صحيفة السوسنة الأردنية

صلى الفجر وايقظ زوجته لتجهز له زوادته ...قبل طفلته وخرج الى  حظيرة اغنامه ليقودها الى المرعى ، ومضى خارجا من

  قريته متذكرا صباحاتها ايام كان يذهب للجامعة متفائلا….تسلل الى نفسه شيء من الحزن حين  تذكر انه ينتظر وظيفة منذ سنين ..هز راسه محاولا تناسي الامر حمد الله واكمل السير بين الاشجار حتى وصل الى صخرة مشرفة تطل على الافق جلس واطرق والافكار والتساؤلات  تتزاحم في مخيلته اشعل نارا وجهز ليصنع ابريق شاي ....ثم اخرج  من جيبه قلما وورقة ورسم خريطة الاردن وقلبا ….نظر بعيدا في الافق ثم كتب :

(مضى وقت طويل منذ ان بدا حديث الحكومة عن هيكلة رواتب القطاع العام ،لقد حزن الشعب حين سمع بالغائها وابسطوه حين طمانوه قائلين :سنهيكلكم؟ ثم جاءت المفاجاة السارة وتصدرت  صفحات الجرائد جداول وارقام ونسب وفئات ومسميات وظيفية مختلفة وكثرت المواقع الكترونية التي  تغريك بالدخول لحساب راتبك بعد الهيكلة ومسؤولون يتوعدون ذوي الدخول المرتفعة ...ثم ماذا؟ هل لامست الهيكلة اوجاع المواطن ذي الدخل المسحوق الذي ارهقته ضرائب المواطنة ومزقته سكاكين الاسعار ....هل هذه الهيكلة هي باكورة الاصلاح الاقتصادي ؟ هل هي خيوط الامل التي ينتظرها المواطن ليسحب من تحت خط الفقر ؟وهل سنرى اصحاب الدخول الخيالية يتقاضون دخولا بحسب سلم الرواتب ؟ ثم ماهي الاسس الحقيقية التي اعتمدت في الهيكلة وماهي اسس اختيار نسب الزيادة لكل مهنة؟ ثم ارونا كيف ستوفر هذه الهيكلة على خزينة الدولة بالارقام ؟ 

ثم هل وجدت الهيكلة لتخفض دخل معلم بسيط؟

ثم يا ترى هل رضي الموظف في نهاية الامر ....؟) 

 أشعل سيجارته من بقية النار ونفث دخانه قائلا: (غلبوا حالهم  هيكلة مفسحلة من اولها لو زادوهم خمسينات كان اريحلهم وطلع الكل مبسوط اما هسع ماحدا راضي )

جلس يتامل وقد تشوش رأسه من كثرة الافكار هز رأسه وقال (أنا شو موجع راسي وظيفة ما عندي شو مغلبني بالهيكلة) ...ضحك واطفا ناره وحزم امتعته لاحقا باغنامه ومضى حامدا لله على كل حال متمنيا الخير للوطن .ِ

ملاحظة( مفسحلة) :مش زابطة أو ناكته