد الاساءة بالاساءة وما أحوجنا الى من يعيد فينا براءة وعفوية الأطفال, وما أحوجنا الى أخذ الموعظة والعبرة مما نراه في عالمنا اليوم اذ يقتل المسلم أخاه وتسيل الدماء وتزداد الكراهية والبغضاء بين الشعوب مما يؤدي الى كوارث انسانية لا يعلم مآلها الا الله. فلتكن هذه الأحداث دافعا لنا لنتآلف ونتصالح ولنكن يدا واحدة تحت قيادة هاشمية هباها الله لنا اذ يكفينا أنها  من سلالة رسول الله الهادي الأمين.
فلنبقى أطفالا بالروح مهما كبرنا جسديا وماديا نجمع ولا نفرق ونرفع مصلحة المجتمع فوق المصالح الفردية ولنهيئ ظروف السلامة الدينية لأمتنا وننشر وسائل الهداية ونطمس وسائل الغواية والفساد ان كان ماليا او اداريا.
وأما ما نراه من جشع وحب للمنصب والجاه على حساب الغير الذين لهم الأولوية والأحقية فلعمري ان هذا لشيء مؤسف يستحق على البطانة التي أوكل اليها تحمل المسؤولية أن يتقوا الله في أعمالهم وتعييناتهم التي لا يدري أحيانا بها سيد البلاد رعاه الله , فليعيدوا الحقوق لأصحابها  وليعيدوا النظر في ما اتخذ من اجراءات ليعاد الحق الى نصابه. فرأس الاصلاح يطلب ممن يتحملون مسؤولية هذه الأمة أن يتوخوا العدالة ونشر الأمن والأمان في ربوع هذا البلد الهاشمي الأصيل بعروبيته واسلامه.
فلنتعلم من الزهرة البشاشة ومن الحمامة الوداعة ومن النحلة النظام ومن النملة العمل ومن الديك النهوض باكرا , ولنعانق هذه الكلمة كحقيقة مقدسة "رأس الحكمة مخافة الله" ولندع الله أن يزرع في قلوبنا الخوف منه في كل أعمالنا وسلوكياتنا , فعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم وعلى قدر الكرام تأتي المكارم, وهكذا نرى مكرمات سيد البلاد على أمته وما أكثرها  فله منا كل الحب والتقدير. والى رأس الاصلاح أهديه هذه الأبيات الشعرية النثرية قائلا:
1-    نعم الاسم "عبدالله "أبا لرسول أضاء الأرض والسماء
2-    قمر قد اكتمل فيه نور حق وبهاء
3-    وحبا الله الأردن ب "عبدالله "آخر فيه كل العطاء
4-    يمضي مسطرا في كل يوم صفحة غراء
5-    تملأ أعمالا فيها الرضا وفيها البناء
6-    وخلفه شعب يعمل جاهدا يحالفه الولاء
7-    فكل مجد لا يكل وعنده حسن انتماء
8-    يعمل دوما كخلية النحل بعزة واباء
9-    يسعى جاهدا لخلق دواء لكل داء
10- يهدف الكل دوما بحزم نحو الارتقاء
     11- ويحكمهم قائدا سمحا يعمل في صفاء
     12- وهو يرعى شعبه من دون اعياء أو رياء
     13- كتلة من الأخلاق يرقى بها قمم الخلود منازلا شماء
     14- ويسعى دوما للعلو بحبه للعلم دون ارتواء
     15- يقول لشعبه بعزمكم يقام في قمم الجبال لواء
    16- فلنشدد على يديه معا ولا نعاديه نلبي النداء
    17- فهو رمز الاصلاح فلنخدمه بعين تملأها البراء
    18- وهو حقا يستحق منا كل تقدير وثناء


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد