المهمة المستحيلة لحكومة عون الخصاونة

mainThumb

26-12-2011 10:58 AM

منذ ان تم تشكيل حكومة عون الخصاونة  والشكوك ترواد كل اردني حر حول امكانية هذه الحكومة في مواجهة تغول الفساد الذي يتربع على كل صدر اردني ويثقل كاهله بالديون والخسائر ورغم كل الامال والتي احاطت بهذه الحكومة والمتمثلة باليد النظيفة والخبرة القانونية في شخص رئيسها والكثير من وزرائها الا ان المهمة ليست بتلك السهولة التي يتوقعها البعض ,لما لهذه المشكلة من تراكمات منذ سنين طويلة لدرجة اننا ادمنا في الاردن على ما يسمى الفساد فاذا كان هناك مشروع ولم يكن الفساد طامره لن يكون مشروعا لدرجة ان املنا في ايقاف السرقات وهدر المال العام اصبح غير موجود , حتى جاء صاحب الجلالة ليعلنها بصارحة و ليقف ويساند مطالب حراك الشارع الذي بدأ ينتفض على رموز هذا الفساد والذي فاجأ بعض من رموزه والذين لم يفكروا بان الامر سيلحق بهم , لقد امرصاحب الجلالة بمحاربة وملاحقة كل فاسد و انه لا يوجد احد فوق القانون وهذا كلام واضح للجميع فلا احد مهما كان ومن اين ما يكون ولمن يتبع و من وراءه فوق القانون .

ان حكومة عون الخصاونة بدأت بشكل صحيح رغم العديد من العقبات التي وضعت امامها من خلال بث الدعاية بان هذه الحكومة هي امتداد لكل الحكومات وما هي الا صورة بشكل محسن , كل هذا لبث الرعب باعضائها والتشكيك بهم ووضعهم بمواجهة حراك الشارع الاردني ليخلوا الجو للعابثين بمقدرات هذا البلد ان يعيشوا بسلام وطمأنينة , وجاءت المفاجأت لهم الواحدة تلو الاخرى من هذه الحكومة وكان اولها فتح الملفات التي حاول البعض اغلاقها و تحويل بعض من القيادات والرموز الى المدعي العام ,وتحويل ملفات فساد كثيرة الى هيئة مكافحة الفساد واستدعاء رؤوساء وزراء الى التحقيق والشهادة ومنع سفر قيادات امنية من الوزن الثقيل كل هذه الاجراءات هي بداية للحزم مع الكثير من رومز الفساد والقائمين عليه وهو ضوء احمر احسنت هذه الحكومة باستخدامه بالوقت المناسب مع تحرك سياسي اخر لا يقل اهمية عن هذا الحراك هو فتح باب الحوار مع رموز المعارضة الاردنية المعروفة والتي نأمل منها ليس بالاستجابة فقط بل دعم ومساندة هذه التحركات لهذه الحكومة.

ان عمل الحكومة كما قلت في مقالات سابقة ومنذ تنسيب عون الخصاونة لن يكون مفروشا بالورد وهذا ما يدركه الرئيس تماما و ان طريقه مليئة بالالغام والشوك , فهذه الحكومة ستلعب على حبل مشدود وهذا الحبل بدأت اطرافه تظهر عند بداية اول ملاحقه واجتذاذ للفساد بالاستطدام بالثقل العشائري في الاردن والذي تطالب قياداته بمحاربة الفاسدين من خلال الحراك الشعبي في معظم المدن الاردنية ,من الرمثا الى اربد الى معان الى الكرك والطفيلة مرورا بعمان العاصمة وفي نفس الوقت عندما يتم القبض على اي من رموز وابناء احدى هذه العشائر الفاسدين تبدأ هذه العشيرة بالتوعد والتحذير من خلال الاعتصامات والمظاهرات, والتي تتناقض مع كل حراكهم الشعبي والذ يطالبون فيه بمحاربة الفساد والقبض على المفسديين وتحويلهم الى القضاء هذا التناقض يثير الاستغراب والذي صرح به رئيس الحكومة بسؤال واضح لهم ,كيف سيتم هذا ؟ انه لا يعقل ان يتم التظاهر ضد المفسدين وان تم القبض على احد هؤلاء المفسدين من اية عشيرة تقوم الدنيا وتقعد وتبدا الاجتماعات والتجمعات وقطع الطرق والتعرض لمصالح الدولة ويتم تسمية هذا بالتسييس وييدأ صدور ونشر البيانات عن تلك التجمعات العشائرية في بعض من الصحف الاردنية, ان الذين تقلدوا المناصب جاء معظمهم بل غالبيتهم من المدن والقرى الاردنية ومن قلب هذه العشائر وهذا ليس بغريب , الغريب انه اذا ثبت ان احد هؤلاء من الفاسدين فلماذا يتم التعاضد معه ؟ بالسابق كنا بالعشائر اذا ثبت ان احد من ابناء العشيرة عمل عملا غير لائق ولا يتفق مع مبادي العشيرة الاصيلة ومخالف للاخلاق الاردنية الشهمة يتم التبرأ منه بالصحف الى درجة ينم اهدار دمه اي انه اذا قتل لا يتم المطالبة بدمه ,هذا اذا كان تصرف هذا الشخص ضد احدى العشائر الاخرى ,فكيف اذا كان هذا الشخص عمل عملا ضد الوطن والذي يحتضن كل العشائر اليس بالاحرى لهذه العشيرة ان تتبرأ منه بدل ان تعاضده ضد وطنها ووجودها؟ .

ان الذي حصل في المفرق اخيرا هو تدخل غير مقبول باسم العشائر و ضد من ؟ضد بعضنا البعض ,لأن ابناء العشيرة الواحدة هؤلاء اصبحوا فريقين ,فريق منهم يريد الاصلاح والفريق الاخر يعتبر هذه المطالب ضد الوطن وضد النظام الملكي وينصب نفسه بالحامي الوحيد للعرش الملكي ,والملك حفظه الله بريء من كل هذه التصرفات الفردية لانه محفور في كل قلب اردني حر, وهو خط احمر لكل الفرقاء باردننا الحبيب بمن فيهم الحركة الاسلامية ,والغريب ان هؤلاء ربما لا يقرؤون او لا يريدون سماع ما يقوله الملك حفظه الله و يطالب به وهو الاسراع بالاصلاح و انه جاء بهذه الحكومة اصلا لتمنع ما حصل بدوار الداخلية وسلحوب واخيرا بالمفرق , فالوطن ليس حكرا لاحد كان من يكون فالكل يحب هذا الوطن ويحترم العرش الملكي بما فيهم الحركة الاسلامية وكافة الاحزاب والفئات الاردنية ,ان حب الوطن والعرش الملكي مرة اخرى ليس بالتخريب والحرق والبطش بالاخرين , ليس هكذا يتم التفاهم مع الفريق المخالف بالراي, انا لست من الحركة الاسلامية ولا حتى من المساندين لها ولكن ما يهمني هو هذا الوطن وامنه لا شيء اخر ,فهذه الحركة اردنية ولها امتداد في كل العشائر وهي تمثل شريحة لا يمكن تجاهلها فحذاري ان ننجر الى ما لا يحمد عقباه ومطلوب من عون الخصاونة معالجة وتصفية ذيول هذا الحدث بالتروي والعقلانية ووضع حد لهذه العنجهية والتصرفات الرعناء والتي لا تمثل عشائرنا الاردنية التي نحب. 
 
انني هنا لا اقصد اي عشيرة أو شخص بعينه كان من كان وكل متهم بريء حتى يتم ادانته من قبل القضاء الاردني والذي لا اشك ابد بنزاهته فلنترك الكلمة لهذا القضاء ولا يجوز ان نتدخل به او ان نحاول التأثير عليه من خلال هذه التهديدات والاجتماعات والبيانات الهدامة,ففي النهاية هؤلاء القضاة هم ابناء عشائر وربما يكون القاضي من نفس عشيرة المتهم فهناك الصالح والطالح في كل بيت وعشيرة وبلد,فلنقف الى جانب الصالح وندعمه ونجتز الطالح لانه ضد الجميع هذا اذا كنا حقا نريد الاصلاح ومحاربة المفسدين واالوقوف امامهم ,ثم لنعطي هذه الحكومة الوقت الكافي ولنساندها في مهمتها الصعبة وان نضع مصلحة الوطن فوق المصالح الشخصية والفئوية والجهوية وفوق العشيرة فان ذهب الوطن لن تكون هناك عشيرة ,وللنظر الى جورنا ونرى التقتيل والفتن والتهجير ولنأخذ العبر, لنكون الحصن المنيع لهذا الوطن من كل الفتن والتي ليست بعيدة عنا كما نتوقع ,لا احد يقف ضد اية مظاهرات او تجمعات لابداء الرأي في اي مكان ولكن يجب ان تبتعد هذه المظاهرات عن التعرض للمال العام وقطع الطرق و تعطيل الحياة ومنع الناس من ممارسة اعمالهم والا ستكون كذلك بلطجة.

 ان هذه الاعمال ليست مقبولة من كل المجتمع الاردني بكافة اصوله ومنابته , كما وانني اناشد الحكومة بالاسراع بانجاز رؤية صاحب الجلالة ابا الحسين والمتمثلة بانجاز كل القوانين المتعلقة بالاصلاح السياسي من قانون البلديات والانتخابات ولجنة مراقبة الانتخابات والقوانين الاخرى, وسرعة اجراء انتخابات نيابية وبلدية حرة نزيهة تعكس الحضارة والثقافة والرقي الاردني والتشاور مع المععارضة ومحاولة الاخذ برايها وعدم تهميش اي فريق او راي مهما كان, و ايقاف كل اشكال البلطجة (فقطع الطرق والاعتداء على المال العام بالتظاهر بلطجة , وفض المظاهرات والاعتداء عليهم وحرق المباني باسم الوطنية بلطجة ,وكذلك عدم اخذ الحكومة بالراي العام وتهميش الراي الاخر بلطجة ) كل هذه البلطجة لا يمكن ان تخدم هذا الوطن وتحافظ على امنه واستقراره, علينا ان نفهم حكومة وشعبا مولاة ومعارضة ان خدمة الوطن تكون بانجاز برلمان نزيه يمثل هذا الشعب والذي بالتأكيد سينتج حكومة برلمانية تمثل ارادنه ويستطيع في المستقبل من محاسبتها اذا اخطأت, و ان احترام واحتواء هذا الحراك الشعبي الحاصل بمدننا وشورعنا واخذه بمحمل الجد من قبل هذه الحكومة هو الضامن الوحيد ,حتى لا ننزلق لا سمح الله الى ما انزلق اليه المجاورون لنا ,بهذه الطريقة فقط ستزول كل الاحتقانات الموجودة بالشارع وتفوت الفرصة على كل العابثيين بمقدرات هذا الوطن والمتربصين به لاثارة الفتن وتمزيقه وتمرير مشاريعهم المشبوهة.

 اخيرا لا بد من توضيح مفهوم مشكلة الملكية الدستورية بالاردن والتي ينادي بها البعض والذي فريق منهم حسن النية والفريق الآخر لا يعلمه الا الله  حيث اصبح هذا الفريق يعلنها على شاشات فضائية خارجية عليها اشارات استفهام كثيرة, نحن الاردنيون هنا لا بد ان نفهم هذا الفريق اننا بالاردن لا يمكن ان نكون بريطانيا كما يحلو لهم,لان الاردن ليست بريطانا من كافة الاوجه, فنحن بالاردن بحاجة الى مرجعية لها صلاحيات للفض بيننا في الظروف الصعبة وهذه بالتأكيد صاحب الجلالة حفظه الله ,من هنا لا بد ان نكون واضحين مع الكل وامام الكل ونوضح هذه الحقائق لهم ونتفاهم ونلتزم بها وهي ان الملك سيبقى الرمز وبصلاحيات تمكنه من حفظ التوازنات في هذا البلد ,هذا اذا اردنا ان يبقى لنا الاردن فليعي الاردنيون جميعهم بكافة منابتهم واصولهم ان هذه المطالبة هي كلمة حق اريد بها باطل وان التعرض لصلاحيات صاحب الجلالة هي خطوط حمراء للكيان الاردني ووجوده ,فهذه المطالبات ليست بعيدة عما يتم من تصريحات داخل الكيان الصهيوني حول الاردن ووجوده فلنحذر ولنكن على درجة عالية من الوعي لما يدور حولنا من مخططات شيطانية تجري في الكيان الصهيوني وللاسف تتبناها ايادي اردنية مشبوهة حتى اصبح البعض منها يصرح بها على بعض الشاشات التلفزة الاسرائيلية (القناة الثانية) وبكل وقاحة, حفظه الله صاحب الجلالة واردننا الحبيب من كل هذه المؤامرات وسيبقى ابا الحسين صمام الامان لنا شاء من شاء وابى من ابى وليعلم ويفهم الجميع هذه الحقيقة والتي انا متأكد ان جميع الاردنيين متفقين على هذه النقطة بالذات والتي ربما هي الوحيدة الجامعة لهم, حفظ الله الاردن وطنا وملكا وشعبا من كل هذه الفتن.

Dr.rashad55@gmail.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد