الراقصة والسياسي

الراقصة والسياسي

17-12-2011 07:20 PM

منذ فترة وانا اراقب الحراك الشعبي الخاص في الاردن عن بعد ، واتأمل في مكوناته وتلاوينه المختلفة ان كانت اسلامية او قومية او يسارية او حتى بعض الشخصيات التي قفزت الى الواجهة دون سابق انذار لتصنع من نفسها ابطالا وقيادات لذلك الحراك ، فتنظم مؤتمرا هنا او تجمعا هناك ، مهما كان عدد المنتسبين له ثم تعلن عن تحالفها مع تلك الجهة او ذاك الحراك والهدف كما يرديدون الاصلاح ولا بديل عنه ومحاربة الفساد والمفسدين ! .

ورغم عدم اختلافي مع اي جهة مما ذكرت ، فكلنا يرغب بالاصلاح واجتثاث آفة الفساد واسترداد مقدرات البلاد وان نرى بلادنا خالية من كل رموز الفساد والمفسدين ، وان يكون العدل والحرية هما سيدا الموقف ، الا انني وقفت على بعض الشخصيات التي اثارت فضولي بعد تمحيص وتدقيق بهويتها ، فدفعني فضولي القاتل في اغلب الاحيان للبحث من خلال معارفي واصدقائي عن شخصية تكرر اسمها في الحراك مؤخرا ،  وخاصة بعد تنطحها للعمل السياسي دون سابق انذار وانا اعلم ان صاحب تلك الشخصية  لم يمارس السياسة  في حياته ولم يخصص لها ولو جزء بسيط من وقته لانشغاله دوما بالليالي الحمراء حتى ساعات متأخرة ، حتى ان اغلب فنادق عمان الفارهة تعرفه بالاسم لا لانه زبون جيد ولكن بالنسبة لهم هو من اصحاب ( سجل على الدفتر .. واذا اخذت بالدين خذ رطلين ) ، ولكن السؤال كيف اقتحمت تلك الشخصية عالم السياسة وحاول ايهام نفسه وغيره من البسطاء واحيانا اخرى المثقفين والسياسين بانه " دينكيشوت" المرحلة ؟!!


السؤال يجيب عليه احد اصدقائي والذي قال لي بان ذلك الشخص يختبئ وراء اسم عشيرته المعروفة والتي لها ثقل بين العشائر الاردنية الاصيلة ، فأقنع نفسه في احدى الليالي بانه ينطق باسمها – اي عشيرته – وان له وزنا فيها معتمدا على امواله التي جمع جلها من الاعطيات والهدايا والفهلوة – على حد تعبيره - إما من بعض معارفه من جنسيات دول النفط العربية او مما وقعوا في شراكه ، ثم قرر بعد ذلك خوض الانتخابات النيابية الاخيرة ففشل بها فشلا ذريعا ، ولكي يخفي حقيقة فشله جير ما حصل معه لتدخل من اطراف اخرى واطلق العنان لمخيلته وخبراته المتراكمة بالنصب والاحتيال بان يتهم طرفا ويطلق سهام فشله عليها .

وبعد فشله في الانتخابات حاول ان يركب موجة المعارضة علها انقذته من خيباته المتكررة فقرر دفعة واحدة انشاء حزب سياسي والتقرب من احزاب وشخصيات معارضة عل نجمه يسطع ويذكر في المجالس ، الا ان فشله لازمه والسبب واضح ولا يحتاج الى تفسير ، فما كان منه ان دعا الى اقامة مؤتمر في مضاربه لعل لفت الانتباه  لشخصه ، وقد استطاع ان يحشد معارفه وعدد قليل من اقاربه على مضض ، وقد اصر على اقامته رغم رفض المحيطين به لكي لا يخرج صفر اليدين كالمعتاد .

لم تتوقف طموحات السياسي العتيد وصاحب القلب الشريد فدفعه جنون العظمة مرة اخرى ليتخذ قرارا حاسما ليركب موجة اخرى هي موجة الاعلام وبالتحديد تقليعة المحطات الفضائية عله يجد مبتغاه ، لكن السؤال يتكرر كيف سيوفر الاموال لتلك المحطة ؟؟!! ، وما طبيعة الاخبار والمواضيع التي ستطرح فيها ؟!.

سننتظر ونرى هل سينجح مشروعه او يفشل مرة اخرى كما فشلت سابقاته .. الايام ستكشف لنا هذا .. لكن الخوف ان يكون القدر اسرع من طموحه وان يكون العدل والقانون له بالمرصاد وان يقوم من احتال عليهم او استدان منهم بالمطالبة بحقوقهم فيكون مقره ومقر افكاره خلف القضبان ، ولعل هذه المرة سيجد الوقت الكافي ليكون في خلوة جديدة مع نفسه وخاصة اذا طال الامر عليه خلف تلك القضبان ليتمكن ان يخطط على انفراد وهدوء ليخرج بمشاريع مدروسة جيدا علها تنجح هذه المرة وتنهي  طموحاته الكرتونية .

فالصديق السابق قال لنا بأن عليه ديون متراكمة واصدار شيكات دون رصيد ، و نعرف ان الامر صعب جدا على ذلك الشخص ان تبقى في يده الاموال كون المحبين كثر له وعلى مبدأ " المال التي تأتي به الريح تأخذه الزوابع او الراقصات على البست " .

في المقال القادم سأتحدث عن تجاوزات بطلنا المالية والاخرى وكيف تراكمت عليه الديون بالتفصيل .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد