اللعب بالنار يحرق الاصابع

mainThumb

03-01-2012 09:56 PM


القاريء لهذا العنوان يعتقد انني اعشق الغناء والحقيقة لست هكذا ولكني بحثت طويلا وقلبت افكاري فلم اجد افضل من هذا الوصف لبعض ما يجري على ساحتنا الاردنية الحبيبة , فلو تتبعنا الاحداث لوجدنا ان هناك حرب خفية تدور بين فصيلين رئيسين: الاول يجاهد من اجل حريته و تأمين لقمة عيشه حتى لا تظل تسرق ويمثله فريقا من الحركة العشائرية الشبابية والتي ظهرت حديثا تحت مسميات متتعددة وحركة الاحزاب الاردنية المتواجدة على الساحة وابرزها تأثيرا وتنظيما حركة  الاخوان المسلمين المتمثل بحزب جبهة العمل الاسلامي الى جانب التيار السلفي , لما لهذين الفصيلين من ثقل اكتسباها من خلال الممارسة الفعلية على الساحة الاردنية منذ مدة طويلة من الزمن .

والفصيل الثاني: الذي اتخم من كثرة السرقة فلم يعد يشبع ويريد المحافظة على مكتسباته والتي وضع يده عليها بالسنوات السابقة ويعتبرها حقا له ولاولاده ويمثله بعض المنتفعين من اسم العشيرة والذي يطلق عليه البعض رموز عشائرية والذي اختلف مع هذه التسمية واصر على الاولى لان عشائرنا الاردنية النشمة لا يمكن ان تقبل رمزا ثبت فساده, وهؤلاء هم ما يطلق عليهم بعض الزملاء مسميات الحيتان , رموز الفساد , اباطرة الفساد , والذين اصبحوا يستشعرون الخوف ليس على مراكزهم بل على وجودهم وثقلهم العشائري ,لذلك ليس غريبا ان نرى عودة هؤلاء الى العشيرة بعد ان غادرها البعض منهم بل و تنكر لها احيانا لانه اصبح يقطن عمان الغربية وبدأ هؤلاء  يجيشون بعض افراد عشائرهم من خلال التحريض على الطرف الاخر والضرب على وتر الوطنية والمحافظة على الوطن بعد ان نهبوه ,والوطن والوطنية ابعد ما تكون عنهم ,هذا الثقل العشائر والذي للأسف اصبح فريقين فريق يمثلله بعض رموز الحكومات السابقة ممن كانو يشغلون وظائف عليا ووزارت  والذين جزء منهم  اصبحت ملفاتهم تتسارع الى القضاء والفريق العشائري الاخر والذي يطالب بمحاكمة الفساد وتفاجأ بوجود رموز وابناء من عشائرهم متورطون في هذا الفساد والذين هم اليوم مطالبين بأن يكونوا صريحن واضحين في مواقفهم ويقبلوا حرق بعض من اصابعهم من اجل وطنهم , وهنا ساحاول ان اعرف هذين الفصيلين ومدى ثقلهما على الساحة الاردنية من خلال  تناول كل منهما على انفراد وحتى لا يتصيد الماكرون لي ويسيء البعض فهمي .

