شرذمة سيئة تسللت لشارعنا الأردني لتندس بيننا في زمن الرويبضة , شعارات وأقزام تحاول أن تأخذ موقعاً لها بعالم السياسة والكتابة والدين , الى جانب بعض المقولات والهتافات التي أتى بها غلمان منهزمون وزمرة خائنين تسوّلوا على بعض موائد الصهيونية وفي خبايا السفارات الأخرى, فحملوا الشاذ من الأفكار والمعتقدات والمؤامرات , وحاولوا التميز عن طريق المخالفة, واكتساب الشهرة عن طريق الفتنة ونشر الفتن أو كثرة الوقاحة والسفاهة أو الإدمان على الإثارة.
الكذب والنعرات والإحتقان , أفعالهم تلك تنقص من كرامة الآدمي لو كانوا حقا آدميين , وتسيء الى شرفهم قبل أن تسئ للوطن , وتحط من قيمتهم وقدرهم في مجتمع كشف زيفهم وخبثهم , لان كذبهم وحقدهم وصفاقتهم وبلادة منطقهم مقترن بصفات أخرى مرذولة مبتورة , مثل الجبن , والنذالة وقلة الحياء, وانعدام الضمير, وفقر المروءة, ولذلك عندما يراهن هؤلاء الجبناء على الوطن فاعلم انه لا يتورع عن اقتراف اكبر المنكرات وأبشع الأفعال وأقبح السلوكات من أجل تحقيق مخططاته القذرة , والمشكلة أن كذبهم وحقدهم بازدياد مضطرد يكاد لا يفتر عن زرع الشك والغوغاء وكأن اللعنة الأولى تقود الى الثانية والثالثة, والى سلسلة لا تنتهي من اللعنات من اجل مآرب حقيرة وأطماع هزيلة .
المصيبة الكبيرة أن تلك الشراذم ظنت بأنها قادرة على خداعنا طويلا وبأنها أصبحت من أدوات السياسة المعاصرة , تعلم تلك الحثالة الحقيرة بأنها عدو للدين والخلق ومجردة من المبادئ , وعندها يبرز الشعار القائل عندهم (إزرع حقدا وفتنة تحصد شعبا منزوع الإرادة) ليكون هذا إحدى صفات السياسي الذي يخادعون بها المواطنيين ويحملون بداخلها المريض أكثر من وجه, ومن اجل شيء من الغموض الذي يغطي عقدة النقص عند هؤلاء الفارغين أو المأزومين , ومن اجل التفنن في إعطاء الإشارات المتناقضة لمن حولهم , حتى يضفي على مخططهم شيئاً من التعقيد والارتباك , الذي يبرر الافتقار الى صفة الخلق والإحترام والصدق .
أحياناً يأتي امتهان الكذب والدين والشعارات الرنانة الهدامة من اجل التغطية على مسيرة الأخلاق الفاشلة ومن اجل المواربة عن الاعتراف بالحقيقة القاتلة التي تمثل الضربة القاضية لمنهج ورواية قامت عليها تجمعات وأحزاب وشلل ومصالح وأنظمة ووسائل تكسب وتترزق منها وعدد لا يحصى من الكتب والمقالات والتنظيرات والخطابات , التي أصبحت رماداً يغطي تلك البطانه المتراقصة بإسم الحراك .
, كثيراً من المنظرين والكتاب والمتمشيخين الذين يمتهنون شعار (إزرع حقدا وفتنة تحصد شعبا منزوع الإرادة) وسوف يلجأون الى تلك الكتابات التي تشبه القنابل الصوتية أو الدخانية أو المسيلة للدموع, أو الألعاب النارية التي تلهي البسطاء, وسوق يبقون يمارسون السحر على طريقة سحرة فرعون , حتى تأتي عصا الحقيقة التي تلقف ما يأفكون, وبعدها إما السقوط المدوّي بلا رجعة أو التوبة والعودة إلى الجادة.