صحيفة السوسنة الأردنية

لقد انتظر الاردنيون بفارغ الصبر اجتماع زعماء دول الخليج وخاصة ان هذا الاجتماع الاخير جاء بعد سلسلة من التصريحات والمقالات حول مسألة انضمام الاردن الى منظومة دول الخليج والكل كان يتوقع ان يتطرق هذا الاجتماع الى هذه المسألة والاعلان بصراحة عما جرى و الذي يجري من نقاشات واعتراضات وقرارات حوله, وكما قلت بمقال سابق نحن الاردنيون مع كل الاحترام نؤكد ان لكل دولة من هذه الدول الحق بالقبول او الرفض ولكن في نفس الوقت لنا الحق كاردنيون ان نعرف اين نقف ومن يقف معنا او يعترض علينا ؟ وماهي هذه الاعتراضات؟.

 واعيد التأكيد سنحترم اي قرار من اي دولة بصدر رحب واخوي ,فنحن الاردنيون وان لا نملك  المال الوفير ولكنا نملك العقل والخبرة والعلم والتي لا تقدر باي مال , والمفاجيء لنا بان هذا الاجتماع لم يتطرق باي حال من الاحوال  الى هذا الموضوع بل لم يعلق عليه سوى بقرار الدعم المالي لنا وللمغرب الشقيق بمبلغ لا اريد ذكره مهما كان , فمثل هذا القرار هناك الكثير ولا زال حبرا على ورق ولم ينفذ منه اي شيء واقرب مثال مليارات غزة والتي لا زال معظمها في جيوب من تبرعوا بها , والصدمة في هذا القرار وهذا ما لمسته من الكثير من الاردنيون هو وكأنه وكما يقال عندنا بالاردن ان هذا المبلغ الذي لا يعرف الاردن حصته به (تسكيرة ثم ) اسف لهذا التعبير ولكن نسي اخوتنا الخليجين اننا في الاردن عشائر بدوية ويقول المثل عندنا (لاقيني ولا تغديني),اي الاحترام والتقدير عندنا بمال الدنيا كلها, واننا نفهمها على الطاير انه الرفض لان هذا جزيء من الحقيقة المرة والتي تجرعها الاردنيون من اخوتهم بالخليج .

كنا كاردنيون نتطلع اقله ما فيه ان يعرج زعماء الخليج على هذا الموضوع بطريقة دبلوماسية فيها حفظ لماء وجه وزير الخارجية الذي ما برح ينفي ويؤكد ان الموضوع قائم بالاضافة الى الاردنيون جميعهم الذين ايدوا الانضمام بل ودعموه , بان يصدر تصريح ,تعليق بالنفي من ان هناك معارضة على انضمام الاردن بالذات الى مجلس التعاون الخليجي وكل ما في الامر انهم بحاجة الى المزيد من التدول والوقت ,ثم الوقت كفيل بلملمة هذا الموضوع ولكن حتى هذه ربما كبيرة علينا , او حتى من خلال المزيد من الدعم المالي لنا بالذات في هذه الظروف والتي يمر بها الاردن ,مثلا وهنا اكرر ما قاله زميلي الدكتور المسفر من دعم مالي الى لاكبر صرح طبي في العالم العربي والذي لا يبخل على اي عربي بالمعالجة المجانية , هذا الصرح الطبي وهو الخدمات الطبية الملكية بحاجة لكل دعم مالي وفي مقدرة اي دولة خليجية ان تخصص دعم لها , نحن نقول هذا من باب الاخوة والتي تلزم الاخ تجاه اخيه عند الحاجة فكيف اذا كان هذا الدعم ذاهب ليس للاردنيون بل لكل عربي انتفع و زال ينتفع من هذا الصرح الطبي الشامخ بعروبته والذي ان لم يزد عن الصروح الطبية الاخرى بالمهارات الطبية المميزة بالعالم لن ينقص عنها من حيث الخبرة والقدرة العالية بمعالجة الحالات الصعبة والتي يذهب الكثير من اخوتنا العرب ويدفعون الغالي والنفيس للمعالجة فيها , كنا نتتوقع كاردنيين بعض الدعم والهبات المالية لبعض الجامعات الاردنية الرسمية الحكومية امثال الجامعة الاردنية ,جامعة اليرموك ,التكنولوجيا ومؤته والتي يدرس بها المئات من الاخوة الخليجيين منهم كبعثات و منهم على نفقته الخاصة والذين يعاملون كالاردنين من حيث الاقساط والتي لا تمثل القيمة الحقيفية لاقساط تدفع بجامعات غربية , وهناك ابواب كثيرة يمكن الدفع لها او التبرع لها مما يخفف بعض الاعباء الكبيرة على هذا البلد الصامد المرابط , ان الاردن يمثل الخط الدفاعي الاول عنكم فلما البخل والترفع عليه.

ان الاردن ايها الاخوة الخليجيين ليس المغرب مع كل الاحترام للمغرب الحبيب ملكا وحكومة وشعبا , فالاردن هو الجار الملاصق لكم وبواباته لا سمح الله ان اخترقت فهو اختراق لكل بوابات الخليج , الاردن يشارككم اللغة والدين والعادات فالخليجي عندما ياتي الاردن لن يجد شيء مختلف عن عاداته وتقاليده , انه جزيء حقيقي من المنظومة الخليجية , والاردن لم يبخل على اي دولة خليجية في عز ازماتها ,بل وفي اكثر من تصريح من اعلى مستوى وهو جلالة الملك عندما اعلنها بصراحة ان امن الخليج خط احمر للاردن وهو امن الاردن, فالله الله يا سيدي سلطان عمان بالاردن ففي كل زهرة عمانية تنبت وتتفتح بارض عمان لا زالت رائحة دماء الجنود الاردنيون تفوح بالمسك في كل وجه اخ عماني , والله الله يا اميرنا امير الكويت بالاردن فكل جدار مدرسة من مدارس الكويت يتذكر الاساتذة الاردنيون وهم يبذلون الغالي والرخيص في تعليم ابناء الكويت ,فنحن الاردنيون نحب الكويت كالاردن ولم ولن نكون الا مع الكويت سابقا ولاحقا,والله  الله بالاردن يا اميرنا امير قطر فالاردن بقيادة المغفور له الملك حسين كان اول الحاضنين والداعمين لكم فلا تحرموا الاردن من دعمكم , والله  الله بالاردنيون في دياركم , والله الله يا مولاي خادم الحرمين الشريفين ومولاي ملك البحرين وشيخنا خليفة بالاردن, فنحن بعد الله نتتطلع دائما الى دعمكم ووقوفكم الى جانبنا .

ان اللآوان لأن يفيق زعماء الخليج فالاردن يمر بازمة اقتصادية ولكنه ابي لا يستجدي فبسواعد ابنائه وقيادته ان شاء الله قادر على تخطي هذه الازمة و لكن بمساعدة اخوته سيكون اقوى واقدر على مواجهة كل الازمات التي تحيط به , لتنظروا الى هذا البلد الشقيق فمن شماله ومن شرقه وغربه تتلاطمه الامواج وهو صامد قوي ابي يتعالى على فقره وازماته , لتنظروا وتحكموا العقول فبل ان يفوت الاوان لا سمح الله فهذه الازمات ربما تكون اكبر من حجم هذا البلد الصغير بامكانياته , الكبير بابنائه واشقائه , لا تضيعوه لا سمح الله كما ضاع العراق , لانه لو ضاع فالضياع لن يكون بحدوده , ان الاوان لفتح العيون على مايجري حولكم واتخاذ قرارات صائبة , لتضيعوا الفرصة على المتربصين بهذا البلد وتحتضنوه ونحافظوا عليه ففي المحافظة على الاردن هو محافظة على دول الخليج وامنها. 

dr.rashad55@gmail.com