اولا: الفصيل الاول وهو الثقل العشائري ومع كل الاحترام لهذا الثقل فهو لا يمثل اكثر من 30% والذي اصبح فريقان كما اوردت سابقا, الاول :فريق انتفض على الفساد وبدأ يقطف ثمار الدعم والتعاطف من معظم الشعب الاردني بكافة اصوله ومنابته حتى اصطدم بأن من يطالب بمحاربتهم هم من ظهرانيهم اي من ابناء ورموز هذه العشائر وبدأ البعض يتراجع وهنا ظهر فريق اخر لا يقبل بمحاكمة ابنائه بل وتمادى على الوطن بالاعتداء على الممتلكات العامة من خلال المظاهرات والاعتصمات وطلب الافراج عن ابنائه ووصل الامر به للتحدي من  خلال  البلطجة والتي ظهرت اخيرا حتى ضد ابناء العشيرة الواحدة وهذا خطير جدا على الوطن , وان كل الاردنيون يكنون كل الاحترام للعشيرة لانهم اولا واخيرا ابناء عشائرة وتربوا على هذه الاصول ولكنهم يرفضون اخذ الحق باليد والتطاول على القضاء والقانون و كما قلت سابقا في اكثر من مقال ان معظم رموز الفساد في الاردن هم رموز قيادية للاسف استغلو الثقة التي منحت لهم من نظام الحكم وكذلك ثقة العشيرة والتي اوصلتهم الى هذه المراكز فلولا الدعم العشيري لهم ومساندة الاهل في هذه العشيرة واستغلالهم لاسم العشيرة لما وصل العديد ممن تبؤوا مراكز وزارية او حتى مركز رئيس وزراء او اي منصب مدني او حكومي وهنا لا اشمل الجميع ,فهناك الكثير ممن خدموا هذا الوطن واياديهم نظيفة.

ان الفضل اولا واخيرا يرجع الى  العشيرة التي قدمت وابرزت العديد من هؤلاء والتي انا متأكد ان الكثير من ابناء عشائرنا الاردنية يدركون ويعون ان هؤلاء الاشخاص والذي اوصلوهم الى هذه المراكز وقبل ان يسرقون المال العام ويستولون عليه ليستقروا في قصور عمان الغربية بعد ان كانوا يسكنون في حواري وبلدات وقرى وبوادي لا زالت بحاجة الى ابسط الخدمات والتي تنكروا لها هؤلاء الاشخاص قبل ان يتنكروا لوطنهم ويسرقوه ويتأمروا مع الشركات الاجنبية على مشاريع الخدمات للموطنين ليسرقوا اموال هذا الشعب , هؤلاء الرموز والحيتان والذين كما قلت سرقوا العشيرة قبل الوطن الان يستنجدون بها ويحرضونها على هذا الوطن لان يد القضاء اصبحت حول رقابهم , من هنا اعود واقول لاهلي في عشائرنا الاردنية اتركوا كل الابناء الضالة وساعدوا ابناؤكم الصالحين والذين انتفضوا لكرامنكم ويطالبون بالقصاص من هذه الفئة , لا تساعدوهم على فسادهم حتى لا يغرقوكم ويغرقونا معهم فالوطن بحاجة الى الفريق الاخر المنتفض على الفساد ,كلنا امل ان تدعموهم فالغالبية الصامتة تنتظر لتعرف اين تقف . 

