المكر العالمي في تكريس معاناة الشعوب وسرقة مواردها

mainThumb

31-12-2011 07:38 PM

لقد قدم الخبير والمستشار الافتصادي الامريكي السيد جون بيركنزوالذي يطلق على نفسه بالقاتل الاقتصادي اعترافات مسجلة لاساليب المخابرات الامريكية الثلاثة للسيطرة على مقدرات الشعوب وابتزازها وقهرها والتي تتمثل : اولا بالفساد الاقتصادي ( القاتل الاقتصادي ) والذي يمثل السيد جون احد مرتكزاته , الثاني : ارسال الضباع وهو مسمى يطلق على عملاء المخابرات الامريكية المكلفة بالاطاحة بالانظمة و اغتيال الشخصيات الوطنية واما الثالثة : فهي ارسال الجيوش لاسقاط الانظمة .

اولا : الفساد الاقتصادي 

 يتم استخدام مستشارين وخبراء اقتصادييين من قبل المخابرات الامريكية لاغراق الشعوب بالديون والتلاعب بمقدرات هذه الشعوب من خلال الرشوات المقدمة منهم لبعض زعماء الدول المستهدفة فبعد تحديد هذه الدولة المستهدفة يتم ارسال هؤلاء الخبراء والذين يقومون وتحت مسمى مساعدة هذه الدولة بالنهوض باقتصادها من الوصول الى زعيم وقيادات هذه الدولة من خلال الترغيب او الترهيب وهذان الاسلوبان يستخدمهما الخبراء والمستشارين الاقتصاديين مع زعيم وقيادات هذه الدولة من خلال تقديم الهدايا والرشاوى حتى يغرقوهم الى اذنيهم ومن ثم يتم تشجيعهم على الاقتراض من البنك الدولى الذي اوجدنه الولايات المتحدة الامريكية والدول الاروبية كطريقة جديدة للغزو والسيطرة على مقدرات هذه الدول المستهدفة تحت مسميات كثيرة منها سد العجز المالي وتطوير البنية التحتية من خلال تمويل مشاريعها من طرق وماء وكهرباء واتصالات وطبعا الذي سينفذ هذه المشاريع الشركات الدولية الامريكية او الاروبية او من هي تحت امرتها وبالتالي سيعود المبلغ المقترض الى هذه الدول وجزء منه يذهب كعمولات ورشوات وهدايا الى جيوب الزعيم واعونه واما الشعب فلا يستفيد من هذه المشاريع المنهوبة بمثل هذا الفساد غير انه سيدفع المزيد من الضرائب لسد هذا الدين الثقيل,عندها سيتم ابلاغ هذه الدولة انتم مدينون لنا وعليكم ان تلتزموا بهذا الدين وتسددوه,وبالتأكيد لن تستطيع هذه الدولة ان تفي بالتزاماتها المالية نتيجة هذا الفساد ولتراكم الفائدة, قيجبر زعيم هذه الدولة ببيع نفطه لشركات هذه الدول اذا كان المستهدف هذا النفط ,او سيطلب من هذه الدولة بناء قاعدة عسكرية تحت مسميات كثيرة من تعاون الى حماية الى استئجار او يطلب من هذه الدول ارسال جنودها للمشاركة في حروب هذه الدول المستعمرة او التصويت ودعم كل قراراتها الجائرة في المنظمات الدولية ضد الدول الاخرى, وبعد ذلك تجبر هذه الدول المستهدفة على خصخصة بعض اهم الشركات العامة وبيعها للشركات الدولية والتي يستفيد منها الشعب بالدرجة الاولى مثل البريد والكهرباء والتعليم والصحة وهي خدمات سترهق جيوب المواطن بالدرجة الاولى لان الخصخصة ستجلب ارتفاع الاسعار بالاضافة الى طرد العديد من الموظفين المساكين لان اصحابها الجدد هم الشركات الامريكية او الاروبية وهنا لا فرق بالمسميات لانها ذات هدف واحد ,وبعد مدة ونتيجة للفساد يتركم الدين اكثر واكثر وتطر هذه الدولة لطلب اعادة تمويل لهذا الدين وهي طبعا طريقة عمل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي مما يترتب عليها دفع المزيد من الفوائد وهذا التمويل ما يطلق عليه المشروطية (الحكم الصالح) مما يتوجب على هذه الدولة بيع بعض الخدمات الاجتماعية من نظم تأمين ومدارس وعقوبات... الخ , لصالح الشركات الدولية والتي هي بالتاكيد اما امريكية او اروبية.


الطريقة الثانية : ارسال الضباع

ان هذه السياسات الاقتصادية القاتلة والتي تم استخدامها لتفقير وتركيع الشعوب وسرقة مواردها بدأ العلمل به منذ عام 1953 وكان ضحيته الدكتور محمد مصدق عندما انتخب كرئيس وزراء لايران وتم انتخابه بنزاهة لدرجة ان مجلة التايم البريطانية اطلقت عليه برجل العالم من حيث النزاهة ,و كان ذنبه ان هذا الرئيس الايراني الحر طلب من الشركات النفطية ان تدفع اكثر للشعب الايراني وان هذا الشعب لا بد وان يستفيد من نفطه وموارده ويسيطر عليها , هذا طبعا اغضب الامريكان والذين باشروا باستخدام الطريقة الثانية وهي ما تسمى بالضباع وهذا يعني ارسال جاوسيس السي اي ايه للاطاحة بنظام دولة ما وهذا ما حصل مع مصدق عندما تم ارسال العميل الامريكي كيرمنت روزفلت مع بعض الملايين من الدولارات وبداء ينفذ برنامجا تحريضيا من خلال دفع الاموال لبعض الافراد ضعيفي النفوس للتظاهر وكما هو معروف اعلاميا انك اذا جمعت الف شخص وتظاهروا امام تلفزيون وظهروا على الشاشة مع التضخيم وفنون الاعلام يظهرون لك وكأن الشعب كله يتظاهر , نعم لقد نجح هذا العميل بمهمته واستطاعت المخابرات الامريكية من  الاطاحة بمصدق والاتيان بشاه ايران والذي اعطى كل الصلاحيات للشركات الدولية واعاد لها السيطرة على مقدرات ونفط الشعب الايراني. 




الطريقة الثالثة : ارسال الجيوش


1954 ما حصل في غواتيملا وبعد سنين من الرؤوساء الفاسدين جاء رئيس لهذه الدولة اسمه ريبنز من خلال  انتخابات حرة  واراد ان ينصف شعبه من خلال اعاد الارض المنهوبة لمالكيها من شركة يونيتد فروت والتي طبعا لم يعجبها واقامت الدنيا عليه ووظفت شركة دعاية داخل الولايات المتحدة لتحرض الشعب الامريكي والمخابرات الامريكية والكونغرس عليه واتهمته بانه القاعدة الاولى والاساسية للمد الشيوعى الاحمر في القارة الامريكية مما جعل الامريكان من تسيير الجيوش وخلعه وجلب رئيس فاسد لخدمة مصالح هذه الشركة والذي طبعا اعاد الاراضي لها وامعن في تركيع شعبه.

1981 تم الخلاص من النظام الديكتاتوري والموالي للامريكان بالاكوادور عبر انتخابات شهد لها العالم والامريكان انفسهم بالحرة والنزيهة والتي جاءت بالرئيس جيم رالدوس والذي قرر اعادة النفط الاكوادوري الى الشعب من الشركات الدولية لمساعدة شعبه ورفع مستوى معيشتهم ومحاربة فقرهم هذا لم يعجب الامريكان فحاولوا افساده عبر المستشاريين والخبراء الاقتصاديين والذين من بينهم صاحبنا صاحب هذه الاعترفات جونز ولكن دون جدوى لان هذا الرئيس ليس فاسدا ولم يقبل بان يكون فاسدا وفضل الحرية على العبودية فكان عقابه باسقاط طائرته واغتياله ودخول الجيش الامريكي لهذا البد وتنصيب رئيس فاسد ممن يريدون لتنفيذ اوامرهم .


صدام وشافيز افشلا الاساليب الثلاثة :

1998 بعد سلسلة من الرؤوساء الفاسدين في فنزويلا جاء شافيز ليقلب الطاولة على راس الامريكان وحرر نفطه من الشركات الدولية وبدأ الشعب الفنزويلي يشعر بفائدة هذا النفط من خلال الازدهار الاقتصادي والتطور في بلدهم , لقد اعاد شافيز مورد فنزويلا الى شعبها هذا كل ما فعله لكن هذا لم يعجب الكاوبوي الامريكي فحاول الامريكان افساده كباقى الزعماء الذين افسدوهم ولكن لم يفلح هذا الاسلوب مع شافيزلانه شخص حر ونزيه وشريف فحاولوا معه استخدام نفس اسلوب مصدق بايران ولكنهم فشلوا فشلا ذريعا وقضى على انقلاب 2002 وكشف ذيول هذه المؤامرة وتخطاها بذكائه ,هذا باعتراف المخابرات الامريكية ولا زال يرهق الامريكان ليومنا هذا .

2003 العراق حسب ما اورد هذا الخبير والجاسوس الاقتصادي ان الادارة الامريكية حاولت مع صدام حسين كل الاساليب انفة الذكر فلقد تم محاولة ارهاق العراق بالديون من خلال الحروب التي فرضت عليه والمقاطعات الاقتصادية ومحاولة رشوته وترغيبه وترهيبه وكان يتوقع الامريكان ان يأتي صدام ويطلب المساعدة المالية لحل ازمته ورفع الحصار عنه لكنه صمد وابطل كل محاولات اغتياله المرة تلو الاخرى لانه كما اعترفت المخابرات الامريكية كان محاطا بسياج امنى منيع لم يستطيعوا اختراقه, فتم ارسال الجيوش له في المرة الاولى عند اجتياحه للكويت وتم اخراجه منها وكانوا كما يدعون بمقدورهم ان ينهوه في هذه الحملة الحربية لكنهم الامريكان كانوا بعلمون قوته في حكم بلد مثل العراق بتناقضاته وقدرته على ايقاف طموح الايرانيين وكانوا ينتظرون قدومه طائعا طالبا التعاون وكانوا اي الامريكان يتمنون اية خطوة منه , لكنه لم ياتي وظل ثابتا على موقفه لانه شخص حر وغير فاسد , فما كان من الامريكان الا ان استخدموا اخر اسلوب وهو غزو العرق بالجيش الامريكي بحجة اسلحة الدمار الشامل والتي نسجت خيوطها المخابرات الامريكية والاسرائلية وتم احتلال العراق وتصفية جيشه واعتقال وتصفية صدام جسديا ظنا منهم وكما يدعون بانهم سيتمكنوا بالاتيان بنظام متعاون معهم ويكون سدا امام الاطماع الايرانية ولكنهم فشلوا فشلا ذريعا وبدل ترك العراق دولة محورية وقوية امام ايران تركوه ضعيفا ولقمة سائغة بيد ايران في ظل هزيمة امريكية منكرة وضعف وهوان عربي ما بعده هوان سواء اعترف الامريكان وزلمهم العرب  بهذه الحقيقة ام لا , فهل تفيق دولنا العربية وزعمائها بعد كل هذه الاعترافات وتحافظ على مواردها من الابتزاز و السلب من قبل هذه الشركات والتي تسمي نفسها دولية والتي هي بالحقيقة شركات الحرمية وتعيد هذه الموارد الى شعوبها؟  


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد