صحيفة السوسنة الأردنية

لقد طالعت هذا اليوم خبر تهديد لجنة االمعلمين بالاردن بوقف تسليم اوراق الامتحانات والتوقف عن تصليح الاوراق مما قد يؤدي الى تعليق امتحانات الثانوية اذا لم يتم تحقيق مطالب هؤلاء المعلمين ومع كل الاحترام والتقدير لهؤلاء المعلمون والذي انا واحد منهم و ليسمحوا لي ان اقول لهم هذه البلطجة بعينها, فبلطجة العصي على الظهور يزول المها عند زوال الجروح وهي اهون بكثير من بلطجة استغلال الظهور والركوب عليها والذي يؤدي الى التوتر والتاثير النفسي على المدى البعيد لمستقبل أبنائنا الطلبة كما هو حاصل في قضيتنا هذه,ولتعذرني هذه اللجنة, فليس هكذا تؤخذ الحقوق وليس هكذا الحرية واسمحوا لي ان اقول وبالفم الملآن اي طز بهكذا حرية اذا اصبحت كل فئة في مجتمعنا تريد ان تحقق مصالحها حتى ولو على ظهور الفئات الاخرى بغض النظر عن الاضرار المادية والنفسية التي قد تلحق بالفئات بشكل خاص وللوطن بشكل عام.

ايتها اللجنة العزيزة عندما قمتم بالمطالبة بنقابة كنا اول من دعمكم وساندكم والحكومة لم تقصر وادت ما هو مطلوب منها ووافقت على مثل هذه النقابة , واذا كان هناك مطالب اخرى ومظالم قد اصابتكم نتتيجة القانون الجديد للهيكلة الجديدة للرواتب فهذا شيء طبيعي لان اي مشروع قانون جديد لا يمكن ان يلبي كافة مطالب الجماهير الاردنية وقانون الهيكلة لرواتب موظفين الدولة بالتأكيد واحد من هذه القوانين التي ربما تظلم هنا او هنا وهذا ما نتفق علية جميعا , ولكن ما اختلف به معكم الطريقة التصعيدية المقصودة والمدروسة التي قمتم بها والتي يبدوا لي انكم لم تفكروا بالاضرار النفسية والمالية لكل طالب توجيهي واسرته بل جل همكم هو مصلحتكم الانية ولو على حساب الطالب المسكين والذي عانى و يعاني الكثير من خلال هذا الامتحان الذي يشكل هما وعبئا كبيرين على كل اسرة اردنية من اول يوم يبدأ الى اخر يوم ينتهي فيه ,فالتوتر الذي تحدثونه الآن لهذه العائلات وابنائها الطلبة نتيجة هذه القرارات والاضرابات المتسرعة لا يهمكم بل على العكس انتم تعرفون وتدركون اهمية هذاالحدث والزمن وتريدون ان تركبوا على ظهور هذه العائلات المسكينة والمظلومة لتصلوا الى ما تريدون.

ان اي تعليق لامتحانات الثانوية العامة هو اولا وقبل كل شيء مناف لكل الاخلاق والاعراف لهذه المهنة المقدسة فالطلاب ليس لهم اي ذنب في هذه الحقوق ومن حقهم ان يكملوا امتحاناتهم حسب الجدول الزمني وحسب المواعيد المحدة لهم من قبل وزارة التربية والتعليم ,وكذلك لا يجوز ان تستخدم ورقة الامتحان وتصليحها وطلبة التوجيهي سلاحا ضد الحكومة ووزير تربيتها من اجل الوصول الى بعض الحقوق , ليس هكذا تحصل الحقوق بالدول المتحضرة ,بالتأكيد هناك طرق كثيرة ومتحضرة للوصول الى مثل هذه الحقوق شرط ان لا تكون على حساب الاخرين وتضر بمصالحهم , وهنا لا بد ان تفكر الحكومة بحل سريع لهذه المشكلة فهناك اضرار كثيرة سوف تلحق بالطلاب واهاليهم اذا ما تم تنفيذ هذا التهديد وتوقيف لأمتحانات الثانوية بعد الثلاثاء القادم ,فبلاضافة الى الاضرار المادية والنفسية والتي ربما تؤثر على نتائج الطلبة وبالتالي على  مستقبلهم ,هناك طلاب لديهم اقامات خارج الاردن وهي محددة بمدة زمنية اذا تأجلت الامتحانات ربما تؤدي الى فقدان هؤلاء الطلبة اقاماتهم او ربما تكلف المال الكثير من اجل التأجيل والتمديد لهذه الاقامات , فاذا كان هؤلاء الملعلمين يريدون ان يصعدوا الامر فاني اطالب هنا وسريعا اهالي طلبة الثانوية بتشكيل لجنة لهم و ملاحقة افراد لجنة المعلمين قضائيا بالمحاكم للمطالبة بحقوقهم وحقوق ابنائهم لما قد يلحق من اضرار بابنائهم وبمصالحهم اذا ما تم تأجيل الامتحانات او اعاقوها بشكل او باخر .

انني هنا كمواطن واب اردني ارفض هذا الابتزاز ليس للحكومة بالدرجة الاولى بل لاهالي الطلبة والطلبة انفسهم واطالب هذه اللجنة بتحكيم لغة المنطق والعقل وان يكملوا ما هو مطلوب منهم نحو طلبتهم ومتابعة قضاياهم بالمنطق والحكمة ومن خلال نقابتهم , امل ان لا يتم مثل هذا الاضراب او التعليق وان تسير الامور بسلاسة وان يكملوا طلبتنا امتحاناتهم دون توتر وقلق كما وانني هنا اطالب الحكومة وبسرعة دراسة هذا الامر وايقاف الظلم ان وجد مع الضرب بيد من حديد على مثل كل هذه التصرفات والتي اصبحت موضة ربيعنا العربي والذي بت اعتقد انه حول بفعل فاعل الى خريف دامي وهذا الفاعل هو من يتربص شرا بهذه الحكومة ولا يعجبه سلوكياتها في الاونة الاخيرة فهل وصلت الرسالة يا حكومة؟