ثانيا : الاخوان الالمسلمون: هذه الحركة ومع كل الاحترام لها ، لا تمثل باي حال من الاحوال اكثر من 20% على اقصى حد لو تركت تعمل بحرية ودون استفزاز فنحن نعرف ان المواطن الاردني (دقر) واسف لهذه الكلمة لا يحب احد ان يعانده فهو بكل سهولة ربما يعطي صوته لشخص احس انه طلم وعكس ما يؤمن به فقط عنادا , لذلك فهذه الحركة والتي تعايشت مع معظم الحكومات الاردنية التي حكمت هذا الوطن على مدى اكثر من سبعين عاما وهي تجاريها و تماحقها كل واحدة حسب العلاقة معها ,حتى انها شاركت من خلال اعضائها بعدد من هذه الحكومات والتي ننتقدها الآن و ننعتها بالفاسدة والكثير من رموزها يلاحقهم القضاء بتهم متفاوته من الفساد , ان كل اردني يعرف كيف تعمل هذه الحركة والتي تنتشر بين الاحياء الفقيرة وتستغل هذا الفقر المطقع والدين لهؤلاء المواطنين للانخراط بصفوفها وبعضهم واوكد ان الدافع هو مادي ومصلحي لا اكثر ,اما للحصول على وظيفة او دفعة مالية او اية منفعة اخرى ,اما الدين فالشعب الاردني شعب متدين ومحافظ وهو لا يقبل اي اعتداء على حرمة دينه ومعتقداته وفي نفس الوقت هو شعب طيب ,معتدل لا يمكن ان يقبل المغلاة الدينية وهذا شيء اخر تستغله و تروج له الحركة في استقطابها لمنتسبيها بأنها حركة اجتماعية وليست جهادية, وانا هنا لا انتقد بل احلل ,وللحقيقة ان معظم الاحزاب بالعالم تستخدم نفس الاساليب بالتخطط لزيادة منتسيبيها وهي ترعاهم ماليا ووظيفيا وهذا ليس عيب ما دام ضمن القانون و لا يتعارض معهه , وهذه الحركة تنشط في المجالات الاجتماعية تركز على الحاجات الملحة للشعب من خلال  الجمعيات الخيرية المنتشرة في كل حي ,والتي من خلالها يتم جمع و توزيع التبرعات والاموال والزكاة وبعض الهبات المتنوعة على الاسر الفقيرة وهذه الاعمال طبعا تسد حاجات هؤلاء الفقراء في الوقت الذي غابت الحكومة عن هذه المهمة من خلال بعض وزرائها والذين جل همهم هو كيف ينهبون ويملؤون جيوبهم قبل ان تطير وزارتهم , واهم  شيء تركز هذه الحركة عليه هو الشباب من خلال جمعيات هذه الحركة لجمع التبرعات للطلبة المحتاجين وسد نفقاتهم المدرسية والجامعية مما يخلق لهذه الحركة اساسا وامتدادا شبابيا قويا في الجامعات والمدارس و في المستقبل  داخل الوظائف الحكومية والنقابات ... الخ. 

ان هذه الحركة الاسلامية ذكية جدا وهي تعرف من اين تؤكل الكتف لذلك نجحت وستنجح يساعدها الآن ما يجري من ثورات عربية والتي من خلالها استطاعت هذه الحركة من حصد الغالبية من المقاعد البرلمانية في كل من مصر , المغرب وتونس وهذا ليس من باب الصدفة فهناك علامات استفهام كثيرة ,وهنا يجب ان نحكم العقل وننظر بحكمة ما هو المقصود من هذا التوقيت بفوز هذه الحركة في هذه البلدان العربية , انه ليس بالصدفة كما يعتقد البعض ,بل هو مخطط امريكي اسرائيلي يجرون به المنطقة الى صراعات طائفية ,والشخص البسيط يلاحظ الشحن الطائفي هذه الايام في العراق وسوريا ولبنان كل هذا بعد ان عجزوا على مقارعة ايران بالمنطقة وخسروا اللعبة في العراق وتركوه مهزميين للايرانين وفي ظل قيادات عربية عاجزة وهذا سبب اخر لهذه الثورات المدعومة مباشرة او غير مباشرة من الامريكان والاروبيون والاسرائليين ظنا منهم ان ابدالها بقيادات جديدة ربما ستقوم بما عجزوا عنه , من هنا جاءت فكرة التعجيل بالانتخابات المبكرة لانها لو اجلت الانتخابات في هذه البلدان الثلاث كما طالب بها اصحاب الثورة الحقيقيين من الشباب ليتمكنوا من بناء قواعدهم الانتخابية وجمع قواهم , عندها لا يمكن ان تحصد هذه الحركة هذه النسبة من الاصوات وهذا لا يسعد الامريكان ولا الاروبيون ومن ورائهم الاسرائليون ,وهنا امل ان لا يفهمني البعض باني متحامل على هذه الحركة  ومساند لايران فانا مسلم ملتزم واريد ان ابين الحق قدر الامكان فما حصل من سرعة انجاز لهذه الانتخابات في هذه البلدان يثير الشكوك والريبة سواء اشترك الاخوان بهذه المؤامرة او لم يشتركوا , ادركوها وغضوا الطرف ام لم يدركوها فهي غير مقبولة وفيها سرقة واستيلاء على حقوق ودماء شباب ثورة تونس  ومصر والمغرب كما ان ايران نعم نختلف معها لكنها ليست هي العدو الحقيقي فهي لم تحتل اوطاننا وتهود مقدساتنا ولم تسرق مواردنا ولم ترمل نسائنا ولم تدنس القران , من هنا فانني احذر من حدوث انتخابات مبكرة عندنا قبل ان يستكمل بناء احزاب شباب اردنية حقيقية , لانه لو حصل الان انتخابات كما يطالب الكثير بها بالتأكيد سيحصد حزب الحركة الاسلامية عندنا بالادن غالبية المقاعد ولنفس الاسباب التي ذكرت, وحتى لا يفهمني الاخوة بالحركة فانا مواطن عربي مسلم اريد جوابا صريحا لما يدور بليبيا بعد الخلاص من الطاغية من تلميحات وتصريحات حول العلاقة مع اسرائيل وتصريحات رئيس المجلس الوطني السوري والذي يضم حركة الاخوان الاخير والتي صمتت عليه ولا داعي للتذكير به ,الى عدم ااعتراض حركة الاخوان المسلمين في مصر او تونس على اية علاقات مع اسرائيل فهل دجنت هذه الحركة وهل هي الاسلام الامريكي الاسرائيلي المطلوب ,من حق المواطن العربي المسلم ان يرى تصريحا توضيحا صريحا من هذه الحركة حول هذه الامور لا تطنيشا وتركيزا على الكرسي.

من هنا اطالب الفريق الثالث الصامت والذي اجزم انه يشكل 50% او اكثر من الشعب الاردني والذي هو صامت ينتظر انقشاع غبار هذه المعركة والسجال , ليس لانه لا يريد دعم محاربة الفساد  والفاسدين ولا لانه غير قادر على دعم مطالب الحركات الشبابية العشائرية الصادقة في المدن الاردنية من جنوبها الى شمالها الى وسطها بل لان هذا التيار يريد ان يرى مصداقية حكومة عون الخصاونة ومدى تجاوبها وتطبيقها لقرارات الملك ومدى تصديها لهؤلاء القلة من الفاسدين ولا زلت اقول ان هذه الحكومة صادقة في توجهاتها ولكنها بطيئة في قراراتها من قوة هؤلاء وتنفذهم في القرارات, فلتنزل هذه الحكومة الى الشارع الاردني , الى هذه الفئة الصامته وتحركها وكذلك لتلتقي الحركة الشبابية العشائرية في مدننا الاردنية لجمع هذان الفريقان وتطلب دعمهما وتثبت لهما انها جادة في تطبيق كل ما امر به صاحب الجلالة وما يريده هذا الحراك الشعبي الاردني فلنعمل جميعا من حركة عشائرية الى غالبية صامتة الى حركات اسلامية شريطة ان تكون اردنية المنطلق والهدف الى دعم حكومة عون الخصاونة والمشاركة معه قولا وفعلا في محاربة الفساد ومنع كافة انواع البلطجة مهما كان مصدرها ولنفوت مرة اخرى الفرصة على كل المتربصين بهذا الوطن لتفتيته وتمرير مشاريع بني صهيون.فان كان الملك عبد الله الاول المرحوم باذن الله قد حرم الصهاينة من ضم الضفة الشرقية لنهر الاردن الى وعد بلفور المشؤوم وهذه حقيقة على كل اردني وفلسطيني معرفتها من خلال العودة الى التاريخ والذي للاسف نصفه مزور وفيه قلب للحقائق وما قام بانجازه في جعل هذه القطعة الصحرواية من عشائر متناحرة يعرفها اجدادنا الى هذا الوطن الجميل الكامل المتحضر الذي نتافخر ونتغنى به الآن , فان الملك عبد الله الثاني بقيادته وحكمته سيفوت كل الفرص ويحرم بني صهيون واذنابهم بالمنطقة من تمرير حلمهم ويطمره الى الابد كيف ولا ونحن ذكرنا القران الكريم بالمربطون شرقي النهر ففلسطين لن ينساك النشامى والهاشميون فهم قادمون فريبا ان شاء الله .


dr.rashad55@gmail.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد