ان ما يجري من تداوله في الكثير من الدواوين الاردنية وفي الكثير من الاعلام العربي والامريكي يدورحول ثلاثة امور مهمة في الوقت الحاضر يجعلنا كاردنيين نحبس الانفاس ونضع الايدي على القلوب , اما الامر الاول : فهو يتعلق بعودة حماس الى الساحة الاردنية في الوقت الحاضر وما صرح به رئيس الوزراء حول هذا الموضوع من ان الامر لا يعدوا كونة حالات انسانية لتهدئة الخواطرلا يتفق مع ما يجري تسريببه من اخبار في الكثير من وكلات الانباء والصحف بأن دولة قطر تدفع بالاردن نحو قبول عودة زعامات هذه الحركة ونقل مكاتبها من دمشق الى عمان مقابل مبلغ من المال وذلك للعمل من خلال الساحة الاردنية , انه لامر خطير وغير مطمئن ليس لاننا نرفض دعم المقاومة ضد الاحتلال بل لما يمثله هذا من خطر على الوضع المنوتر والحساس اصلا في الاردن ,فقطر الدولة الصغيرة تقوم بادوار اكبر من حجمها في الوفت الحاضر مما يثير الكثير من الشكوك حول هذه الادوار, فاي اردني سيسأل لماذا الان؟ هل من باب التضييق على دمشق ؟ هل من اجل شق الصف المقاوم وسحب الجانب السني في هذا التحالف ؟
انه لا يخفي على احد ان دولة قطر قالتها وبصريح العبارة انها تدعم الثورة السورية وهي التي تقود معظم التحركات ضد النظام السوري بدا من الجامعة العربية وانتهاء بالامم المتحدة ومجلس الامن , والنظام السوري يتهمها بتدريب ودعم العصابات المسلحة ضده بل وتهريب اسلحة الى الداخل السوري , ولكن اعود للسؤال المطروح لماذا الاردن بالذات؟ هل هو المرحلة القادمة؟ من حقنا كاردنيين ان نسأل هذ الاسئلة ومعرفة الاجابة عليها, فلا احد من الاردنيين لا يدعم حماس ولكن الوضع الاردني المتأزم والحساس في الوقت الحاضر لا يحتمل عودة حماس وقياداتها الى الساحة الاردنية للعمل فيها, هذا ضرب من الانتحار للاردن ولحماس في ان واحد,فكلنا نعرف ان حماس لها على الساحة الاردنية فريقين مناهضين الشرق اردني لانه يخاف من ما يسمى الوطن البديل ولا يريد المشاكل والفتنة مع الفريق الاخر الغرب اردني والمتمثل بالاردنيين من اصول فلسطينية و الذي جزء منه يدعم السلطة و يعترض بل يعادي حماس نتيجة لاحداث غزة , بالاضافة الى ان الكثير من الاردنيين بكافة اصولهم ومنابتهم وحتى النظام الاردني يدعم السلطة الفلسطينية المتمثلة بالرئيس عباس وحركة فتح , علاوة على الاحتقان القائم ما بين العشائر الاردنية والحركة الاسلامية الاردنية والتي حماس امتداد لها , كل هذه الامور تجعل من عودة حماس مشكلة لا يمكن معرفة ابعادها بل ستشكل ازمات واحتقانات هي نفسها بغنى عنها و ربما تقود الاردن الى ما لا يحمد عقباه من فتن.
ان عودة حماس بشكل رسمي والعمل في الساحة الاردنية سيكون خطأ كبير في الوقت الحاضر ولكن ان تعود زعاماتها كافراد ومواطنيين هم وعائلاتهم فهذا حق اعطاه الدستور لكل مواطن اردني كما ان اعادة الجنسيات المسحوبة لهم اذا اراد رئيس الوزراء اعادتها وتصحيح الخطأ كما صرح فهذا لا يناقض الدستور الاردني شرط ولاء وانتماء هؤلاء للاردن والذي نظن انه يتعارض مع مسؤولياتهم ومركزهم الحالية في منظمة خارجية غير اردنية,ونحن كمواطنين اردنيون لا نعارض اي قرار ما دام يحترم دستورنا بل نؤيده ولكن عودة مكاتب حماس وزعمائها للاقامة في عمان والعمل بحرية كما صرح وطالب به السيد اسامه حمدان ممثل حركة حماس بلبنان والذي اكن له كل الاحترام ,نقول له هذا ليس مقبول, ليس لاننا ضد حماس بل على العكس لان تواجدها على الساحة الاردنية خطر عليها اولا وعلى اللحمة الوطنية والامن الاردني ثانيا, والسؤال لقطر ولزعماء حماس, لماذا لا تعود زعامات ومكاتب حماس الى قطاع غزة وهي تقول انها تحكمه ومحرر ؟,
انه سيكون افضل واجرأ قرار اذا ما عاد كل زعماء حماس وعائلاتهم الى قطاع غزة ولتعطي قطر مليارها لحماس لدعم هذه العودة للقطاع وسيسجل التاريخ لها هذا الانجاز,فهل قطر تجرؤ على ذلك ؟ الجواب عند بيبي, هذا المفروض ان يتم لأنه القرار الصحيح واما تخوف هذه القيادات من الاغتيالات فنقول لهم لا شيء بعيد على يد اسرائيل والذي يمكن اغتياله في غزة ربما اسهل لاسرائيل اغتياله وصيده في عمان واسرائيل لديها دائما الاعذار لكل حادث وما اغتيال البحبوح الا مثالا لما اقول .
اما الامر الثاني : ما رشح عن اخر زيارة لعضوي الكونغرس الامريكي لعمان ومنهم السيد كيري من تسريبات اخبارية عن اجتماعاتهم مع القيادات الاردنية سرا وعلانية عبر بعض الصحف والفضائيات من انهم يذرفون دموع التماسيح على اكثر من ثمان مائة الف فلسطيني يحملون البطاقة الخضرا وانهم طالبوا الحكومة بحل مشاكلهم من خلال تجنيسهم ,نقول لهذان العضوان كان الافضل لو ذرفتوا هذه الدموع عند الاسرائليين الذين يسرقون اراضيهم لوقف هذه السرقة ودعم عودتهم لبيوتهم و اعطائهم الهوية والجواز الفلسطيني داخل كيان السلطة الفلسطينية مع دعم الاعتراف بالجواز الفلسطيني على مستوى الدول العربية ودول العالم, لماذا لا تحل مشكلتهم داخل وطنهم الحقيقي؟
والذي اجزم ان غالبيتهم تريد ان تبقى على ارضها في الدولة الفلسطينية ولكن المشكلة ليست بهؤلاء ولا حتى بالسلطة الفلسطينية ولكن باسرائيل. والامرالثالث: هو التدخل السافر بقانون الانتخابات وما يسمى التمثيل النسبي لفئات الشعب الاردني والمقصود هم الاردنيون من اصل فلسطيني وكلنا نعرف بعض العابثيين في هذه الامور انهم المستأجرون ممن يحسبون علينا الاردنيون ولكنهم يعملون ليل نهار لسيدهم اسرائيل, ثم ما معنى التمثيل النسبي وما يطلق عليه بحقوق الفلسطينين الاردنيين والذي اكره هذا المسمى لانه لا يجوز لان كل من يحمل الجواز والجنسية الاردنية هو اردني بغض النظر عن اصله ومنبته ولكن لا حرج من ذلك من اجل المحافظة على حق العودة للراغين الى الدولة لفلسطينية بعد التسوية واقامتها, وحتى لا تفرغ الارض الفلسطينية وتبقى فلسطين بالذاكرة, فهي القضية الاولى للهاشميين والاردنيون جميعا , واما التمثيل النسبي للمناطق والفئات في قانون الانتخاب فهي كلمة حق اريد بها باطل وخدمة لاسرائيل بالدرجة الاولى لتفريغ الارض الفلسطينية وايجاد البديل لهم بالاردن وهذا ما تسعى له اسرائيل واذنابها بالمنطقة والذي سنفشله نحن الاردنيون بوعينا ولحمتنا الاردنية, فكل الاردنيون يعرفون قانون فك الارتباط والذي اعلنه المغفورله الملك حسين طيب الله ثراه سنة 1988 والذي نص صراحة على ان كل شخص كان على الارض الاردنية والمقصود بها شرق الاردن عند صدور هذا القرار هو اردني حتى تقوم الدولة الفلسطينية وعندها لكل اردني من اصل فلسطيني حق الاختار بين ان يبقى اردنيا او فلسطينيا,هذا القرار كان نزولا عند رغبة الفلسطينين والعرب الذي حدد الاردن بشرقه وفلسطين بغربه , لذلك لا يجوز التكلم عن تمثيل نسبي للفئات والمناطق حتى ينقشع غبار هذه المعركة مع الاحتلال , والسؤال الذي يطرح نفسه , لماذا حكومتنا واعلامنا لا يعلمان الشعب الاردني عما دار ويدور حول هذه الامور الخطيرة التي تمس كل مواطن اردني بل وفلسطيني بكل شفافية؟
لماذا لا يتم نشر كل ما جرى من نقاشه خلال زيارة عضوي الكونجرس الامريكي؟ لماذا علينا كاردنيين ان نعرف ما يجري عندنا من خلال الاعلام الخارجي؟ ان المريب في اثارة هذه الامور الثلاثة في هذا الوقت ما تمر به المنطقة من ثوارات وعدم استقرار بالاضافة الى التشنجات الحاصلة على الساحة الاردنية.
اخيرا سيبقى الاردن فلعة الصمود والتحدي وشوكة في خاصرة اسرائيل وكل الاعداء , اوجده المغفور له الملك عبد الله الاول طيب الله ثراه وسيحافظ عليه الملك عبد الله الثاني ادامه الله والشعب الاردني بكل منابته واصوله , فالاردن ارض الرباط هذا ما بشرنا به قرأننا الكريم واريحا مقبرتهم في الماضي و باذن الله بالمستقبل واقعة بين ضفتي الاردن وشجر الغرقد موجود بالاغوار والذي لا يصدق يذهب ليرى هذه الشجرة الملعونة التي ستخبيء اليهود من جنود الرباط عندما يحين الوقت وهو ليس ببعيد فاطئنوا اهلي بالاردن ,فالاردن سيبقى رغم انوفهم قلعة شامخة يمر من خلاله تحرير الاقصى وفلسطين ولن يقدروا عليه لانه محميا برعاية الله عز وجل وبقيادته الهاشمية وبسواعد ابنائه النشامى اهل الرباط, حمى الله اردن قيادة وشعبا من كل شر.